وصلتني من ساعات رسالة تذكير من المستقبل، سأضع نصها أمامكم ثم نستكمل الحديث
صادف الأمس الذكرى التاسعة لانطلاق الأحداث السورية، ومضى قرابة العامين قبل أن يُقرر والدي أخذنا في “سياحة إجبارية” إلى مصر. ومع ابتعادي عن (بؤرة الأحداث) بدأ اهتمامي بما يحدث يقّل شيئًا فشيئًا. استغرق ذلك نحو عامين، أدركت خلالهما أنني لا أستطيع مدّ يد المساعدة بأي شكلٍ من الأشكال.
لكن هذا تغيّر بعد أن نشرت الرواية، فلأول مرة أشعر أنني “أمتلك قضية” لا يستطيع الإعلام التلاعب بحثيثياتها (في عقلي على الأقل)، وهي قضية اللاجئين. معرفة من تسبب فيما حدث لهم، لا يغيّر من واقع حاجتهم للمساعدة.
وكنت قد قررت -كما يظهر في الرسالة أعلاه- أن أٌخصص جزءًا من ثمن الرواية لدعم قضيتيّ. هذا كان قبل أن تأتينا الجائحة!
فيروس الكورونا ليس المذنب الحقيقي!
سأعترف بتجاهلي لأخبار الفيروس الجديد واكتفائي بمعرفة طرق الوقاية منه عبر المصدر الموثوق الوحيد: منظمة الصحة العالمية، أما الانخراط في النقاشات حوله وما إن كان مؤامرة أو سلاحًا بيولوجيًا، فهذا لا يعنيني!
ما يعنيني حقًا هو التركيز على (مشروعي الشخصي) الذي بدأ يتبلور شيئًا فشيئًا.
عليّ هنا أن أُشير للقارئ، أنني أعاني كثيرًا في كتابة هذه التدوينة، وفكرت أكثر من مرة في التخليّ عن كتابتها. لكنني كلما تذكرت أن الكتابة عملية شاقة، وأن أصدق الكلمات وأكثرها تأثيرًا على القارئ هي تلك التي يعتصر الكاتب قلبه ليبوح بها.
على عكس ما توقعه أ. أحمد حسن مشرف في تدوينته الأخيرة، أضاف ليّ حديثه الكثير.
فأنا أيضًا أمتلك جدول أعمال ومشاريع كتابية كثيرة، خاصةً بعد عملي مع “حسوب”، كنت أجد أن من المُعيب أن أتحدث بعجزي عن فعل ذلك. لكن، وطالما أن الكتابة اعتراف. فيجب أن أقول: أنا غير قادر على تجميع أفكاري.
(أرجو أن يسمح ليّ أ. عبدالله المهيري باستعارة عنوانه هنا)
في حين يتحدث الجميع عن نشاطاتٍ جديدة يمارسونها في ظل العزلة الإجبارية التي نعيشها جميعًا، تسيطر عليّ فكرة غريبة: ماذا لو كانت نهاية العالم على يديّ الكورونا؟
صحيحٌ أن حالات الشفاء تفوق حالات الوفاة بمراحل، ولكن بما أن العالم لم يجد دواءً بعد، فهذا يعني أن احتمالية تدهور الأوضاع قائمة!
لكنني أعود فأنظر إلى الجانب المشرق، فقد تعرّض العالم على مرّ التاريخ إلى الكثير من الأوبئة الذي ظنّ ألّن ينجو منها أحد، ولكن هانحن ذا!
ثم كيف نفسّر أن مرضى الاكتئاب حيث يعمل الدكتور فرزت لم يسألوه عن المرض؟ أليسوا همّ الأكثر عُرضة للانتحار، بحيث يجدون في “نهاية العالم المرتقبة” ذريعة للانتحار؟
أرجو أن يحدثنا عن الأمر أكثر 🙂
أما الآن، فلنعد إلى الحديث عن المشاريع الكتابية،
لفت نظري منذ أيام منشور -على الفيس بوك- للكاتب محمد جمال يتحدث فيه عن إمكانية الاستفادة من الظروف الحالية في الخروج بمئات الأفكار. وبما أن الأفكار بلا قيمة ما لم توضع موضع تنفيذ، فأحب هنا أن أتحدث (لكاتب قادم) عن فكرة رواية تدور حول استفادة إحدى العصابات من “انتشار الأقنعة الواقية” في التخطيط لعملية سطو مسلّح [وربما يكون فيلمًا جيدًا أيضًا!].
وبالحديث عن المشاريع الكتابية، أعتقد أننا نشهد فرصة ذهبية لعودة الكتابة كأسلوب تعبير عن الذات في الفترة الحالية، فالجميع يمتلك مخاوف وأفكارًا ورؤى يودّ مشاركتها.
ولم أستغرب من تأكيد عدّة مدونين لهذه الفكرة، فها هي أ. غادة (صاحبة مدونة فضاء) تطرح سؤالًا مفتوحًا: لماذا نكتب؟، وأستاذنا أبو إياس طرح مبادرة تدوينية أخرى (رغم أنها مؤجلة). فالتدوين كما قالت الأخت بُشرى هو:
مساهمة إنسانيّة حين يجسّد معناً يخالج صدر إنسان قد عجز عن التعبير أو التبرير
ابتعدوا أيها المؤثرون: المُنْتَقون قادمون
(هذه المرة، عليّ أن استسمح من صديقي يونس بن عمارة!)
كثيرًا ما يخيب أمليّ بالكتابة! فأقف -يائسًا- أمام (المال السهل- Easy Money) الذي يحصل عليه المؤثرون، في حين “أعافر” لساعات طوال كل يوم لقاء بضعة مئات من الدولارات.
لكن تأتي تدوينة العزيز يونس لتقول: لن يستمر الحال هكذا للأبد!
وبما أننا نتحدث عن الانتقائية، فأتمنى أن تتكرموا بالاشتراك في القائمة البريدية ?
قد يبدو ذلك طلبًا غريبًا، لكنني أعتقد أن أكثر ما أحتاج إليه الآن هو (مجتمع مصغّر) يُرشدني إلى الطريق القويم. ربما أكون ممن لا يتقبّل النصائح. لكن من يعلم؟ ربما يتغيّر ذلك قريبًا.
تعليق واحد على “رسالة من المستقبل عن الكورونا”