دقّت طبول الحرب يا سادة!

مررت منذ أيام بتدوينة عربية، تتحدث كاتبتها عن إغلاقها لحساب تويتر بسبب شعورها بعدم جدواه. إضافةً لكونه “يستنزفها نفسيًا” بما احتواه من مشادات كلامية ونقاشات سفسطائية اُضطرت لتكون جزءًا منها.

حسدتها!

خاصةً بعد اكتشافي أن (طاقة الغضب) لا بدّ لها من منفذ، وغالبًا ما يكون منفذها -عندي- نحو الداخل. فيبدأ جلد الذات، وتتعاظم كراهية الحياة.
في حين أن توجيه الغضب نحو الآخرين، من خلال انتقاد آرائهم، يفيدنا بأمرين:
1)) تتمازج الأفكار وتتلاقح الرؤى. وهو ما ينتج عنه (زرع فكرة جديدة) مهما كنت متعصبًا للقديمة.
2)) بعض الغرور مفيد أحيانًا! حين ترى نفسك حارسًا للحقيقة المُطلقة، وترتفع لديك مؤشرات (الثقة بالنفس)، ستسصعب هزيمتك من الداخل.

حديثي غير منافٍ للمنطق (أتحداك أن تُثبت عكس كذلك!)

أركز في الآونة الأخيرة على التشافي من الغضب. حيث لم أعد مؤمنًا بما يُسمى (إدارة الغضب). حاولت -مرارًا وتكرارًا- اتباع جميع الحلول من ضبط للتنفس، واستصغار لأسباب الغضب، بل والحضور بوعييّ في منتصفه.. لكن دون فائدة. فما إن أفقد أعصابي، حتى أتحول إلى وحش!
ولما كنت شخصية انطوائية جدًا، فذاك الوحش يلتهمني من الداخل. بمعنى: لا أحطّم أطباقًا.. ولا أرمي الأشياء على الجُدران. ولو فعلت ذلك، لهان الأمر (ليس على جيبي على أي حال!). لكن، وكما أعيّ، أعاني من الأرق وصعوبة في التنفس وارتفاع في معدّل ضربات القلب في كثير من الأحيان.

ولهذا قررت..

خوض تجربة (التحرّش) ببعض المدونين، انتقد تدويناتهم بعيدًا عن اللباقة، وأعبّر عن القسم السلبي من رأيي فيما كتبوه (لكل شيء إيجابياته، لكنني سأغضّ الطرف عنها).
النتيجة مضمونة:
-) إما أن يردّ المدون، وفي هذه الحالة ستدور معركة (تُشبه ما شهدناه أيام المنتديات).
–) أو لا يردّ، وهو ما سيستفزني.. ولا أعلم النتيجة.

حين بدأت التدوينة، كان في ذهني أن “أناقش” أفكار التدوينات بأدب. لكن -الآن- أفكر في دفع الجنون إلى أقصاه.
ربما يظنّها البعض مزحة.. ومَن لا يعرفني سيقول: أخرق.
متحمس لبدء التجربة، وأول الضحايا سيكون..

عصمت

رغم أنه صديقي، أو زميلي إن شئنا الدقة (فنحن لم نتحدث من قِبل، وأنا أصلًا بلا أصدقاء)، ورغم أنني أُعجبت جدًا بشعار مدونته ?

أجد نفسي مدفوعًا للقول: لا أحب كثرة أخطائه الإملائية، وتكراره أفكار تدويناته بين الفينة والأخرى.

وأودّ انتقاد سخريته على عدم التواجد في Instagram وSnapchat وTumblr. أولًا، لأسماء تلك المنصات تعريباتها المناسبة. استخدام الاسم الأجنبي لا يجعلك (متحضرًا)!
وبالحديث عن اللغة الإنجليزية، لماذا كتبت حالتك على الواتس آب بها؟!

