تويتر نهر معلومات، والفيسبوك موجة تنبيهات جامحة. وصندوق بريدنا الوارد يكاد ينفجر من كمّ الرسائل التي تتصارع جميعها من سبيل الحصول على انتباهنا الثمين. وإذا كنت من سكان كوكبنا الأزرق الجميل؛ فأظنك كل مرة تفتح فيها متصفحك، تشعر وكأنك مدينة تتعرض للقصف (لكثرة المعلومات التي تخلو من المضمون أحيانًا).
بسبب ذلك، تشعر أن تركيزك مشتت، وإنتاجيتك مُدمّرة! يتباطأ نموك الشخصي وتعجز عن زيادة إنتاجيتك تمامًا.
لا أظنني أصدمك بقولي: الشابكة مُصممة لتشتيتنا. لكن هذا لا يعني أن نستسلم.
وقبل أن تتابع القراءة، إليك إخلاء مسؤولية عني:
أكره المُشتتات!
المشتتات: قتلة الإنتاجية ولصوص الزمن.
وقد جربت كل “حيلة لزيادة الإنتاجية” صادفتها، وقرأت كتبًا عن هذا الموضوع أكثر من أن تُحصى. وبعد سنوات من التجربة والخطأ ، وجدت أخيرًا طريقة بسيطة تناسبني.
ثمّة طريقة فعّالة للتغلب على التشتت وترويض وحش المعلومات الزائدة. وأفضل جزء؟ لا تحتاج إلى تطبيق أو أداة أو نظام معيّن لتطبيقها.
كيف تدمر المشتتات وتزيد الإنتاجية للأبد
عدت إلى أمريكا الشهر الماضي، لأتراجع -آنذاك- خطوة عن خلق المحتوى اليومي. أدركت أنني عالق ضمن متلازمة الأشياء البرّاقة “Shiny object syndrome”:
- انضممت إلى 6 مجتمعات على الويب.
- اشتركت في 4 دردشات جماعية.
- اِلتحقت في ما بدا وكأنه مليون قائمة بريدية!
كنت أحاول تعظيم معرفتي من خلال استهلاك أكبر قدر ممكن من المعلومات: في التسويق، وكتابة النسخ الإعلانية (الكوبي رايتنج- Copywriting)، وامتلاك عقلية الثراء، واستراتيجية الشركات.. (أيًّا كان المجال، وددت تعلّمه)
تكمن المشكلة في أنني لم أمنح نفسي وقتًا لمراجعة أو تنفيذ أو التفكير في أي من المعلومات التي تلقيتها، كنت أستهلك فقط بهدف الاستهلاك.
ما أسمعه سأنساه. وما أراه سأتذكره. لكنني سأفهم ما أفعله وأطبّقه. – شونزي
الفيلسوف الصيني: شونزي
لذلك بدأت التخلص من “المشتتات” بلا رحمة.
انسى أمر المُرشحات “الفلاتر”.
انس أمر الأنظمة.
لقد اتخذت خيار الحرب النووية الشاملة؛ فحذفت كل ما يُشتت انتباهي في شتى الاتجاهات.
- بدلاً من النشر على تويتر و فيسبوك و انستغرام —> أتفقد “تويتر” فحسب.
- بدلاً من الاشتراك في القوائم البريدية لعشرين مدونة —> أبقيت اشتراكي في واحدة.
- بدلاً من تواجدي في 6 منتديات و 4 محادثات جماعية —> أنا فقط في واحدة من كل منهما.
والنتيجة؟ أشعر بخفة وحرية أكبر، والأفضل من ذلك كلّه
أصبحت غير قابل للتشتيت!
مفتاح القضاء على عوامل التشتيت هو فهم أنه لا يمكنك تصفيتها، بل يجب عليك إزالتها بالكامل. إذا كان هناك شيء ما يبعثر انتباهك في اتجاهات كثيرة جدًا.. تخلص منه.. بكل بساطة!
كلما حذفت أكثر، زاد تركيزك. وإذا كنت جادًا في أن تصبح أكثر إنتاجية، فإن التخلص من عوامل التشتيت أمر غير قابل للتفاوض.
إما أن يكون تركيزك 100% أو 0%. لا حل وسط بينهما، وكل من يخبرك بخلاف ذلك، فهو يخدعك.
تذكر ذلك جيدًا. وتذكر أيضًا أنك قرأت هذه الحيلة في نشرة Day One Creators
تعليق واحد على “زيادة الإنتاجية: الحل الفعّال (حقًا هذه المرة!)”