نقش أمّ كتابة؟ نقش أمّ كتابة؟
لأن الكتابة والتصميم وجهان لعملة واحدة

تشعر أحيانًا أن كل ما تفعله بلا طائل، وقد تنطبق عليك مقولة أحمد خالد توفيق (رحمه الله).

أحاول الاحتفاظ بمشاعري السلبية لنفسي، ثم اقرأ عدد (عمق) من إبداع مريم الهاجري؛ فأتفكر في المسألة قليلًا.

 

في الآونة الأخيرة .. عاد التشتت لاحتلال عقلي. وحُزنٌ عميق يحتل قلبي؛ على مصاب الآخرين. ثم تتسلل فكرة إنهاء حياتي رويدًا رويدًا، ربما هربًا من كل هذا.

 

لحُسن الحظ، توازنت بعض الشيء عقب سماعي قصة (ليكس رومان Lex Roman) المُلهمة.

 

عملت ليكس لسنوات في مجال تصميم النمو Growth Design [يتوسع تصميم النمو في عملية حل المشكلات المرتكزة على الإنسان من خلال استخدام الأساليب العلمية لتحسين أساليب العمل].
لكنها عوض العمل مع الشركات التقليدية، ركزّت على مساعدة الصحفيين والمبدعين المستقلين على تنمية أعمالهم وتحقيق دخل منها.

 

لكن مجال الصحافة بعيدٌ جدًا عن عالم الشركات، فكيف وصلت (ليكس) إليه؟

معك تمام الحقّ، وأنا كذلك استغربت حين رأيت هذه النقلة.
ثم زال استغرابي بعدما علمت بإقامتها في لوس انجلوس لفترة، وتكوينها علاقات وثيقة مع الصحفيين أثناء تعاونها معهم على قضايا المشردين. وتصف تلك الفترة:

 

"أصبحت أقدر عملهم حقًا وأرى هذه القيمة، على حد اعتقادي، بطريقة فريدة. وعلى الطرف الآخر، وجدت إحباط البعض لهم تحت ذريعة أنها فترة سيئة في عمر الصحافة"

 

مع بداية العام الحالي، تتحقق النبوءة، وتجتاح عالم الصحافة موجة تسريح عظيمة؛ لتقرر ليكس البحث عن ضحايا هذه الموجة، وتساعدهم على إطلاق نشراتهم البريدية والتربّح منها.

 

نقطة نظام:: 

فجأة، بعدما تشبّعت انبهارًا بالقصة وقررت نقلها إليك، وقفت أمام تساؤل منطقي: لمَ أحرص على نقل قصص غير ذات صلة بواقعنا؟ هل كتّاب المحتوى العرب مهتمون فعلًا بمعرفة كيف يتدبّر نظيرهم "الأجنبي" أمره؟

شعرت أنني أضيّع وقتي ووقتك!
إنما -وفي ذات الوقت- لم أستطع مقاومة صوتي الداخلي الذي يُلزمني باستكمال مسارٍ اخترته، ولو بعد حين ..

 

ثم أتى منشور أ. لينا كبطلٍ يظهر في اللحظة المناسبة، ليقول: استمرّ 

فها أنا ذا .. 

لم تصف (ليكس) نفسها "مبدعة Creator" حتى عام 2022، أي بعد حوالي 15 عامًا من بدء حياتها المهنية.
وفي عام 2019، استقالت من آخر وظيفة بدوام كامل لتبدأ مسيرتها مصممة نمو مستقل (ثم مسوقة)، وذلك تحت مظلة علامتها التجارية الشخصية [Lex Roman, Inc].

 

لماذا أطلقت علامتها التجارية الشخصية؟ ليُتاح لها منصة للتجريب أولًا وتحقيق الربح ثانيًا. ودعنا نتعمق في هذه المسألة قليلًا.

 

حين يحصر أحدنا نفسه في دورٍ معين (كاتب محتوى مثلًا)، تضيع حياته في محاولة التغلب على آلاف كتّاب المحتوى الآخرين ضمن منافسة خاسرة؛ تمامًا كما حدث مع صديقتنا لينا.

