إليكم قصة انتقالي من حالة الإفلاس إلى الاكتفاء المادي. كنت مترددة في الكتابة عمّا حدث معي، لكن الناس حثوني على مشاركته، لذلك ها نحن ذا.
هل سبق وتعرضت لضربة اقتصادية مدمرة؟
ربما فقدت وظيفتك، أو انهارت شركتك. إنها لحظة مروعة، ففجأة يبدو المستقبل قاتمًا وعليك أن تستعيد نفسك من براثن الوهن وتبدأ من جديد. حيث بغض النظر عما حدث، فأنت تلوم نفسك.
ولكن كيف تعيد الثقة بنفسك، وماذا تفعل بعد ذلك؟
لقد عثرت على حل -مصادفةً- بعد أن بددت ميراث والدتي بسبب وثوقي بالشخص الخطأ؛ فكانت رحلتي كمدونة مبتدئة ورائدة أعمال حتى وصلت لتأسيس شركة تدرّ ربحًا من ستة أرقام خلال أقل من 19 شهرًا.
أنا شخص عادي تمامًا وأتردد في الحديث عن كل هذا. لكن الكثير من الناس أقنعوني بالكتابة عن تجربتي لأنهم بحاجة إلى إيجاد حل؛ حل يجدي نفعًا سواء كنت رجلاً أو امرأة ومهما كان عمرك. لذلك قررت التحدث علانية عما نجح معي.
قد لا ينطبق ما سأذكره على الجميع، لكن ربما تغيّر قصتي والنصائح العشر التي تعلمتها حياتك.
إليكم ما حدث..
كان عام 2007 سيئًا. فقدت كل الميراث الذي تركته لي أمي. حيث قررت أنا وابني (سيباستيان) بناء منزل ثم بيعه. لكن فشلت خطتنا -بفظاعة- عندما هرب المهندس المسؤول إلى جزيرة في بحر الجنوب بجزء كبير من أموالي، تاركًا ممتلكاتنا نصف مبنية وعاجزة أمام أمطار الشتاء. في النهاية، كان لا بد من هدمها وانتهى بي الأمر بديون (عوضًا عن إرث). لن أنسى أبدًا إحساس الصدمة والفزع.
لقد استغرقني استيعاب الكارثة بعض الوقت، وبدأت أفكر جديًا بكيفية خلق مصدر دخل، مع الاحتفاظ بحريتي الإبداعية. وهنا جاء سيباستيان بفكرة:
?? “أمي، سأنشئ مدونة على الانترنت. لكن سيتعين عليك الكتابة فيها”.
?♀️ “ماذا؟”
لم يكن لدي أدنى فكرة عما يتحدث. لذا بدأت في البحث عن معنى كلمة (المدونات) على الإنترنت وتصفحت بعضها. فبدت وكأنها فرصة رائعة. استقر رأيي على “Goodlife ZEN” كاسم مدونة، واشتريت اسم النطاق، وبدأت مع قالب مجاني من موقع Out-of-box. كلفني البدء 119$ رسوم استضافة سنوية.
[ليتها استشارتني! لأحلتها إلى شركة تقدّم خطط استضافة تبدأ من 18.96$ سنويًا]
أعلم أن الأمر يبدو غريبًا، لكن لحظة شرائي اسم النطاق غيّرت حياتي. إلا أنني لم أكن أعرف ذلك حينها.
نصيحة #1: افعلها فحسب!
نايك Nike على حق. ما يهم هو أن تبدأ. الفكرة تبقى مجرد فكرة بدون فعل. حتى أصغر تطبيق فعلي يسمح للفكرة بأن تتحقق. يفشل معظم الناس لسبب بسيط: عدم البدء. لحسن الحظ، لا أسهل من أن تبدأ مدونة: الاستضافة رخيصة ويمكنك تنصيب منصة تدوين مجانًا.
نصيحة #2: ركز على شغفك
إذا أردت تذوق طعم النجاح (دون الشعور بالإرهاق)، فلا بد أن تدور مدونتك حول شغفك. ما الشيء الذي تود أن تخبر الناس عنه؟ ما هي الرسالة التي تريد إيصالها؟
أيًًا كان ما أنت متحمس له، فستجد جمهورًا مهتمًا به.
كنت سعيدةً باسم مدونتي، Goodlife ZEN، وسرعان ما بدأت النشر أسبوعيًا. في البداية، سخر مني من حولي لأنني أبذل جهدًا كبيرًا في شيء لم يُظهر أي نتائج. لأشهر، لم يكن لدي سوى ثلاثة مشتركين: أفضل صديقاتي، ابني، وقطتي حبيبتي (التي اشتركت باسمها بدافع اليأس المطلق). لم أكن بالتأكيد مدونة “عبقرية”!
