أخبرنا عنك ككاتب. ما الذي دفعك للانخراط في مهنة الكتابة؟ كيف تبدو حياتك اليومية؟
ممم، ربما يجدر بيّ القول أنني ولدت لأكتب. لم أتساءل يومًا ما إذا كنت أفعل ما يفترض أن أفعله، وأعتبر طرح هذا السؤال رفاهية. أحب الكتابة، وأحب أنواعها المختلفة بذات القدر: تأليف الكتب، المقالات، السيناريو، أو حتى التغريدات على تويتر.
أحب الكتابة عن مواضيع متنوعة بطرق شتى. يُشبه ذلك تدريب عضلة مختلفة كل مرة. يمكنني إمضاء وقت طويل في العمل على شيء ما وسأكون سعيدًا جدًا به. لا أتعب من التحرير أو التعديل. ويمكن أن أقوم بهما للأبد.
أعمل في الأيام العادية 8 ساعات، أو نحو ذلك. عادةً ما أعمل من المنزل، وبالطبع أتعامل مع يومي كأنه يوم عمل من المكتب. فأتنقل بين المشاريع (أو أجزاء منها)، ملتزمًا بالمواعيد النهائية.
أنا فخور بحقيقة أنيّ تمكنت من كسب العيش ككاتب لأكثر من عشرين عامًا، متكيفًا مع التطور: فانتقلت من الصحف مرورًا بالمجلات لعالم السينما فالشاشة الفضية. لم يكن الأمر سهلاً دائمًا، وشعرت أحيانًا أنني أحاول تجنّب التغيير، لكن حاليًا -على الأقل- ما زلت محافظًا على تركيزي.
ما المختلف الآن في عالم الكتابة الاحترافية؟ وماذا تغير إذا نظرنا للماضي مقارنةً باليوم؟
في الحقيقة، أنا كبير بما يكفي للقول أن كل شيء قد تغير. بدأت العمل في الصحف عام 1998. كانت شبكة الإنترنت تتحول لتوها لما هي عليه اليوم. تقريبًا، تغير -تقريبًا- كل جانب من جوانب وصول الكتابة للقراء أو المشاهدين. ربما حتى خدمات البث (مثل نتفليكس) باتت مصدر عمل أكبر من التلفزيون التقليدي في تلك المرحلة.
وحدها الكتب لم تتغير، لكن طريقة بيعها تغيرت. في الواقع، لقد سعيت خلف المال. ربما كنت مُرشدًا مهنيًا (Career Strategist) مريعًا، لكنني أبليت حسنًا في معرفة ما هو على وشك أن يصبح خيارًا أفضل.
أخبرنا عن سلسلة تغريداتك الشهيرة
حدث الأمر مصادفة. في أيام الوباء الأولى، بدأت رواية قصة عن زميلٍ ليّ المدرسة الثانوية، ويُدعى (بيتر سيمون Pete Simon)، وكان قد أنقذني من موقف مُحرج. عثرت زوجته على القصة، فانتشرت الأخيرة بشكل فيروسي “Viral”. في الأسبوع الذي يليه رويت قصة أخرى، وحصلت على تفاعل لطيف أيضًا.
ثم دأبت على فعل ذلك كل جمعة أثناء الوباء. بالنسبة لي، كانت تلك طريقتي للترويح عن الآخرين قليلاً. ربما لتخفيف الضغط الذهني. أحب محاولة إضحاك الناس. وأرغب أن أفعل ذلك في الواقع وعلى تويتر.
ومما يدعو للاستغراب أن قصصي على تويتر ساعدتني في كتاباتي الأخرى أيضًا. يُلزمك تويتر أن تكون مختصراً، وأن تتحدث بصيغة الحاضر، وتدخل إلى قلب القصة مباشرة. كلها أشياء جيدة لممارستها.
ما الاعتقاد الخاطئ -والشائع- حول عملك الحالي؟
يؤمن الكثيرون أنني لم أعد أعمل كثيرًا، لأن إنتاجي بات يظهر أقل بكثير من السابق. عندما كنت أكتب لمجلة إسكواير، كنت حاضرًا دائمًا. وقدّمت أكثر من أي وقت مضى، لكني أميل إلى كتابة أشياء أكبر الآن، مثل الكتب أو البرامج التلفزيونية والأفلام، وهي لا تصدر بذات السوية.
عملت كثيرًا خلال العام الماضي، وكان الشيء الوحيد الذي عملت عليه وظهر بالفعل للجمهور هو مسلسل Away. استغرق ظهوره سنوات.
كما أمضيت 3 سنوات في تأليف كتاب لن يصدر حتى عام 2022. حاليًا، “أمارس لعبة” أطول بكثير مما فعلت من قبل.
أيهما تفضّل: العمل الصحفي أم كتابة الكتب أم التدريس أم شيئًا آخر؟ أخبرنا عن العمل الذي قمت به وكان الأكثر إرضاءً (ولماذا).
أحب كل ما ذكرته بصراحة. وأميل لمزج الأشياء. فلا أرغب في التخصص بطريقة واحدة أو بموضوع واحد فحسب، وإنما أفضّل التنقل بينها. أحب التدريس ايضًا حيث أحصل على طاقة عظيمة من الكُتّاب الشباب، بمن فيهم طلابي.
لا أريد أن أغدو أضحوكة، لكن ليس هناك جانب من جوانب الكتابة لا أستمتع به. حتى أنني أستمتع بالإجابة على اسئلتك! وبالمناسبة، لا أستطيع تحمّل شكوى الناس من الكتابة، فهذا يُشبه -بالنسبة لي- الشكوى من أعظم هبة على الإطلاق.
ما قطعة المحتوى المفضلة لديك على الإطلاق؟ وما الذي يجعلها مميزة؟
ربما تكون مقالة كتبتها لصالح إسكواير بعنوان The Honor System. وهي قصة عن السحر، تتضمن لمحة عن حياة الممثل مايلز تيلر، لكنها خدعة في حد ذاتها.
يصادف المرء -عند كتابة شيء ضخم- الكثير من الأمور المعقدة. ويصعب عليه جدًا التأكد من أن كل شيء يسير على ما يُرام ( بل نادرًا ما يحدث ذلك أصلًا). لكن في هذه المقالة.. شعرت أن كل شيء أتى في مكانه الصحيح.
هذا هو الحلم بالطبع! أن تكتب في وقت متأخر من الليل، والموسيقى تصدح من ركنٍ ما، والكلمات تتدفق منك، ومع آخر كلمة تكتبها، تتردد في ذهنك ضوضاء صغيرة لطيفة، تشبه الصوت الذي تصدره سيارة ألمانية عندما تغلق بابها برفق.
ما هي النصائح/الحيل التي يمكنك إسداءها لزملائك الكُتّاب ممن يحلمون بتأسيس مسيرة مهنية مستدامة طويلة الأمد؟
إذا كنت ترغب في كسب عيشك ككاتب، فعليك التعامل مع الكتابة كوظيفة. أعرف أن الكثير من الكتاب يظنون أنهم “يُبدعون”، والبعض منهم كذلك بالفعل. أما أنا، فلم أفاخر يومًا بما أصنعه، لأنني لا أصنع (تحفًا فنية) حقًا. ولا أخلق شيئًا فائق الجمال. أعرف ذلك عن نفسي.
كنت أسوء كاتب في إسكواير، فحاولت تعويض ذلك بأن أكون مراسلًا جيدًا، عن طريق التحرير والتعديل كثيرًا، والانفتاح على ملاحظات زملائي المحترفين، والحذر بشأن أشياء مثل هيكلية ووتيرة النص. أحاول كتابة القصص التي تحظى بجاذبية واسعة، بحيث يقرأها الناس أو يشاهدونها فيقولون: “لقد استمتعت بذلك”.
بصراحة، أريد لمقالاتي أن تُباع. كان المال شحيحًا في صباي، على الأقل حتى وقف والداي على أقدامهما، ولا أرى أي مزيّة في الفقر. أريد أن أستمر في القيام بذلك، وأريد أن أكون مرتاحًا وأن أطعم عائلتي، لذلك أهتم بالحصول على أجر.
لا أعتقد أن هناك شيئًا يجلب السعادة كالبيع. “الهراء” الذي أقدّمه هو عمل في النهاية. وعملائي هم المحررون والمنتجون والناشرون، لذا أنا متحمس لإرضائهم. أنا أعمل بجد، وأحاول أن أكون مقبول التكلفة، شخصًا لا يقلق الأشخاص المستعجلون بشأنه: “قدّموا له (كذا) وسيكون بخير”
هذا ما أريد أن يقوله أرباب العمل عني، وهو ذاته ما يريد أي كاتب أن يقال عنه/عنها باعتقادي أيضًا. أنت تريد أن تكون الشخص الذي يتمتع بسمعة طيبة في تقديم العمل الجيد، في الوقت المحدد، دون أن توصف بالوغد!
هذه التدوينة برعاية منصة رديف
مصدر المقالة: ? Yeah Write Club