في المقابل، حين ننطلق من مفهوم ابتكار القيمة، ثم نُلبسه ثوب العلامة التجارية الشخصية، ينفتح باب الفرص أمامنا على مصراعيه. وتكفينا الكاتبة هولي ويتاكر مثالًا حيًا.

 

والشيء بالشيء يُذكر. سألت أ. لينا عن نشرتها البريدية، وانتبهت لوجودها على منصة Substack. هل تعتقد بوجوب إخبارها أن دخل النشرة البريدية -المُستضافة على سبستاك- أفضل من باتريون Patreon؟

 

نعود لقصة ليكس.

فبعدما أطلقت علامتها التجارية الشخصية، قررت إطلاق عدة مشاريع صغيرة: 

  • Growthtrackers

  • Low Energy Leads

  • Journalists Pay Themselves

  • Revenue Rulebreaker

  • LA Pays Attention

طارق، نسيت إرفاق رابط المشروع الأخير!

 

تقصد LA Pays Attention، صحيح؟
يمكنك القول أنني تناسيته؛ لألفت انتباهك إليه. إذ لم تعد ليكس تملكها (بعدما باعتها لقاء 2-3$ لكل مشترك = 4000-6000$) - كم تبلغ قيمة نشرتك البريدية في رأيك؟

 

والملفت : جاء أحد أوائل أعضاء Growth Trackers من قاعدة مشتركي تلك النشرة البريدية. 

 

ربما تسألني: كيف يكون Growth Trackers مميزًا، وعدد أعضاءه لا يتجاوز الخمسين؟

أأزيدك من الشعر بيتًا؟ رغم قوة علامتها التجارية الشخصية، احتاجت ليكس عامين كاملين حتى تصل ذاك الرقم الضئيل.

يا لها مِن مسكينة!

 

أتدري مَن المسكين حقًا؟ أنا؛ إذ لم أستطع -حتى الآن- إقناع شخصٍ واحد بالانضمام إلى ناديّ الكتّاب السريّ. 😭

 

أما صديقتنا ليكس، فكانت تتقاضى 500$ شهريًا .. من كل عضو. 😳، لتُحقق 4000-6000$ شهريًا من هذه العضويات.

 

هل أدركت الآن لمَ كنت أدعوك لإطلاق مجتمع منذ زمن؟



وبالمناسبة، لم تحظى ليكس يومًا بجمهور كبير. وتستحق هذه الجزئية وقفة تأمل حقًا.

 

دقق معيّ في "أرقام" ليكس:

 

  • Revenue Rulebreakers 🧮
    150 مشترك

  • Journalists Pay Themselves 🧮
    775 مشترك

 

  • 🧮 Low Energy Leads
    1500 مشترك (60 منهم مدفوعين)

  • 🧮 لينكدإن
    4,920 متابع
     

  • 🧮 تويتر
    680 متابع

 

ماذا تعلمت من تجربة ليكس رومان؟

 

  • حين تتوجه أنظار الآخرين إلى "حجم" الجمهور، يحسب مبتكرو القيمة عدد الذين يستطيعون إقناعهم بالدفع: حجم الجمهور المثالي = الدخل المُستهدف ÷ متوسط الدخل من كل عميل ÷ معدل التحويل (%).

  • لا يهمّ عدد زائري موقعك (طالما كانوا يغادرون) .. لا يهمّ عدد مشاهدي فيديوهاتك (إذا لم يتفاعلوا)، الذي يهمنا حقًا: كيف تحوّل هذا الشخص -الذي أتى عرضَيًا- إلى معجب مخلص يحبك ويثق بك ويرغب بالشراء منك؟

  • لا يعني ذلك ألّا تهتم ببناء جمهور؛ العلاقات هي محرك النمو. وهل الأساس الذي يقف عليه الترويج الشفوي "Word-of-mouth" إلا شبكة العلاقات؟

انتصرنا 😭

💚

💚

💚

غصّ الشهر المنصرم بالمشاريع؛ فلم أكتب الكثير:

  • "انني لااعرف غير اللغة العربية وعايز كيف اكسب من الانترنت؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
    رأيت في صياغة السؤال الغريبة .. صرخة استنجاد، فبذلت قصارى جهدي في الإجابة، لكن لم تكن النتائج مُشجّعة 😔

  • "أريد العمل بجانب الدراسة وأريد أن أعمل على الانترنت، فما هو أفضل مجال للعمل؟"
    استبشر برؤية أسئلة كهذه. لكن يبدو أن اندفاعي قادني لارتكاب خطأ بارز، هل اكتشفته؟ 

"السلام عليكم هل من نصائح كيفية البدأ بالعمل ككاتبة محتوى؟"
لا أعلم صديقي محمد 🤷🏽‍♂️

 

Ⓜ️ لم أنشر سوى تدوينة واحدة، وأظنها تعبّر عنك. يُسعدني سماع رأيك .. مهما كان مختلفًا.

