لا أبحث عن سلوى.. تكفيني نجوى

هذه التدوينة برعاية الأغنية التي لا تموت Linkin Park – In The End

رغم اتخاذي قرارًا حاسمًا بألّا أعود للشكوى عبر هذه المدونة، لكن الحياة تحملني.. تتلاعب بيّ.. لتقذفني على أبواب مدونتي كمستمعٍ وحيد.
اليوم، أنا لست بحاجة لمستمعين أو لقرّاء. اليوم.. أنا مكتفِ بذاتي.. وبهذه الأغنية.

اعتبروا .. أو لنقل اعتبر (بما أن لا أحد يستمع!)
اعتبر أنك وحدك، العالم خالٍ إلا منك، لم تعد هذه مذكرات تُحفظ للتاريخ، إنما لشبيهي في هذا العالم، الذي سيأتي حين أكون أنا على الطرف الآخر.

عزيزي،
اقرأ المزيد عن حياة الصحابي الذي قال له النبي: “تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك”، ففيها الزاد لرحلتك.
لا أدرِ أين أكون حين تقرأ هذه الكلمات، لكنني حين كتبتها، كنت جالسًا في غرفة تُضيئها شمعة (بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لا تعرف ما هو؟ اسأل غوغل!)، والبرد يلتحفني أنا عوضًا عن السماء (يُفترض أنك الآن تتمنى نسمة باردة بعد أن بلغ ابتلع ثقب الأوزون 70% من الغلاف الجويّ).

لا أعلم إلى أي مستوى وصلت الفردانية لديكم، لكنني أجلس الآن أستمع شتات ذكرياتي من بين ألحان الأغاني الحزينة.
اليوم، زرت منزل الطفولة، ورأيت سريري الذي لطالما اكتوى بحرارة جسدي المحموم. تأملت مكتبتي الصغيرة وعناوين كتبها: كيف تتعامل مع المراهق؟ … مراهقة بدون تعقيد … همسة في أذن شاب … التربية الحديثة.
تلك كانت عناوين كتبي كمراهق، كنت أبحث عن طريقة لعلاج نفسي بعد أن تخلى العالم عنيّ. كانت طريقتي في مقاومة الاستسلام والموت الإرادي الذي سقطت ضحيته في النهاية.

عزيزي .. شبيهي،

أخبرك الآن، أنني أودّ الاستسلام.


لو قرأت التاريخ، فستعلم أنها الجملة السابقة كانت لازمة في كل رسالة انتحار.

إن كنت تتسائل عن آلامي الجسدية، فأنا لا أشكو من شيء سوى عن ألم يتسلل من أسفل ظهري، متسلقًا عمودي الفقري كما لو كان نخلة، ليستقر في عقلي كـسرب نحلٍ طنّان.

ربما تتسائل عن مظهري الخارجي، فضولًا ورغبةً منك في معرفة هيئتي وشكلي حين كنت أكتب لك هذه الكلمات.

حسنًا! لنبدأ من كفيّ.. عروقهما بارزة والدماء الباردة تنبض داخلها، نصعد قليلًا للأعلى.. فنجد وجهًا غادرته الابتسامة الصادقة منذ .. (الطفولة ربما؟!) إلا أنني لا زلت أتقن رسم ابتسامة مجاملة وأخرى صفراء.
نعود للخلف قليلًا، فنجد ظهرًا منحنيًا على لوحة المفاتيح (لم أجلب طاولة للكتابة بعد).

ماذا أردتي؟ منامة قديمة، أحتفظ بها منذ 15 عامًا، ولا زالت تلائمني. لم تستطع أفضل مساحيق التنظيف أن تزيل آثار دموعي كمراهق من على أكمامها.

بالمناسبة، لم اسألك كيف تقضي وقتك؟

آه، تسألني أنا؟
لا بأس..
أنا يا صديقي (واسمح ليّ أن أدعوك كذلك)، ألهث خلف بعض الشعارات الحديثة -في زماننا على الأقل- ومنها: النجاح وتحقيق الذات وملاحقة الشغف وعيش اللحظة.
لكن مع نهاية كل يوم، أدرك أنني كنت أركض خلف سراب، فهل أعتبر؟ نعم، إلى أن تشرق شمس اليوم التالي.

بالمناسبة، نسيت أن أخبرك أنني متسول للدعم أيضًا. أراك تضحك! تظنني أبالغ، أليس كذلك؟ إذًا ابحث بنفسك عن عدد مرات ذكري لحسابي في موقع (كوفي). أضعه وأنشر التدوينة لأستغرق في أحلام اليقظة.. فأرى أن الاستجابة تأتيني بالعشرات (لن أقول المئات، فأنا شخص واقعي!).
لكن لنتوقف هنا لحظة.. ما الذي سيدعمه هؤلاء الأفاضل؟ بعض الحديث الشخصي؟ بعض الشكوى الفارغة؟ لا أظن ذلك!

هذا جزءٌ من كُل.
ربما نلتقي ثانيًا.

لا أبحث عن سلوى.. تكفيني نجوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى