لا أحد يخبر المبتدئين -وأتمنى حقًا لو أخبرني أحدهم بذلك- أن جميع مَن قدّموا أعمالًا إبداعية، انخرطوا فيها لأن لديهم ذوقًا جيدًا Good Taste. إذ يبدأ هؤلاء مشاريعهم برؤية واضحة للمكان الذي يبتغون الوصول إليه:
- فكرة رائعة لفيديو يوتيوب فيروسي الانتشار Viral ?
- رواية عن أدب الجريمة ? تنتظر نقلها على الورق
ولكن ماذا يحدث عندما تفتح حاسوبك المحمول ولا تسير الأمور وفقًا للخطة؛ فتجد الرؤية التي امتلكتها سابقًا لم تخرج بالطريقة التي تريدها؛ وإنما متزعزعة قليلاً، وساذجة بعض الشيء؟! ?
سيتسلل الشك إلى قلبك بالتأكيد: لماذا لم يظهر عملي بالجودة التي حلمت بها؟ ألست موهوبًا كفاية؟ هل خسرت شغفي؟ هل يتوجب عليّ التخلي عن الأمر برمّته؟
بالطبع لا!
ما حدث هو أن هناك فجوة ?، ففي أول عامين ستقدم أعمالًا، لكنها لن تكون بتلك الروعة، اتفقنا؟ ربما تبذل قصارى جهدك، ومع ذلك تشعر عبر ذوقك -وهو “الشيء” الذي أوصلك إلى النقطة الحالية- أنك لم تصل بعد، وذوقك جيد كفاية لتُدرك أن ما تصنعه يقود للإحباط، أنت تفهم ما أعنيه، أليس كذلك؟
يعجز الكثيرون عن تخطي تلك المرحلة، وقد يصل الإحباط ببعضهم حدّ استسلامهم?. وما أود قوله لك -بكل أمانة وصدق- أن معظم الذين أعرفهم ممن يقدّمون عملًا إبداعيًا مثير للاهتمام، مروا بمرحلة كان لديهم فيها ذوقًا جيدًا (يمكّنهم من معرفة أن عملهم لم يكن جيدًا بالقدر الذي أرادوه)، لذا فشعورك طبيعي تمامًا.
ربما لا تصدقني!
لا ألومك?، ولكن هل تعلم:
? أخرج كلينت إيستوود “Clint Eastwood” فيلمه الأول عن عمر يناهز 41 عامًا.
? لم يشهد ريدلي سكوت “Ridley Scott” النجاح حتى بلغ 42 من العمر وقدّم تحفته (Alien 1979).
? كانت آفا دوفيرناي “Ava DuVernay” تبلغ من العمر 42 عامًا عندما أبهرت العالم بفيلم (Selma).
لم يستيقظ أيٌّ من هؤلاء المخرجون ذات يوم ليُقرر صنع فيلم حاصد للجوائز?؛ لقد عملوا في حرفتهم لسنوات، وتعلموا الأساسيات. ثم تعلموا كيفية تحسين عملهم، حتى تتوافق مهاراتهم مع رؤيتهم.
كيف تكون مثلهم: كيف تحذو حذو مَن يلهمونك؟
العمل العظيم يستغرق وقتًا. وأنت لست ضمن سباق (حتى خط النهاية)، ولا يوجد موعد نهائي لإنتاج أفضل أعمالك. غرّدهالذا أهم شيء يمكنك القيام به هو الاستمرار وتقديم المزيد⚔️، القيام بقدر كبير من العمل. ذلك وحده ما يضمن لك مواكبة هذه الفجوة وردمها.
من الطبيعي أن يستغرق الأمر بعض الوقت. وعليك فقط أن تحارب للوصول إلى الضفة الأخرى?، وفي المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط والاستعداد للاستسلام، تذكر أن مصدر شعورك ذلك: معرفتك بمدى روعتك?.