أنتشي بسماع أحدهم يقول "أكره ترك مدونتي مهجورة". وردت تلك العبارة ضمن سطور المبدعة ياسمين محمد في آخر تدويناتها [حُزن كثيف | عن فيلم The Deep End of the Ocean]، والتي أبدت فيها رهافة حسّ عالية.

 

استثار عدد نشرة (إلخ) من ثمانية -بدوره- حُزني الكثيف؛ لم يعد بوسعي تذّوق الأدب كما تذوقته إيمان العزوزي داخل قاموس ماتشياو. يبقى عقلي متخبطًا ما بين خوفين من ماضٍ ومستقبل، وإن قررت عيش اللحظة .. وجدتني منساقًا خلف هواجس إنهاء الحياة.

 

ربما أكون مقصرًّا في دعم أصدقائي المدونين، لكن هذا لا يعني تخليّ عنكِ آ. كنزة .. 😰 فكل ما فعلناه أننا انشغلنا بحياتنا -تلك النعمة العظيمة- كما تصفها لوجيريا

 

هل تبحث عن كوكب خاص بالكتّاب، الكوكب الذي لم تُخبرنا عنه سبيستون 🤫؟ ها قد وصلت وجهتك إذًا 🚀

 

أجهل كيف أتعامل مع موت المحبين .. كيف أواسي وأعزيّ؛ لذا أكتفي بمحاولة وصف شعوري.

 

ومع ذلك، عجزت عن وصف شعوري حين قرأت تدوينة بحر، وجزئية "فقد الأم جنينها" منها 😥

 

 

وإن لم نقف إلى جانب ريم في هذه اللحظات التي [تمنّت لو كانت كابوسًا تصحو منه لتعيش حياتها الطبيعية]، فمتى إذن؟ 

🖋️ عرفنا بنفسك! من أنت؟

من أنا؟! يمكنني ببساطة أن أجيب أنا عمار الياسين عمري كذا وأعمال في المجال الفلاني، لكن بربك أليس من الظلم أن أعبر عن كل ليلة نامت فيها عيوني ولم تنم أحلامي وعن كل طريق سلكته حافيا أدوس شوكه وحجارته بقدمين عاريتين وعن كل خمسين خيبة وفشلا واجهته قبل كل نجاح؟!

أليس من الظلم أن أعبر عن ذلك كله بإحدى عشر حرفا لغويا؟! حسنا سأختصر عليك، يا سيدي أنا نفسي لا أعرفني، فأنا في الخامسة عشر من عمري أختلف عني في العشرين وأختلف عني في الثلاثين. أنا عربي ابن أبوين كافحا بكل ما استطاعا لأكون من أنا عليه اليوم. كنت في طفولتي أقرأ الكتب والجرائد بينما كان باقي أطفال الحي يلعبون الكرة.

لكن إذا أردت إجابة كلاسيكية فسوف أخبرك، أسمي عمار الياسين درست هندسة الطاقة ولم أعمل بها. وجدت أن شغفي يأتي في كتابة المحتوى ونشره وفي العمل في إحدى وظائف العصر الناشئة فتعلمت مهارات التسويق الرقمي وبدأ العمل مع جهات كثيرة حتى أصبحت قبل عامين عضوا في البورد الأوروبي للتنمية والعلوم بدعوة كريمة منهم.

دربت الكثير من المبتدئين في مجال التسويق وعملت مع شركات عديدة في بلدان عديدة تعرفت فيها على إخوة وأصدقاء لم يكن لأي صدفة كونية أن تجمعني بهم لولا وجود الانترنت.

