بالطبع! وهل هناك من سيتردد في الاستفادة من مبدع عالم آبل وصاحب الشركة الأكثر قيمة في العالم؟
لكن اسمح ليّ بإعادة طرح السؤال بصيغة أخرى:
هل كنت لتوظف “ستيف جوبز” في الثمانينات؟
هل كنت لتوظف ذاك الشاب الذي ترك الجامعة وأدّعى امتلاكه بعض الاهتمام بعالم التكنولوجيا؟
ممممم، أراك شعرت ببعض التردد!
وأظن أن ترددك سيزداد لو علمت بأن شركة أتاري-Atari الشهيرة أُضطرت لتوظيفه في الفترة المسائية بناءًا على طلب زملائه الذين اشتكوا من أنه نادرًا ما كان يستخدم مزيلًا للعرق!
كما ووصفه” والتر إيزاكسون-Walter Isaacson” في السيرة الذاتية التي كتبها عنه، والتي حققت أعلى المبيعات (يمكنك شراءها عن طريق موقع جملون):
كان مغرورًا، متعجرًفًا ومديرًا مروعًا، لم يكن مهندسًا عظيمًا، ولم يكن يعرف الكثير عن التكنولوجيا! Share on X
إن كان التردد قد غمر قلبك، فيحثك ( بيتر دراكر– Peter Drucker)على إعادة النظر في قرارك، وذلك إيمانًا منه بالمبدأ الذي صاغه في عبارة رائعة:
وظّف الآخرين لنقاط قوتهم، وليس لخلوهم من نقاط الضعف
ويقول “بيتر دراكر–Peter F. Drucker” في كتابه (The Effective Executive) أن تجنّب توظيف من يمتلكون نقاط ضعف، سيصل بك -في أفضل الأحوال- لإنتاجية متوسطة.
الشخص الآخر الذي كان يفتقد للمؤهلات هو “ديفيد أوجلفي-David Ogilvy”، أشهر وأهم رجل إعلانات في العالم.
لكن عام 1949، كان يبلغ من العمر 38 عامًا، ولم يكن عمل في مجال الإعلان اللهم إلا لفترة قصيرة في وكالة أخيه في لندن. وكان قد انسحب من جامعة أكسفورد، و تنقل بين عدّة مهن: حيث عمل طاهيًا في باريس، ومزارعًا في بنسلفانيا، ومندوب مبيعات في اسكتلندا …
وبعد عدّة سنوات – ومن شدّة يأسه- أرسل رسالة إلى وكالات الإعلان متضمنةً عبارة واحدة (هل هناك من يوظفني؟) ولحسن حظه قامت وكالة لندن بتوظيفه، ليصبح بعد 3 سنوات أشهر كاتب إعلانات في العالم، وليؤسس بعد عدة سنوات عاشر أكبر وكالة إعلانات في العالم.
انتشرت مؤخرًا العديد من الأخبار حول بحث الشركات عن حاملي المجاستير في إدارة الأعمال لتوظيفهم. بالنسبة لـ Kenneth Roman (مؤسس شركة Ogilvy & Mather)، فرغم احترام شركته لهؤلاء، إلا أنها سترفض توظيفهم!
والسبب يعود لقناعة الشركة بأن أفضل الأشخاص لا يُشترط أن يكونوا قد تخرجوا من أفضل الجامعات.
وأعتاد “جورج لويس-George Lois” مؤسس “الثورة الإبداعية” زيارة متحف متروبوليتان للفنون/Metropolitan Museum of Art يوميًا، وطيلة عقود، فيما أسماه (يوم العبادة الروحاني) بحثًا عن أفكار لحملاته الإعلانية الشهيرة وأغلفة مجلة Esquire. وعندما كان يُلقي محاضرة في مدرسة الفنون البصرية، كان يسأل عمّن زار المتحف، ليعتبر القلّة الذين يرفعون أيديهم وحدهم الموهوبين.
خلاصة:
عندما سُئل ستيف جوبز عمّا يجعل من شركته مختلفة، كانت إجابته بمثابة نبراس لكل المبدعين في العالم حيث قال:
نحن نوظف في شركتنا الثائرين على القواعد، من لا يرضخون للواقع، ﻷنهم يسعون لتغييره، وبينما ينظر العالم لهؤلاء كمجانين، نراهم نحن كعباقرة. ﻷن الأشخاص “المجانين” بما يكفي للاعتقاد بقدرتهم على تغيير العالم، هم من يفعلون ذلك.
فهل تؤمن بأنك قادر على تغيير العالم؟
لو كان ما زال حيًا: هل كنت لتوظف “ستيف جوبز”؟