أُعلنت منذ ساعات نتيجة مسابقة رقيم الكبرى للرواية، وتحتّم عليّ قواعد اللباقة أن أقول: مباركٌ للفائزتين (لم أكن ثالثهما). إذًا.. صفحة جديدة.
لا يعد تويتر مكانًا رائعًا للشركات والمسوقين فحسب، ولكنه أيضًا مكان رائع لتنمية مهاراتك في الكتابة.
نعم. عيناك لا تخدعانك! ويمكن لتويتر بالفعل أن يجعلك كاتبًا أفضل. كيف؟
يفرض عليك تويتر أن تكون موجِزًا
لا شك أنك تعلم عدد المحارف التي يُتيحها لك تويتر: أحسنت، 280 محرفًا! انتبه، ليست 280 كلمة -أو حتى حرفًا- بل 280 محرفًا، فالحروف والأرقام والرموز وعلامات الترقيم والمسافات كلها تحسب كمحارف على تويتر.
هذا يعني أنه يتوجب عليك معرفة ما تريد قوله بالضبط، وأن تقوله بأقل عدد ممكن من الكلمات.
بيد أن العديد من الكتاب “يعشقون الإسهاب” وغالبًا ما يستخدمون أوصافًا وجملًا طويلة، وهو ما يضعهم أمام معضلة إيصال رسالتهم في 280 محرفًا فحسب. لهؤلاء أقول: لنخضع جميعًا لدورة تدريبية تحت إشراف تويتر.
يُجبرك تويتر على التخلي عن مفرداتك الخاصة
نظرًا لأن كل ما تملكه هو 280 محرفًا فحسب، فأنت مضطر إلى التخلي عن قاموس مفرداتك المعتادة، والعثور على كلمات جديدة لاستخدامها (كلمات أقصر، كلمات ذات قدرة توصيفية أعلى)، واكتشاف طريقة أفضل وأكثر وضوحًا وإيجازًا لقول ما تريد قوله.
الآن، ينتهي الأمر بأغلب المغردين بـ 283 أو حتى 290 محرفًا قبل أن يعوا ما كتبوه (يخبرك تويتر بعدد المحارف التي تحتاج إلى إزالتها لجعل تغريدتك مناسبة). وهنا تبدأ المُتعة الحقيقية في اختصار تلك المحارف الزائدة دون الإخلال بالمعنى.
وأخيرًا..
يُجبرك تويتر على تحسين مهاراتك في التحرير
يحتاج كل كاتب إلى أن يكون قادرًا على تحرير أعماله. وباستخدام تويتر، يمكنك حقًا صقل مهاراتك التحريرية وجعلها على أعلى مستوى.
الأمر أشبه بلعب لعبة: محاولة كتابة رسالة مؤلفة من 280 محرفًا مع المحافظة على قدرتك في توضيح وجهة نظرك بطريقة تلهم متابعيك على اتخاذ إجراء، أو النقر على رابط موقعك أو “إعادة تغريد” منشورك.
أحب أن أفكر في الأمر على أنه أحجية، تدفعني للتفكير بجد والبحث بعمق داخل قاموس مفرداتي لإيجاد طريقة لتقصير التغريدة.
أستخدم تويتر منذ 3 أعوام تقريبًا، ولم تتحسن مهاراتي في الكتابة فحسب، بل كنت أكتب مسودات مقالاتٍ أفضل أيضًا.
كنتم مع ترجمة -مُختصرة- لتدوينة How Twitter Makes You A Better Writer
إن أعجبتك التدوينة حتى الآن، فأنا متأكد أن هذه التدوينة ستعجبك أيضًا
الحصان الأسود
واحدة من أروع التجارب التي مررت بها خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هي مشاركتي في مسابقة تحدي 100 ترجمة حول الاستشراف وعلوم المستقبل.
علمت بها متأخرًا (يوم 6 أكتوبر)، وغالبًا -في مثل هذه الحالة- أتخلى عن فكرة المشاركة ككل. لكن شيئًا ما في داخلي استفزني حين قال:
إلى متى ستبقى جبانًا هكذا؟! حاول.. لن تخسر شيئًا.. على الأقل ستلفت الأنظار إلى حسابك في تويتر من خلال الوسم (الهاشتاغ).
وهكذا بدأت.
هل كان الأمر سهلًا؟
على الإطلاق! كنت أقضي الليل أبحث عن معلومة قيّمة وسط أطنانٍ من المصادر غير المعترف بها. وإمعانًا في التعقيد على نفسي، كنت أبحث خلف صور لتلك التنبؤات والاستشرافات (وأنت تعلم -بالتأكيد- معنى أن تبدأ عملية بحث مختلفة عن الأصلية: مزيدًا من التشويش!).
فكرت أكثر من مرة بالانسحاب، خاصةً حين أُضطررت لزيارة طبيب الأسنان على مدار أسبوع، إضافةً لكوني متأخرًا عن (الجدول الزمني) قرابة 4 أيام.
لكن في النهاية.. فعلتها! وأنا سعيدٌ بذلك أيّما سعادة.
وبالحديث عن النهاية
تأبى الصفحة الجديدة أن تبدأ فارغة، لذا دعوني أعنونها بالقول: أنا حزينٌ للغاية، ليس لخروجي من المنافسة بحدّ ذاته، بل لتوقيت الأخير.
لا يمكنني التأكيد بما يكفي على حجم الآمال العظيم الذي عقدته على فوزي، خاصةً بعد مراجعة الكاتب “أحمد خضر أبو إسماعيل” الرائعة للرواية.
لكن لا يسعني القول سوى:
اللهم أنت حسبي ووكيلي وقوتي، وأنت جابر كسري ومن يطيّب جرحي، لا تجعل حاجتي بيد أحد من خلقك واكفني بك.
اللهم آمين.