لن تستطيع الكتابة يوميًا! 🤐

الدعاة إلى الكتابة يوميًا لا يستسلمون

“الكتّاب الحقيقيون يكتبون كل يوم”.

مع أنني تحدثت في الأمر قبل عامين تقريبًا، لكن الدعاة إلى الكتابة يوميًا لا يستسلمون؛ ما يجعلها حربًا مستمرة.

بلغني، قارئي العزيز، أننا مختلفون، ولا أقصد أن حيواتنا فقط مختلفة، بل كذلك أدمغتنا. وربما تطلب تحقيق الأهداف المختلفة اتباع نهج مختلف أيضًا، ولهذا ألتزم روتينًا لممارسة الرياضة ولكن لا أستطيع مع الكتابة.

لهذا السبب، سأخبرك كيف تكتب أكثر دون روتين كتابة يومي.

عليك أن تكون منجّمًا حتى تتمكن من الكتابة يوميًا

أحب فكرة اتباع روتين الكتابة الصباحي، ولكن كائنات معينة تجعل ذلك مستحيلًا بالنسبة لي: الأطفال. لا أقصد الأطفال بالمطلق، وإنما الأطفال الذين يعيشون معي. وينادونني “بابا”!

نعم، يمكنك نُصحي بالاستيقاظ قبلهم، ولكن كيف سأعرف متى يستيقظون؟ حتى وهم يغطّون في النوم، سيشعرون بأنني أحاول فعل شيء وينهضون!

لا شكّ أن بناء “روتينات” وسيلة ممتازة لمحاولة التحكم بالحياة، ولكن ثمّة حدود لما يمكننا التحكم فيه. فيمكن لمَن لم يحظى بأطفال ويمتلك ساعات عمل منتظمة البدء -بسهولة- في روتين جديد والالتزام به مقارنة بأبّ أو شخص مضطر لحضور فصول دراسية بجداول متغيرة.

بإمكانك -طبعًا- محاولة بناء روتين (حتى لو كانت أيامك فوضوية بعض الشيء)، ولكن إذا عجزت، فربما حان الوقت لتجربة شيء مختلف. مشكلة الروتين الأخرى أنه إذا فاتك ليوم، فربما تعتقد أنك لست مضطرًا لمعاودة المحاولة حتى الغد. ولكن ماذا لو فاتك سبعة أيام متتالية، هل ستستمر في تأجيله إلى أجل غير مسمى؟!

يتطلب بناء روتين كتابة “خطة طوارئ 🆘”

بمعنى أن تقرر مسبقًا ما ستفعله عندما لا تسير الأمور كما خططت.

اتخاذ القرارات مرهق لأدمغتنا؛ فإن اعتدنا فعل شيء ما بطريقة معينة (مثل تسويف الكتابة كلما كان المكتب متسخًا)، فمن المغري الاستمرار في ذاك “الروتين”. لهذا، يجدر بك استباق الأحداث وتحديد ما ستفعله إن عجزت عن الكتابة؛ ما يجنبك الشلل التحليلي “Analysis paralysis” على حساب الانغماس في الكتابة.

وبذا، تُخبر عقلك الكسول أنك لو “صدّعت🤕”، فستبتلع كبسولة باراسيتامول وتبدأ الكتابة خلال 30 دقيقة (مهما حدث)؛ فالأمر مكتوب! ومع الوقت، تغدو العملية تلقائية ولن تضطر حتى إلى التفكير فيها.

كن انتهازيًا في الكتابة عوض محاولاتك اليائسة!

ما بين مشاريع العملاء، والنشرة المنتشرة، ونشرة (نقش أم كتابة؟)، ونادي الكتّاب السري، وروايتي القادمة ⏮ يبدو أنني بمقدوري الكتابة أكثر مما أظن (أو تظن)؛ فقط لأنني أكتب كلما سنحت الفرصة.

إذًا، هل تُراني مُضطر لتكرار ذات الحديث الممل عن “تحديد الأولويات”؟ .. قطعًا لا!

ولن أقول أننا -جميعًا- نملك ذات الـ 24 ساعة؛ فأنا بالتأكيد أقضي جزءًا لا يُستهان به من اليوم في مهام يمكن للآخرين تفويضها. أريدك فقط أن تكون حازمًا قليلًا في كيفية قضاء وقتك. أتفضّل كتابة روايتك -بالسرعة التي تناسبك- خلال خمس سنواتٍ من الآن، أم التذرّع بـ”ضيق الوقت” فلا تكتبها على الإطلاق؟

الإنجاز .. يبقى إنجازًا

قد يُشعرك “الفشل” في الكتابة يوميًا بأنك لا تُحرز أي تقدم، وهذا غير صحيح. فالإنجاز يبقى كذلك. ولا يُفترض بعدم تحقيق أهدافك أن يهزّ صورتك، ويمكنك -ببساطة- أن تقرر ما إذا كنت ستستاء من ذاتك وتبكي على الأطلال أم تستمرّ في الكتابة.

هل تعلم كيف تؤلّف الكتب؟
كلمة تلو الأخرى. ولا يهم كيف تُكتب الكلمات طالما أنك تكتبها! وتذكر أن وجود الآلاف ممن يفكرون في الكتابة .. يُفكرون ويحلمون فحسب، لذا فأنت متقدم عليهم بمراحل.

هل يجب عليك اتباع روتين كتابة المؤلفين المشهورين؟

تُغرينا الكتابة على طريقة مؤلف مشهور، إذ تضمن تقديم أعمالًا خالدة، أليس كذلك؟ أعتذر عن إخبارك، ولكن لا يوجد حل سحري لكتابة كتب لا تُنسى، باستثناء أنه يتعين عليك الاستمرار في الكتابة كلما سنحت لك الفرصة.

والأهم من ذلك كله، إذا لم تستطع الكتابة يوميًا، فلا تستمع إلى أصوات القائلين: لست كاتبًا جيدًا. إذا كنت تكتب، فأنت كاتب. الأمر بهذه البساطة حقًا. لذا، انطلق وانتصر، يا صديقي!

لن تستطيع الكتابة يوميًا! 🤐

4 أفكار بشأن “لن تستطيع الكتابة يوميًا! 🤐

  1. من الرائع اختتام يومي لهذه التدوينة الجميلة، بعد يوم شاق مليء بالمهام التي لا تمت للكتابة بصلة، والتي تستمرّ في جعلي أسوّف… هذه المرة ليس مكتبي المليء بالألعاب والأقلام وحتى عُلب الأعشاب… بل انتظار مكتبي الجديد 😁

    1. لا أجمل من قدرتك على إسعاد الآخرين، وأنت أسعدتني جدًا أختي دليلة ..
      مبارك مكتبك الجديد، عسى تشوفي على وجهه الخير 😇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تمرير للأعلى