النصيحة #3: كن صاحب إرادة
يستسلم معظم الناس عندما تصبح الأمور صعبة. ومع استمر السعي تزداد الأمور صعوبة. فهل لديك ما يكفي من الإرادة للاستمرار؟ كان لدى كالفين كوليدج Calvin Coolidge، الرئيس الثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، ما يقوله عن التصميم:
عندما بدأت التدوين لأول مرة، تصفحت مدونات أخرى في مجال النمو الشخصي ووجدت Zen Habits. أحببت أسلوب ليو بابوتا (Leo Babauta) وفكرت، “أود التعرف عليه”. لكن التواصل بدا وكأنه حلم مستحيل. كان لدى Zen Habits بالفعل أكثر من 50,000 مشترك (الآن أكثر من 200,000). وكنت لا أزال مدونة مبتدئة.
في يناير عام 2008، أسس ليو بابوتا Write to Done، وهي مدونة للكتّاب. كنت متحمسةً واشتركت على الفور. وسرعان ما أصبحت واحدة من مدوناتي المفضلة.
استطعت أن أرى أن ليو كان يكافح للكتابة في مدونتين، بالإضافة إلى تأليف كتاب إلكتروني. كنت مهتمة بما يقدمه، لذا قررت تقديم المساعدة. سألت ليو عما إذا كان يود أن أكتب تدوينة ضيف Guest post لمدونته الثانية “WriteToDone”. عندما أرسل ليو بريدًا إلكترونيًا ودودًا بالموافقة، صرخت بصوت عالٍ لدرجة أن قطتي هربت من تحت السرير، وزوجي (ديفيد) ركض نحوي في تأهب!
نصيحة #4: ساعد الآخرين
صحيح، مساعدة الآخرين أهم ما يمكنك القيام به. ولتكن مفيدًا لا كخطوة إستراتيجية، بل لأنك تهتم حقًا.
بعد بضعة أشهر على ذات المنوال، بدأت أفكر بشأن التدوين في ” WriteToDone” وكيف يمكنني العمل مع (ليو) لإنقاذ المدونة. كانت تلك لحظة حاسمة. لأن التعاون مع الناجحين هو وسيلة رائعة للتقدم. يتمتع (ليو بابوتا) بشريحة قراء ضخمة ويشتهر بأنه مدون رائع. ما كان عليّ تقديمه هو “جهد مماثل” والاستبصار. وهذا يعني أن أكون على استعداد للقيام بكل العمل الشاق وصنع شيء يمكن أن نفخر به كلينا.
أهم درسٍ هنا: يتوجب عليك بناء علاقة أولاً، قبل أن تقترح مشروعًا مشتركًا.
نصيحة #5: شكّل فريقًا
يمكنك أن تكون ناجحًا بمفردك. ولكن سيسهل عليك الطريق إذا تعاونت مع الآخرين. لأنك بعد ذلك تجني ثمار التآزر. إذ أن التأثير المشترك أكبر من مجموع الجهود الفردية على الدوام.
إذا تعاونت مع شخص آخر، فأنت بحاجة إلى التركيز على شريكك المحتمل. فيما يلي بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها:
ما الذي يستمتع بفعله؟ ما هي المتاعب التي يواجهها؟ ما الفوائد التي يمكن أن تجلبها شراكتنا؟
بعد مشاورات طويلة، أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى (ليو) متضمنًا اقتراحًا عن كيفية عملنا معًا. فيما يلي الفوائد التي ذكرتها:
? احتفاظك بالاهتمام -الإبداعي والمالي- بالمدونة.
? ليس عليك أن تقتل بنات أفكارك الجميلات.
? حصولك على دخل مستمر من المدونة.
? يمكنك تفويض كل مهام إدارة المدونة، مع احتفاظك بالقدرة على أداء المهام الإبداعية الممتعة.
أرسلت الاقتراح وجلست متوترة. وعندما رد (ليو) بحماس، فاضت نفسي بالحماسة.
عندما بدأت العمل كرئيسة تحرير، كان لدى المدونة 4500 مشترك. كنت متوترة بشأن إدارة مدونة بدت ضخمة جدًا. لكن سرعان ما بلغت ذروة نشاطي وبدأت أعداد المشتركين في الارتفاع.
الآن، بعد أربع سنوات، سلّمني (ليو) إدارة مدونة Writetodone.com بالكامل. وغدا لديها الآن أكثر من 32,000 مشترك.
في هذه الأثناء كنت مشغولة باكتساب مهارات جديدة. لقد التحقت بدورة Teaching Sells، وهي دورة رائعة من إعداد Brian Clark حول كيفية إعداد الدورات التدريبية عبر الإنترنت وإدارتها (أُلغيت الدورة لاحقًا، لكن يمكنك الإطلاع على بعض أفكارها عبر الرابط التالي).
نصيحة #6: تعلّم مهارات جديدة
يحتاج أي مشروع جديد لمجموعة مهارات فريدة. وقد أنهيت عددًا لا بأس به من الدورات لاكتساب المهارات التي احتاجها. ببساطة، أؤمن أنه من الجيد اعتبار التعلم جزءًا من تكلفة انطلاق أي مشروع.
بدأت أفكر في كيفية استخدام مهاراتي الجديدة. قد لا يرغب البعض في دفع المال لقاء المعلومات، لكنهم مستعدون للاستثمار في سبيل اكتساب مهارات جديدة.
في أكتوبر 2008، راسلت (ليو) مقترحةً إنشاء برنامج تدريبي للمدونين. فكانت إجابته بالموافقة. بعد بضعة أشهر، ولدت A-List Blogging Bootcamps.
نصيحة #7: لا تنتظر الآخرين ليخرجوا بأفكار جيدة، بل ابتكرها بنفسك
شعرت بالغبطة تجاه هذه الفرصة، لكن لا أخفي عليك أنني شعرت بالرعب أيضًا. لأن إعداد دورة تدريبية -بموقعها الإلكتروني ومحتواها- بدا وكأنه مهمة ضخمة. في الواقع، كل خطوة في رحلتي كمدوِنة بدت أشبه بتسلق جبلٍ عظيم. ومع ذلك، قررت خوض التحدي بوضع رؤية شاملة، ثم المضي قدمًا -خطوة بخطوة- والتعلم أثناء تقدمي.
نصيحة رقم 8: تعلّم أثناء العمل
كمدونين ، فإن أفضل طريقة للتعلم هي المثابرة، وطلب المساعدة، والبحث عن كيفية قيام الآخرين بالمهام المُستعصية، ثم المضي قدمًا وأدائها بنفسك. لا تنتظر حتى تعتقد أن لديك معرفة كافية.
بالعودة إلى قصتي..
عندما أطلقت أخيرًا أول معسكر تدوين في أغسطس 2009، كان نجاحًا كبيرًا. أمتلكنا مجموعة من الطلاب العظماء وأحببت كل لحظة في المعسكر التدريبي، على الرغم من أنها كانت عملاً شاقًا. بعد ذلك، خططت أنا و(ليو) على الفور للخطوة التالية.
لدهشتي، لقد حققت دخلاً عبر الإنترنت!
نصيحة #9: اخلق فرصًا للتعلم
المدونة هي منصة مثالية لبناء الأعمال التجارية. ذلك لأن المشتركين لديك يوفرون قاعدة عملاء لأي منتج تريد بيعه. هناك بعض الإستراتيجيات التي تجعل ذلك أسهل، مثل إنشاء قائمة بريدية عبر خدمة مثل Convertkit، ونظّم عملية إطلاق لإثارة ضجة حول منتجك.
ما المنتج الذي يمكنك تقديمه؟
لقد أدركت -في وقت مبكر- أن المعلومات لا تُباع على الإنترنت كما ينبغي، فمعظم الناس يتوقعون الحصول عليها مجانًا. لكن -مجددًا- ما يرغب الناس في دفع ثمنه هو مهارات جديدة. لهذا السبب ركزت على إنتاج فرص تعليمية جيدة. أحب التدريس والتوجيه، لذلك كان من البديهي أن استثمر شغفي ذلك عبر الإنترنت.
الشيء العظيم هو أنه يمكنك بدء ذلك بينما لا تزال مدونتك صغيرة جدًا. في الواقع، يمكن أن يساعد إنشاء دورة تدريبية في نمو مدونتك. وستبدأ في كسب بعض المال أثناء ذلك أيضًا.
لكن اكتساب مهارة جديدة ليس الشيء الوحيد الذي يكون الناس على استعداد لدفع ثمنه على الإنترنت.