وخوسيه ساراماجو لم يُمسك قلمه عن الكتابة لأن صوته لم يعد يصل بطريقة تُشبع تطلعاته.. يا ذكي! بل لأنه -وكما اقتبست- لم يعد لديه ما يقوله.
هل تظن الكاتب الحقيقي، على عكسك وعكسي، يهتمّ بالثناء والإشادة والإطراء؟

بشرى

وفي أواخر السنة الثانية بدأت تطفو على السطح مؤشرات تذكّرني بهذا المبدأ وتسفر عن كيانات تنتمي إليّ يجب انتشالها من الغرق في الأعماق لتستعيد رئتيها وتتنفس في محيط وظيفي يحقق لها معايير هذا المبدأ.

جُملها الطويلة تُرهق بصري، وأخيتي.. العناوين لا يجب أن تتضمن نقطتين فوق بعضهما! ثم تدّعين أنكِ عملتِ في صناعة المحتوى مدة عامين؟! تبًا!!

موضوع التدوينة لطيف?، واستغرقتني الأخيرة في قراءتها حتى آخر كلمة?.

ليلى

كان من السهل? –بل من الصعب، فكلماتك شِبه مثالية?إيجاد شيء لانتقاده في تدوينتك الأخيرة.

ذكرتِ في معرض حديثك المثل الشعبي: “كتير الكارات، قليل البارات”.
من السذاجة الإيمان بالأمثال الشعبية، يكفي أنني أقول ذلك لتتخذي الأمر كقاعدة حياتية، اتفقنا؟
إضافةً لذلك، المثل الشعبي (وهو شعبي حقًا) يدعو لثبوط الهمة. فعصرنا الحالي هو عصر الشخص الذي يُتقن عدة مصالح (بارات) في آنٍ معًا!
خذيني أنا مثلًا: أُتقن إلقاء المحاضرات (وباللغة الإنجليزية كمتحدث أصلي أيضًا!) – كتابة القصص القصيرة – ترجمة الفيديوهات التسويقية بحرفية عالية.. وهلّم جرًا..

جيد أنكِ ختمتِ تدوينتك بطلب (أيمكن أن أحصل على ممحاة؟).. فكل ما كتبتيه هراء (ثراء).. خذي!? 

عبدالعزيز العيسى

أنت لا تفهم ما يمرّ به شخصٌ في الثلاثين!
لكن جديًا، أزعجني حشرك معتقدك الديني داخل القصة، كانت لتبدو أكمَل بدونه.

في الختام

لم تُخفف عنيّ هذه التدوينة. لذا، لن أُعيد الكرّة

دقّت طبول الحرب يا سادة!

2 فكرتين بشأن “دقّت طبول الحرب يا سادة!

  1. احم احم سمعت طبول الحرب. يبدو أنني طلبت ممحاة وحصلت على معركة ممتعة ^_^
    أهلا بالخصم الغاضب.
    قديماً كنت أنظر إلى الأمثال الشعبية على أنها موروث ثقيل ومتخلف، لكن الأيام أثبتت لي أنها مظلومة قليلاً وبين معانيها قد تختبئ حكم كثيرة ولعل “كتير الكارات قليل البارات” واحداً منها، إذا نظرنا له بمعنى أن الشخص الذي لا يركز جهده وعلمه وعمله في مجال محدد سيضيع فرص وحظوظ التقدم الكبير فيه، فالتشتت شبح ليس ببعيد عن أصحاب المهارات والمجالات المتعددة.

    1. أهلًا ليلى،
      لا يُفترض بكِ أن تردّي هنا 😅 ، فهذه أرضي (وإنما في تدوينة/ على أرضك)
      إنما هذا لا يمنع أنني تشرفت بتعليقك.
      صدقتِ، ليست جميع الأمثال الشعبية سيئة (والمثل الذي تفضلِت به خير مثال)، لكن قصدت ألّا نأخذها كمُسلّمات.🤝
      بوركتِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى