سأكون صريحًا كعادتي وأخبركم أنني لست سعيدًا بنشري لهذه التدوينات الشخصية. اليوم كنت أفكر في هشاشة إدعائي بأن الاعترافات تُريحني، حيث قلت: طالما أنني غير مهتم بصورة القراء عنيّ، وبما أنني متمسك بفكرة إصابتي بمرضٍ نفسي، إذًا فلا بأس من تعرية نفسي أمامكم.
لكن ما لم يدر في خلدي هو الآتي:
أنت تتحدث عن إصابتك بمرضٍ نفسي، صحيح؟ باعتبار ذلك صحيحًا، ماذا ستفعل حين تُشفى من مرضك؟
السؤال بحدّ ذاته مُزعج.. صادم.. ومنطقي.
أي، ماذا لو قررت -بعد فوات الأونا- أنني كنت بحاجة للمحافظة على صورتي الجميلة في أذهان القراء؟
هل صُمت؟
مضى يوم عرفة بأعجوبة، حيث تسببت فيه بطعن روحي عدة طعنات. تبدأ القصة مع السؤال المُعتاد لأسرتي: هل ستصوم الغد؟
المشكلة أنني أكثر الأشخاص معرفة بنفسي، وأعلم أن امتناعي عن التدخين (صراحةً!) يُفقدني عقلي، ويجعل مشاعري أكثر رهافة. وأنا يا أصدقائي لا طاقة ليّ بالمزيد من الخسائر.
على العموم، لم أتمكن من تحديّ نظرة أهلي البائسة والشكّاكة ليّ إن أنا أفطرت، فقررت “الامتناع عن المُفطرات”، لكن النتيجة كانت: نومي لأكثر من 7 ساعات – الكثير من الصراخ والغضب – ساعة من البكاء الصامت.
لا أعلم لِما أخبركم بهذا الآن!
مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَ بِأَعْلَمَ بِهَ مِنَ السَّائِلِ
أسمع من يقول: أستحلفك بكل مقدّس لديك، ماذا تريد يا طارق؟!!!
كنت أظن الإجابة هي الاهتمام، فأنا -كساعٍ لأكون كاتبًا- أبحث عن اهتمام القراء، وترك بصمة في هذا العالم، وكل ذاك الهراء الذي حاولت مرارًا إقناع نفسي به.
لكن لحُسن الحظ (أو بئسه..لا أعلم!) فقد تلقت ثلاثٌ من إجاباتي على كيورا الكثير من الدعم والاهتمام.
أما الأولى: هل يوجد موقع على الإنترنت أستطيع أن أكسب منه دولار واحد يومياً على الأقل وأكسب منه بسرعة؟
فكتبتها على فترات، ربما كنت فيها صادقًا.. لا أعلم.. المهم أنني سُعدت جدًا بكمّ الاهتمام الذي أبداه جمهور كيورا (+10 آلاف مشاهدة).
شعرت أنني أوجّه حديثي من خلالها لذاتي القديمة، أطمئنها وأطبطب على قلبها بأن كل ما تصادفه -وستصادفه- من مصاعب زائلٌ لا محالة.
الطريف في الأمر، أنني كتبتها في جلسة واحدة، ولم أهتم كثيرًا لقواعد السرد، كنت أكتب كما أتحدث تمامًا. بل وحتى النتيجة.. جاءت مقتضبة (كما لو كنت أُلقي خطابًا تحفيزيًا)، أريد فقط أن أقول: أنا ممتنٌ لكل من شارك/ترك تعليقًا/ قرأ الإجابة، أنتم رائعون. ولا ذنب لكم بعدم شعوري بالسعادة لكل هذا التفاعل!
الإجابة الثالثة والأخيرة: ما هي أهم المواقع والتطبيقات التي تفيدك في عملك؟
علّق عليها العزيز يونس قائلًا:
وهي كما وصفتها: شهادة أعتزّ بها، لكنني فقط لا أؤمن بنفسي كما آمنت بيّ يا يونس.
الخلاصة
لم تتمكن أي من هذه الإجابات بضخّ شعورٍ بالاكتفاء داخلي، ولم أعد أُدرك ما عليّ فعله. ومع احترامي لما قاله الزميل عامر حريري من كون العزلة وعدم التواصل يزيدان الوضع سوءاً ولا تكفي الكتابة وحدها لكي تشعر بالراحة، إلا أنني لا أؤمن بقدرة الحديث على فعل ذلك أيضًا!
وأعلم تمامًا أن أسماء كانت تقصدني بقولها:
مع اني انتظرتُ تعليقات و مراجعات بعضهم عليها…
الثمانية أيام اعتبروها غفوة ، إذ تبيَّن أن الإنتظار سارق ، سارق للوقت و اللهفة …
لكن -بالله عليكم- كيف سأتمكن من تقديم رأي مشجع/نقدٍ بناء.. وأنا -بالكاد- أغالب مزاجي السيء ؟!
اعترافات مادية جدًا
توقف الدعم على كو-في منذ شهرين، ولا أعلم ما الذي يُغضبني في ذلك أكثر:
أهو توقف الدعم ذاته..
أم الدلالة التي يحملها: بأن الداعم الوحيد هناك فقد إيمانه بيّ وبمشروعي.
أم اكتشافي بأنني (الأخوات القارئات.. أغلقن أعينكنّ عن الجملة القادمة رجاءً) مجرد شخص رأسمالي قذر!
هل لا زال لديك المزيد من الاعترافات؟?
ربما لا.. حاليًا على الأقل!