لقد لاحظت بعد المعسكر التدريبي الأول أن الناس لا يريدون المغادرة. لقد أحبوا المحادثات في المنتدى والتواصل مع بعضهم البعض ومع (ليو) في دروس Masterclasses الحية عبر الإنترنت.
وهنا راسلت (ليو) واقترحت أن نبدأ نادي A-List Blogger، وهو برنامج تدريبي مستمر منخفض التكلفة للمدونين. اتضح أنها أفضل فكرة خطرت لي في رحلتي التدوينية.
الناس على استعداد للدفع مقابل كونهم جزءًا من مجتمع داعم.
بدأنا نادي A-List Blogger مع خمسة وأربعين عضوًا فقط. لكن سرعان ما نمى مجتمعنا المُصغّر، ولدينا الآن أكثر من 800 عضوًا.
النصيحة #10: أنشئ مجتمعًا للنجاح المستمر
الكل يريد الانتماء. فإن أردت أن تبدأ طريق النجاح فابنِ مجتمعًا يشعر فيه الأعضاء بالترحيب والدعم والتقدير، وإذا كان بإمكانك دمج عنصر تدريب أيضًا، فسيكون الناس سعداء بالدفع والاستمرار معك.
في غضون 9 أشهر، نمى مشروع A-List Blogging ليصبح شركة مكونة من ستة أرقام. وقفت مذهولة أمام هذا النجاح.
تعلم مهارات جديدة، والعمل الجاد، والحلم الكبير يؤتي ثماره أخيرًا. ربما لا زلت أرزح تحت وطأة بعض الديون، لكنني آمل أن أسدد آخر ديوني في غضون الأشهر الستة المقبلة.
هذه الأيام أساعد المدونين الآخرين على النجاح. وحتى أولئك الذين سخروا مني عندما بدأت، يأتون إلي للحصول على المساعدة. هناك نصيحة واحدة مهمة أقدمها للجميع: كن جديرًا بالثقة ومخلصًا.
مصدر قوتك الرئيسي على الإنترنت هو الجدارة بالثقة. ليس من الصعب العثور على مدربين عبر الإنترنت يقدمون لك يد المساعدة، أو حتى يتعاونوا معك. لكن المهم هو كيف تعامل أولئك الذين يساعدونك. إذا عاملتهم جيدًا، وكنت متعاونًا وودودًا ومخلصًا وجديرًا بالثقة، فستزدهر أعمالك بلا شك.
تظهر قصتي بعض الحقائق البسيطة:
? يمكنك التعافي من المحن إذا كنت على استعداد للبدء من جديد.
? يعد إنشاء مدونة أحد أسرع الطرق لإنشاء مسيرة مهنية ناجحة.
? تمتاز الأعمال التجارية عبر الإنترنت بتكاليف إطلاق منخفضة للغاية وإمكانية تحقيق أرباح عالية.
? يدفع الأشخاص مقابل المهارات، لذا فإن إنشاء دورات عبر الإنترنت يعد طريقة رائعة لتحقيق الدخل السلبي.
? ابنِ مجتمع ودودًا ودافئًا وسيتدفق الناس إليه، ويدفعون مقابل العضوية.
? كن مفيدًا، وسيقدم لك الآخرون يد المساعدة.
هل كنت محظوظة فحسب؟
استراتيجيتي “المحظوظة” هي خلق حظي السعيد بنفسي.
ما جعلني ناجحةً هو العمل الجاد والتفكير الإبداعي والرغبة في التعلم والشجاعة لقول “قبلت” للتحديات التي تبدو مستحيلة. على طول الطريق ارتكبت الكثير من الأخطاء. لكنني حاولت التعلم منها. ليس لدي أي مهارات خاصة لهذا المشروع. لكني مثل كلب صيد صغير يواصل الحفر للعثور على الفئران!
آمل أن تلهمك رحلتي لتجربة شيء مشابه. لا أستطيع أن أعدك بأنها ستنجح معك. ولكن إذا كانت لديك الشجاعة لتصبح مدونًا، وتتعلم مهارات جديدة، وتُطلق نشاطًا تجاريًا معتمدًا على مدونتك، فستخلق فرصة جيدة للنجاح.
لا تقلق إذا كانت بداية رحلتك بطيئة. فكل شيء عظيم يستغرق وقتًا لينمو.
كما تعلم، كنت مترددةً في كسر صمتي والكتابة عن رحلتي من الكساد إلى الازدهار، لكنني آمل أن تساعدك قصتي على الاستمرار في المضي قدمًا، حتى عندما تصبح الرحلة صعبة.
ذكرت أنها مقالة مُترجمة، صحيح؟