يحلم الكثيرون ببناء براندات شخصية (يُفترض أن أصرّ على الترجمة الدقيقة: العلامة التجارية الشخصية. لكن مصطلح “البراند الشخصي” أشهَر، لذا .. استخدمه مُرغمًا 😣). نعود لموضوعنا.
هل يعرف أحدنا كيف يُصنع البراند الشخصي أصلًا؟
كل ما نعرفه أنه يجدر بنا تكثيف النشر، وترك تعليقات ثريّة: علّق على محتوى الآخرين لبناء علاقة طيبة وجذب بعض الأضواء. وتلقائيًا، سينجذب الناس إلى ملفك الشخصي / مدونتك / نشرتك البريدية، ثم يتعلّقون بك مع استمراريتك بالنشر.
يعرف الجميع ذلك.
ولكن، إن كان الجميع يحاول بناء برانده الشخصية .. فكيف ستتميز؟
لنبدأ من كلمة (شخصي). ماذا تعني؟ أن تكون (على سجيّتك) .. مثلًا؟
بالضبط! اكتب كما تفكر. وتكلّم وتصرّف كما تفعل في الحياة الواقعية. والأهم: توقّف عن (التصنّع). ففي عالم يتناقل فيه الجميع ذات الهراء (إنما بأسلوبٍ مختلف)، تغدو الأصالة عملةً نادرة.
لا مشكلة أن تقلّد في بداياتك:
فسبيل الابتكار يمرّ بالتقليد. لكن احرص ألّا تفقد نفسك أثناء الرحلة؛ وإلا خسرت جوهر البراند الشخصي.
أصالتك هي ما يميزك في بحر من التشابه، هي ما يدفع الناس للتواصل معك على مستوى أعمق؛ لأنهم يرون أنك لست مجرد نسخة كربونية أخرى!
احتضن خصالك الغريبة وعيوبك ومنظوراتك الفريدة التي تجعلك “أنت”. عندما:
⏹ تتوقف عن محاولة التوافق مع قالب معين
▶️ تبدأ في تقبّل واحتضان ذاتك الحقيقية.
📻 فستلقى علامتك التجارية الشخصية صدى أكبر لدى جمهورك “الحقيقي”، سيعتبرونك شخصًا موثوقًا؛ لا يخاف أن يعكس ذاته، وهذا ما يؤسس لعلاقات دائمة.
سأتوقف قبل أن يتحول كلامي إلى محاضرة تنمية بشرية! لننتقل إلى نقطة أخرى.
أسمع مَن يقول: يا له من رجلٍ متعجرف! ألا يتوقف عن مدح نفسه أبدًا؟
دعني أُفاجِئُك: لم تكن هذه كلماتي، بل كلمات صديقتنا ريما 😋، وقبل أن تتهمها -ظلمًا- بالغرور، أدعوك لقراءة بقية كلامها في التدوينة المذكورة.
المهم، كيف وصلت ريما لمكانة “خبيرة الدراسة”؟ عبر الاستمرارية.. حيث استطاعت التدوين يوميًا (ولو لفترة)
أعلم أنك تتنهد الآن؛ فقد سئمتَ الحديث عن الاستمرارية. أتعلم؟ معك حق .. إذ يسهل عدم الأخذ بنصيحة عندما لا تُدرك مكمن أهميّتها.
لذا عوض ترديد المقولة الممجوجة، سأضرب لك مثالًا: تخيل أنك تصنع كرة ثلجية.
❄️ ستبدأ طبعًا بجمع بعض الثلج وتكويره.
☃️ ثم لجعلها أكبر، تبدأ بدحرجة الكرة على الأرض لجمع ثلجٍ أكثر، هكذا إلى أن تبدأ الكرة بالتدحرج -من تلقاء نفسها- بفضل كمية الثلج التي التقطتَها نتيجة جهدك الأولي.
🎿 في النهاية، يمكنك تركها تتدحرج دون أن تلمسها حتى!
ما بين دحرجتها والزخم، سترى كرة الثلج تتضخم كل ثانية، هذا ما يسمى المكسب اللحظي Momentary gain.
لكن ماذا لو توقفت عن دحرجتها؟ بالطبع، ستستمر في التدحرج -لفترة- بفضل كل الزخم الذي اكتسبته. غير أنها ستبدأ في التباطؤ حتى تتوقف تمامًا..
والآن، لنفترض أنك في سويسرا (حيث لن تذوب كرة الثلج)، فإذا بك تقرر معاودة دحرجتها. فهل تستطيع؟
نظريًا.. ربما. لكنك ستواجه صعوبة بالغة في تحريكها مرة أخرى.
- كرة الثلج = هدفك
- الدحرجة = جهدك المستمر
- الثلج المضاف = النتائج
- الزخم هو الذي يربط كل شيء معًا.
هل وصلتك الفكرة؟
لا تقتصر فوائد الاستمرارية على كسب جوائز لحظية (كما في #تحدي_رديف)
🤔⁉️ مهتم أو مهتمة بخوض #تحدي_رديف ؟ طالعـ/ـيhttps://t.co/s9gRGtY27p
— يونس بن عمارة ✍️⬅️💰 (@YounesTalkDZ) December 1, 2023
,وإنما بالحفاظ على الزخم الذي بنيته: باستيعاب فكرة أن كل يوم تقدم فيه شيئًا، تضيف إلى كرة الثلج، مما يجعلها أكبر وأقوى وأكثر استدامةً ذاتية.
ولكن إذا توقفت -وسمحت للقصور الذاتي بالسيطرة- فأنت تخاطر بخسارة كل هذا الزخم = يصبح من الصعب أكثر فأكثر تحريك الكرة مرة أخرى.
استمر في الدحرجة .. استمر في البناء، وشاهد جهودك تتراكم لتتحول إلى شيء قوي حقًا.
حسنًا .. أنت متحمّس لتعبّر عن ذاتك .. للأبد. لكن، كيف؟ بعبارة نمطية ..
ما القيمة التي ستقدمها لجمهورك؟
هنا الإشكالية!
هل ستقدم نصائح جوفاء (كما فعلتُ أنا قبل 3 أعوام!)؟ أم ستأتي بحلولٍ من خارج الـ 📦؟
هل ستعلّم جمهورك -للمرة المليون- كيفية إطلاق نشرة بريدية؟ أم ستحدثهم 壯陽藥
shahid.net/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d9%83%d8%b5%d8%a7%d9%86%d8%b9-%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%88%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%84%d9%83/”>كيف تبدأ صناعة المحتوى في مجالك من نقطة الصفر؟
يمكنك تحليل مشاكل جمهورك، ثم صناعة قطع محتوى متعددة تسير في اتجاهات مختلفة لحل المشاكل المتخصصة التي يواجهونها. أقصد: لست مُضطرًا للتحدث عن حل واحد لكل مشكلة، بل يمكنك التحدث عن العديد من الطرق المختلفة لهذه المشكلة.
وهكذا تتغلب على “القفلة Block” من جهة، وتُعزز مستوى ثقة جمهورك بك من جهة أخرى. وبالحديث عن الثقة:
في النهاية، القيمة التي تقدمها هي أساس نجاح براندك الشخصي (المصطلح ثقيل على لوحة مفاتيحي حتى!)ـ وهو ما يُغري جمهورك بالعودة إليك للاستزادة.
الاستمرارية الاستمرارية الاستمرارية
هذا هو السر الذي ركزت عليه في مقالتك
بارك الله في وقتك أستاذ
تدوينة جديدة وجيدة
شكرًا ممدوح .. سُعدت بوجودك