 

🖋️ صِف لنا -باختصار- روتينك اليومي بصفتك كاتب

أنا لا أبدأ يومي بفنجان من القهوة على أنغام فيروز، موهبتي في الكتابة لا ترتبط بمكان أو زمان أو حالة نفسية.

كل ما أكتبه هو نتاج إلهام قد يأتيني في حالة الحزن أو السعادة، قد يأتيني بعد خلاف مع صديقي أو في مقعدي الذي أجلس عليه في المواصلات العامة.

أجلس في بعض الأحيان يومين أو ثلاثة ولا أستطيع كتابة سطر واحد وأجلس أحيانا أخرى تسابق أفكاري يدي اليمنى في الكتابة.

ربما أستطيع توضيح روتيني في الكتابة بحالتي النفسية، فإلهامي يأتي في حالة الانفعال سواء كان إيجابيا أم سلبيا، مفرحا أم حزينا. ببساطة روتيني أن لا روتين لي.

ما لا يعرفه الناس عني هو أني لا أكتب في مجال معين رغم أن عملي الأساسي في التسويق قد يلزمني بالكتابة في هذا المجال فقط لكن من قال أن الإنسان هو عمله فقط؟ ومن قال أن الإنسان يجب أن يكتب في مجال واحد فقط؟ ارجع للتاريخ لترى أن ابن سينا كتب في الطب والفلك والهندسة وغاليليو كتب في الفلك والرياضيات والفلسفة.

حسنا دعنا من ابن سينا ولنركز على ابن زكريا (أنا)، بدايتي في الكتابة كانت من خلال قصائد شعرية أولها عندما غزت نصف دول العالم عراقنا الشقيق، ثم تلاها الكثير من القصائد المنفردة التي لم يجمعها ديوان واحد واندثرت وضاعت. بعض هذه القصائد -أو جلها- كتبتها في فتاة أحببتها في دراستي الثانوية وبعضها الآخر كتبتها بعد مشكلة أو توبيخ من والدي أو فرحا بانتصار فريقي المفضل في إحدى بطولات كرة القدم.

بعد انتهاء المرحلة الجامعية بدأت في الكتابة في الفيزياء وهي موضوع أعشقه، كتبت 12 نصا لحلقات في يوتيوب أعتقد أني لو نشرتها لكنت ظاهرة في مجالي لكني وبسبب هوسي بالكمال لم أصور دقيقة واحدة من هذه الفيديوهات.

إلى جانب كتابتي في الفيزياء كتبت الكثير من المقالات في الفلسفة والسياسة والتسويق والتحليل الرقمي، بعضها نشرته وبعضها ما زال حبيسا في ذاكرة حاسوبي.

مؤخرا في السنوات الخمس الأخيرة بدأت بالتركيز على الكتابة في مجالي فألفت ثلاثة كتب في مجالات التسويق الرقمي والتحليل الرقمي وصناعة المحتوى والعديد من الكتيبات الصغيرة في نفس المجال أيضا.

وهنا قد يخطر في بالك أن تسألني أين هي هذه الكتب والمقالات التي كتبتها والتي قد يفوق عددها ثلاثمائة مقال؟! في حقيقة الأمر لم أكتب مقالا يوما أو قطعة شعرية أو نثرية بهدف نشرها أو ترويجها،

كنت دائما ما ألجأ إلى الكتابة كوسيلة لتحويل مشاعري الكامنة إلى كلمات مكتوبة فأنا كشخص إذا أردت أن أقول لابنتي الصغيرة "أنا أحبك" لا أقولها لها بشكل مباشر فأنا لا أستطيع التعبير بهذه الطريقة، بدلا من ذلك أقول لها "أنتي أميرتي الصغيرة" وهذا هو حالي مع الكتابة.

فرحت يوم خطوبتي فكتبت قصيدة في المرأة التي خطبتها والتي أصبحت لاحقا زوجتي، وغضبت من المنتخب الألماني في كأس العالم فكتب فيه مقالا أدبيا لاذعا، شعرت بالفخر يوما بوجود شاب عربي كأحمد الغندور "الدحيح" يستطيع الحديث عن العلوم بهذه البساطة فكتبت حلقة يوتيوب في أحد المواضيع العلمية مدتها 50 دقيقة عملت عليها أكثر من 6 أشهر.

