هل يملك الذكاء الصُنعي جميع الإجابات حقًا؟

لماذا يتفوق البشر في المحتوى الإرشادي

“وصلنا إلى القمر ولكن .. “

هكذا بدأ جيري سينفيلد “Jerry Seinfeld” عرضه الكوميدي في الثمانينيات، معتبرًا هبوط نيل أرمسترونج على القمر أسوأ شيء حدث على الإطلاق؛ إذ أعطى ذريعة لكل متذمر وساخط على وجه الأرض:

  • وصلنا إلى القمر، ولا زلنا عاجزين عن حلّ مشكلة الازدحام المروري!
  • وصلنا إلى القمر، ولا زال شبابنا يتفاخرون بمظاهرهم!

حسنًا، أشعر أننا نعيش لحظةً مشابهة اليوم!

بالأمس، قرأتُ مقالة تتحدث عن امتلاكنا ذكاءً صُنعيًا خارقًا خلال العامين المقبلين.
حينها، سنسمع -بالتأكيد- من يقول: “لقد ضمّنوا ذكاءً صُنعيًا خارقًا في هاتفي الأخرق، ولكن لا زالوا عاجزين عن [كذا]!

إذًا، مهما تقدمت التقنيات، سنبقى نعاني مشاكل، كبيرة كانت أم صغيرة.

لذا، أشعر بأن المحتوى الإرشادي “How-to”، الذي سخر منه رواد التسويق لسنوات، بدأ يعود إلى الواجهة.

قد يبدو ذلك إدعاءً فارغًا؛ يُفترض أن الذكاء الصُنعي يمتلك إجابة لأي سؤال، مهما بلغت درجة تعقيده.
لكن، هل نحن متأكدون من ذلك؟ 😏

#1 أفضل حل على الإطلاق: تقديم حل جديد

يقدم المحتوى الإرشادي -كما تعلم- حلولًا لمشاكلنا. ويزدهر المذكور لأننا جربنا كل ما عرفناه، فلم نصل لنتيجة. إذًا، لو أردت تقديم حلّ يعجز عن تقديمه الذكاء الصُنعي، فيُفترض أن يكون جديدًا. ألا يبدو ذلك منطقيًا؟

على سبيل المثال: كتبت -قبل فترة- عن حيلة لتحسين الإنتاجية خلال سبع دقائق.

قبل الجلوس إلى مكتبي، كنت أضبط مؤقتًا على سبع دقائق وأجلس.. دون فعل أي شيء مطلقًا. بحيث، بعد انقضاء الدقائق السبع، أتوق للبدء؛ يكون عقلي متلهفًا للغاية ويبحث عن متنفس.

(يُدعى العلاج بالملل إن كنت تذكر، ولا أزال أوصي به بشدة)

يبحث الناس دائمًا عن طرق لزيادة إنتاجيتهم (و بالأحرى، تقليل تشتتهم). وسمعوا عن وضع الأهداف وتقنية بومودورو والهرب من وحش المشتتات🧟. إما أنهم جربوها (فلم تُجدي نفعًا) أو تجاهلوها (بناءً على قصص فشلها مع الآخرين).

إنما، حين نعرض حلًا جديدًا، فلن يتجاهله أحد.. أو هكذا المفترض.

المشكلة أن عددًا محدودًا من الحلول يُعتبر مستحدثًا. فما العمل إذن؟


#2 ثاني أفضل حل: تقديم حل نفعك شخصيًا

يسهل اقتراح حلول عندما يواجه الناس مشاكل، ومن الأسهل رفضها.

لكن أتعلم ما يستحيل رفضه؟ دراسة حالة شخصية غنية بالحقائق تشرح كيف حلّتَ مشكلةً في تجربتك الخاصة.

مثال:

هل رأيت ما فعلته في النقطة ١ أعلاه، بخصوص الحل الجديد؟ الحقيقة أن “تقديم حل جديد” ليس نصيحة جديدة في المحتوى الإرشادي. لذا تخيل لو كتبته دون تضمين تجربتي مع العلاج بالملل!

أشعر، وربما تتفق معي، أن ذلك سيجعلني أبدو كواعظ مزعج.


يقدم المحتوى الإرشادي -كما تعلم- حلولًا لمشاكلنا.

#3 [غير مُحبّذ] بيع قبعة قديمة بطريقة مختلفة

إذا لم يكن لديك أي جديد ولا دراسة حالة شخصية تشاركها، فلا يتبقى أمامك سوى تقديم نصائح مألوفة ومستهلكة وقديمة، إنما .. ليس بالطريقة القديمة.

أعتمد -بشكل أساسي- في النشرة البريدية على ترجمة قصص النجاح الغربية، ولئّلا تبدو نصوصي “بلا روح” أو “غير ملائمة لسوقنا العربي”؛ أضمّن تلك القصص “محطات” من قصصنا (نحن العرب).

ربما لا تحظى النشرة بذاك الانتشار الواسع، بل وينخفض معدّل الفتح -عددًا بعد آخر- كما أشرت منذ بضعة أيام. لكنني (أسددّ وأقارب) على أمل ملامسة إحدى تلك القصص شيئًا في نفس أحدهم.

وللأمانة، لا يبدو ذلك بعيد المنال 🤩

بالمناسبة، المجتمع بانتظارك أ. ياسر

سيظل إلهام وتحفيز الأشخاص ذو قيمة في عصر الذكاء الصُنعي، بسبب تجسيدنا المؤيد للبشر والمناهض للآلات. وأتوقع أن يستمر هذا الوضع، على الأقل حتى عام ٢٠٢٧.

لن تتركني وحيدًا، صحيح؟ 😢

هل يملك الذكاء الصُنعي جميع الإجابات حقًا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تمرير للأعلى