نادرًا ما أنساق خلف التريند، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت أمامي العديد من الترشيحات فيلم المنصة The Platform لدرجة لم أتمكن فيها من مقاومة فكرة مشاهدته، وأحمد الله أن فعلت ذلك!
لا أعلم أكانت مجرد صدفة أم قدر أن أشاهده في رمضان، ولكنني أعتبر ذلك واحدة من النِعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليّ، فالفيلم يحمل كمية آذى نفسي رهيبة من قسوة مشاهد العنف فيه. على الطرف الآخر، كان لا بدّ من وجود صفاء ذهني عالٍ يتوفر فقط في حالة الصيام.
أسوء مراجعة ممكنة للفيلم!
أكتب هذه التدوينة تحت تأثير التوتر الناتج عن أمرين:
1) استماعي المستمر للموسيقى التصويرية للفيلم، وتحديدًا لمقطع مدته دقيقة وخمس وأربعون ثانية فحسب!
2) تأجيلي لعمل هام جدًا، وتحديدًا تقديم تقرير بحصيلة إنجازات الشهر الماضي لإدارة موقع زِد.
لماذا أفعل ذلك بنفسي؟ لا أعلم! ربما لأستطيع التعبير عن فيلم مثير للأعصاب كهذا بأسوء شكل ممكن.
(بالمناسبة، حتى هذه التدوينة استغرقت منيّ 3 أيام حتى أنجزتها)
معظم الأفلام الاسبانية التي شاهدتها تتحدث عن حيونة الإنسان (من الغريب أنني لم أقرأ كتاب حيونة الإنسان حتى الآن!)، وهذا الفيلم لم يكن استنثاءً.. ففي حين فسّره البعض بأنه يرمز لسطوة الحكومات وإضطهادها الشعوب، لم ألمح في الفيلم أي إشارة لهذا: فالقائمين على المنصة يقدّمون مائدة عامرة يوميًا، ثم يلقون عبء توزيعها على المسجونين ذاتهم، ولو التزم كل نزيل بأخذ حاجته فقط، لوصل الطعام إلى جميع المسجونين.
بدلًا من ذلك، كانوا ينقضون على المائدة بوحشية، يعيثون بها فسادًا، يقضون حاجتهم منها و”عليها”!
لم يُقلقهم أن يكونوا في مكان الآخرين (رغم الاحتمالية الكبيرة لذلك مع بداية كل شهر)، وكما يحدث مع ظهور أي جائحة أو أزمة جديدة، يبدأ الفتك والقتل والاقتتال، اللذان يُنهيان إنسانية الإنسان ووجوده في كثيرٍ من الأحيان.
ماذا يعني الرقم 333؟
عندما تصل المنصة إلى آخر المستويات، يبرز رقم (333)، فإلى ماذا يُشير هذا الرقم؟
الملاك رقم 3 هو رمز للحياة والقيامة في الكتاب المقدس. هناك العديد من الأمثلة على مدى قوة الرقم 3 في جميع أنحاء الكتاب المقدس:
قال الله في اليوم الثالث من الخلق أنه يجب أن يكون هناك عشب ونباتات تنتج بذور وأشجار فواكه (تكوين 1:11). يتكون الثالوث الأقدس من الآب والابن والروح القدس (متى 28:19). مات يسوع المسيح لمدة 3 أيام و 3 ليال قبل قيامته.
الملاك رقم 3 يرمز إلى الحياة والوفرة. عندما تبدأ في رؤية 333، فهذه علامة واضحة على أن الملاك الحارس الخاص بك يشجعك على اتباع أحلامك. [المصدر]
ربما هذا ما يفسّر إصرار بطل الفيلم على إيصال الرسالة، بل حتى هيئته أثناء مرحلة من الرحلة كانت تُشبه المسيح أثناء رحلة آلامه!
هل لاحظت أن هذه التدوينة تتكامل -بشكلٍ ما- مع العشاء الأخير في زمن الكورونا (الفيروس أخطر مما تصورت!)؟
نهاية الفيلم
أظهر عداد الدقائق المتبقية حتى نهاية الفيلم أقل من 10 دقائق، لكنني أجّلتها يومًا كاملًا، نظرًا لكثرة الجدل الدائر حولها، أردت الاستمتاع بها، أو بالأحرى فهمها.
وفجأة ظهرت هذه الشاشة
كان ذلك بمثابة صفعة طرحتني أرضًا.
أظن أن ما حاول صنّاع فيلم المنصة إيصاله من خلال نهايته المفتوحة هو:
لو كان هناك حل جيد بما يكفي لنقله من خلال هذه القصة البسيطة، لكنّا قدّمناه بالتأكيد!
ملاحظة على الهامش:
من حق أي صاحب موقع الاستفادة من موقعه ماديًا، لكن نسبة الإزعاج التي تسببه النوافذ المنبثقة في منصات عرض الأفلام تجاوزت 300% بالنسبة ليّ!
وربما يكون هذا أحد أسباب إعراضي عن مشاهدة أي مسلسلات رمضانية على الويب. لذا، نصيحتي لك إن كنت تفكر في اعتماد الإعلانات المنبثقة على موقعك: لا تفعل!
عوضًا عن ذلك، استخدم منصة مثل Propellerads، فهي تقدّم عدّة أشكال -غير مزعجة- للإعلانات.
أنا أيضاً شاهدته في رمضان بعد أن شاهدت مراجعته على سلسلة “الحرّاق” الذي يقدمها أحمد البحيري على قناته في يوتيوب وقد قام أحمد بحرق الفيلم لدرجة أنني شاهدته وأنا في أشد حالات الإنتباه .. التمثيل بسيط وغير مفتعل والفيلم يقدم رسائل متعددة .. وبغض النظر عن الإسقاطات المباشرة و الصادمة في ما يحدث حول وداخل سفرة الطعام فتصرفات الكثير من البشر لا تختلف عن ما شاهدناه وربما أشدّ .. عموما لم أنتهي منه وأنا نادم .
أهلًا بك أ. عامر،
زيارتك لمدونتي شرفٌ كبيرٌ ليّ.
شاهدت حلقة أ. أحمد البحيري فور قراءة تعليقك، ولاحظت نقاط تشابه بين مراجعتي “الغريبة” وما تفضّل به في الحرّاق.
وبالفعل، تصرفاتنا كبشر -خاصةً وقت الأزمات- تنبأ بنهاية العالم.
ولا أنا ندمت على مشاهدته، وربما يكون ثاني فيلم -بعد Inception- الذي أرغب بمعاودة مشاهدته.