🖋️  هل تمانع مشاركتنا إنجازك الأعظم؟

بالتأكيد لا أمانع، إنجازي الأعظم هو بناء أسرة تحتضن ثلاثة أطفال. صدقني لو كنت فاتحا للسند والصين معا وسألتني هذا السؤال لأجبت بنفس الإجابة فالمسؤولية التي تلقيها الأسرة على كاهلك لا يمكن لجيش من الغرباء أن يتسببوا بعشرها.

هل تتخيل أن تكون آخر من ينام وأول من يستيقظ؟ هل تتخيل أنك من الممكن أن تمرض لأن عضوا ليس في جسمك أساسا أصابته جرثومة أو فيروسا؟

هذا غيض من فيض من يحدث لك عندما تقوم ببناء أسرة، ومع ذلك فكل هذه الصعوبات والتحديات ليست بلا طائل فأنت ستكسب مقابلا لها طفلا صغيرا يقول لك "بابا" وهو أمر سيمنحك شعورا بالفرح والإطمئنان لا تصفه كلمات اللغة.

🖋️ هل تحدثنا عن مشروع فشلت به؟

في الحقيقة كانت عدد المرات التي فشلت بها أكثر من عدد المرات التي نجحت بها ويمكنني القول بكل ثقة أنا ما صنعني هو فشلي وليس نجاحاتي.

لكن وحتى أعطيك إجابة شافية سأحدثك عن فشلين كان لهما كبير الأثر في حياتي. الفشل الاول كان عندما ودعت أمي في المطار عام 2015، آخر كلامي لها هو وعد بأن ألتقي بها خلال عام واحد على الأكثر لكني فشلت في تحقيق ذلك، مرت حتى الآن 9 أعوام وشاخ وعدي ووهنت أحلامي ولا زلت أنتظر اللقاء بأمي.

الفشل الثاني كان بعدها بسنة واحدة حيث التحقت ببرنامج تدريب في إحدى الشركات الكبيرة، كان عدد الملتحقين بالتدريب حوالي 50 شخصا وكنت أرى بأني الأفضل بينهم ولا أحد منهم يكاد يقترب من مهاراتي أو قدراتي. انتهت فترة التدريب والتي كانت شهرين وقالوا لي : "شكرا لك أنت غير مناسب لنا". صدمتي الكبيرة أني لم أكن أشك للحظة واحدة بأني الأفضل وبأنه سيتم قبولي وحتى عندما تم فصلي لم أفهم السبب فكنت مؤمنا بهذا الاعتقاد، لكن بمرور الأيام بدأت أفهم ما حدث ولماذا حدث، أنا حقا لم أكن الأفضل وما كنت أعتبره ثقة كان في الحقيقة غرور شاب في مقتبل العمر.

لكن ولأن ما يختاره الله دائما ما يكون خيرا لنا كانت هذه التجربة هي السبب في اتجاهي لتعلم مهارات التسويق وتطوير مهارات صناعة المحتوى الكتابي التي أتمتع بها.

🖋️ ما التحديات التي واجهتها خلال مشروعك الأخير؟

سأخبرك بقصة مشروعي الأخير والذي هو في الحقيقة مشروع شخص اسمه كمال تواصل معي في ليلة 26 رمضان عام 2023 بعد صلاة الفجر.

تواصل معي هذا الشخص عبر الماسنجر ولسبب ما يومها كنت أتفقد الماسنجر الخاص بي علما أني أفتحه كل شهر أو شهرين مرة واحدة. قال لي هذا الشخص تعرفت عليك من قناتك على يوتيوب وبحثت عن حسابك على فيس بوك لأني أريد منك أن تقوم بتدريب فريق العمل لدينا في الشركة على إدارة الحملات الإعلانية.

قلت له حسنا دعنا نتواصل بعد العيد ونسيت الموضوع من جهتي فقد كنت شديد الإنشغال ولم أتوقع أساسا أن يعاود التواصل معي.

لكن في أول يوم عمل بعد العيد تواصل معي كمال واتفقنا على بعض التفاصيل الخاصة بالتدريب. بعد انتهاء أول جلسة تدريب قال لي كمال دعني من التدريب أريدك أن تكون مسؤولا عن قسم التسويق لدينا في الشركة فبدأت العمل معهم كعمل جزئي ولم يكن السبب هو الشركة أو العائد المادي فأنت كنت ملتزما مع جهات أخرى وكان مردودي الشهري أكثر بحوالي الثلث مما أحصل عليه في شركة كمال.