( كيف سأتمكن من تقديم رأي مشجع/نقدٍ بناء.. وأنا -بالكاد- أغالب مزاجي السيء ؟ )
صدِّقني يا صديقي ، لستَ المقصود بعينك ، و على كلِّ حال يكفيني شرف قراءتي لروايتك ، لا انكر اني أردتُ ” رأي مشجع _ نقد بناء ” و لكني بطريقة اخرى لم اكن اريد ، بكل صراحة بدت الرواية سيئة للغاية وقتها ، خصوصًا و أني كنتُ أقرأ كتبًا مذهلة اثناء التنقيح ، بدا لي الأمر و كأني أحفر في البحر ، لا بأس 😅
سؤال صغير : لماذا لا تستشير الدكتور فرزت ؟
مع اني ارى هذا الوضوح و الصدق ليس مرضًا خطيرًا أبدًا ، و لكن لنرى …
كل عام و انتَ بخير ، و من العايدين الفائزين 🌷
ربما أتمكن ذات يوم من قراءتها، بل لا بدّ لي من قراءتها، فمراجعة الزميل عصمت آثارت فضولي بشكلٍ كبير.
لسببين:
1) لأنه طبيب، ومن حقه الحصول على أجر.
2) لأنه يسكن في بلدٍ بعيد، ولا أؤمن بوجود طب نفسي عن بعد.
وأنتِ وجميل من تُحبين بألف خير🌠
مرحبا
بداية أنصحك ألا تهتم بآراء القراء، سواء أكنت مصابا بمرض نفسي أم لا فهذا ليس من شأنهم، واذا اردت التأكد من وجود مرض ام لا، فلا بأس من مراجعة طبيب نفسي او معالج نفسي، مرة كتبت تعليقا على سؤال في كورا ورد علي طبيب نفسي أخبرني ان كل ما أمر به تابع لكون شخصيتي المزاجية، فلربما ما يحدث معك يكون تابعا لشخصيتك وليس مرضا.
فيما يخص الاهتمام، منذ بداية تعرفي على مدونتك من خلال الاخ يونس بن عمارة، وجدت اسلوبك في التدوين جيدا جدا، حتى انني عدت الى تدوينات سابقة لك وقرأتها، لهذا اتمنى لك التوفيق والاستمرارية الدائمة
يبدو حديثك عن الشخصية المزاجية منطقيًا للغاية👏.
يبقى السؤال: كيف السبيل للتأكد من هذا؟
شكرًا لأمانيكِ الجميلة🎇
ومن قال إن صورتك ليست جميلة في أذهان القرّاء !؟ .. لا أعتقد أن التكلم بصراحة ومن دون قيود الخوف من صورتنا أمام الناس شيء يدعو للخجل .. أعتبرها أنا شجاعة يمارسها القليلون في محيطنا الاجتماعي .. الناس تحب أن تبدو دائماً بأفضل حال خوفاً من كلام الناس عنها .. هذا لا وزن له حقاً لأن الناس .. وفق تشبيه أحمد خالد توفيق رحمه الله .. هم أشبه بلوحات زيتية لو اقتربت منها ستجد الكثير من الشقوق والتجاعيد والتفاصيل المشوهة .. الأحمق والتافه فقط هو من يدعي أنه لا يملك هذه الشقوق والتفاصيل المشوهة ..
عندما نصحتك بالابتعاد عن العزلة وتبادل الأحاديث كنت أقصد هذا بشكل كامل .. لن تستطيع أخذ النتائج بناء على قناعاتك أو على تجربة صغيرة .. أن تخرج رأسك من النافذة لضوء الشمس .. هذا سيتسبب بإزعاج كبير في الوهلة الأولى ولن تدرك جدواه حتى حين .. أنا أتحدث عن تغيير كامل لنمط الحياة والبداية تكون بالاقتناع بأن ما يقوله الناس قد يكون مجدياً .. أنت بحاجة لجلسة صريحة مع الذات خالية من أي تشويش .. جلسة متأنية تسأل نفسك بصراحة عما تريده وكيف تستطيع تحقيقه ..
الإقتناع بأنك مصاب بمرض نفسي ما هو مشكلة .. لأنه لو افترضنا أن هذا صحيح .. ماذا تنتظر .. هناك أطباء نفسيون من الممكن أن يقدموا لك دعماً عن بعد إن لم تشأ أن تذهب لهم مباشرة .. عندما شعرت بوجع في معدتي ذهبت للطبيب .. عندما سأشعر أني لست على ما يرام نفسياً سأذهب الى طبيب ولكن باختصاص آخر .. المهم أن أبدأ بالاقتناع أني لست منيع وأن قناعاتي في الحياة خاضعة للنقد ..
ماذا ستفعل حين تشفى من مرضك لو افترضنا أن هذا حقيقي !؟
أعتقد أن هذا السؤال غير مجد ولا داع للتفكير به أصلاً ..
لست ممن يهتمون برأي الناس، فأنا على استعداد لحضور حفل زفاف بمنامة دون وجل!
المشكلة فقط أنني أعتدت رسم خط رجوع، فتات خبزٍ أتركه ليدلني على الطريق، لكن هذه المرة: نسيته وقتما انطلقت.
بالنسبة للعزلة وتبادل الأحاديث،
باختصار، لا أملك ما أتحدث به، ولا طاقة ليّ للاستماع إلى أحاديث الآخرين. ربما تكون طاقتي مستنزفة..
تغيير نمط الحياة؟
أنت تدرك أنك تتحدث مع شخص انطوائي، صحيح؟
أعلم ما أريده، لكن لا طاقة ليّ لتحقيقه.
لا أمانع الذهاب إلى طبيب نفسي مباشرةً، المشكلة أنني لا أملك المال لذلك.
أما الطب النفسي عن بُعد.. فلا أظنه مجديًا.
ربما معك حق.