لكن ما دفعني للعمل معهم هو هذا الشخص بذاته، فأنا لم ولا أستطيع إخفاء إعجابه بذكائه اللذي قلما سمعت صاحب شركة عربية يتمتع به. لست أبالغ إن قلت أن ذكائه استفزني ودفعني للإيمان بمستقبل يراه هو كبيرا لهذه الشركة وكان الناس لا يرون منه طرفا حتى.

آمنت بالرجل ووثقت به كما وثق بي رغم أن بيني وبينه عدة بلدان وآلاف الكيلو مترات. لم أبخل يوما في تقديم جهد طلب مني أم لم يطلب لإنجاح شركة كمال والتي لم أسمعه يوما يقول عنها شركتي بل كان يقول هذا عملنا كلنا.

معظم العاملين في الشركة كانوا يعملون أونلاين ومتوزعون على 9 بلدان مختلفة. كان هذا تحديا كبيرا، فكيف يمكن لأي عمل أن ينجح وأفراده بهذا التشظي، لكن الآن وبعد مرور سنة ونصف كبرت الشركة لتتحول لحاضنة أعمال تدعم المشاريع الصغيرة في جميع أنحاء الوطن العربي كأول جهة عربية تدعم هذا النوع من الفعاليات واسمها هو "مكنون". ورغم أن "مكنون" فتحت أسواقا في أكثر من 20 بلدا في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية ورغم أنها باعت خدماتها لأكثر من 4 آلاف عميل في سنة ونصف فقط إلا أنها ما زالت في بداية الطريق.

قد تبدو لك هذه القصة جميلة لكنها لا تحتوي على الكثير من التحديات لكن تمهل قبل أن تحكم، ماذا لو أخبرتك أن الكثير من الموظفين يعملون حاليا بمقابل بسيط جدا يكاد لا يدفع أجرة المنزل المستأجر حتى، وسبب ذلك ليس أن الشركة لا تدفع لهم بل لأنهم قرروا التضحية بمرتباتهم الحالية لأنهم مؤمنون بنمو هذه الشركة لتصبح من الأعلى قيمة في الوطن العربي أجمع. أستطيع القول وأنا كلي ثقة أن هذا التحدي الذي يواجهه أفراد فريق العمل في مكنون بمن فيهم أنا لم نواجه مثله قبلا وغالبا لن نواجه مثله فيما سيأتي.

🖋️ ماذا تقرأ الآن؟

رغم أنني مولع بالقراءة لكن آخر كتاب قرأته مضى عليه أكثر من ثلاثة أشهر وسبب ذلك هو ضغط العمل الكبير حاليا. كان الكتاب الأخير الذي قرأته هو كتاب "سيكولوجيا الجماهير" وهو كتاب جيد رغم وجود بعض الحشو فيه.

كان عددًا طويلًا..😪

فإن وصلت إلى هنا، فشكرًا لصبرك على ثرثرتي. 😅 ولا أخفيك سرًّا، أنا -على غرار أحمد مشرف- من دُعاة الانغماس في النصوص والمشاهدات الطويلة، التي تترك أثرًا لا يُزال لمدة.

والآن، هل ليّ بطلب؟

هل تُمانع إخباري رأيك بالعدد؟ أيّ الفقرات أحببتها أقل/أكثر؟

تحياتي الصادقة 

إن وصلك العدد بطريقة غير شرعية؛ "فَرْوَدَة Forward" مثلًا.. فأرجو منك إخباري –عبر الردّ على هذه الرسالة- بمن ارتكب هذه الجريمة ⚔️ ، هذا أولًا..

أما ثانيًا، فيمكنك تقديم طلب اشتراك رسمي عبر الرابط التالي

twitter 
الموصللي
أريكتي المفضلة
جميع حقوق الإبداع محفوظة في سجلّات التاريخ
انسى أمر النشرة للأبد ☢️   |   تحكّم في اشتراكك 📳   |   نسخة الويب 🌐