كانت الضجة الإعلامية والإعلانية حول Cyberpunk 2077 تتراكم منذ ما يقارب العقد. وذلك عندما أعلن CD Projekt Red، الاستوديو البولندي الذي يقف وراء اللعبة، عن العنوان في عام 2012.
وُصفت -آنذاك- بأنها ملحمة ساحرة وسلسة من شأنها أن يتوه اللاعبون داخلها في عالم خيال علمي نابض بالحياة. منذ ذلك الحين، “أُغري” المعجبون بمقاطع تشويقية مثيرة للإعجاب، مدعومة بمشاهير بما في ذلك كيانو ريفز و غرايمز و آيساب روكي، إضافةً لتصدّرها العناوين الرئيسية التي جعلتها اللعبة الأكثر ترقبًا لهذا العام.. إن لم يكن القرن.
قصة لعبة Cyberpunk 2077 (باختصار)
تدور أحداث اللعبة في مستقبل ديستوبي حيث يتنقل الرحّالة الرقميون في عالم شديد الخطورة بسبب المنظمات الجاسوسية (مستعينة بالسيد ريفز كمُرشد لهم) والتي زوّدت أجساد عملائها بأسلحة عالية التقنية.
وقد وُعد اللاعبون، وخاصة أولئك الذين يستخدمون أجهزة تحكم للجيل الجديد من منصات الألعاب (PS5-Xbox Series X) بتجربة ثورية، مع خيارات تخصيص لانهائية للشخصية وعالم عملاق للاستكشاف. ثمانية ملايين شخص طلبوا نسخًا مسبقًا، دون تفكير، قبل إصدار اللعبة في الشهر الحالي.
في تموز (يوليو) 2018، ومع تنامي توقع إطلاق اللعبة للذروة، غرّد أحد المستخدمين على حساب اللعبة الرسمي:
كانت التغريدة استشرافية إلى حد ما.. إنما ليس بالطريقة التي تمنّاها مطورو Cyberpunk 2077!
منذ إصدار Cyberpunk 2077 في 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، أنشأ الآلاف من اللاعبين مقاطع فيديو -انتشرت انتشار النار في الهشيم- تعرض عددًا كبيرًا من الثغرات والأخطاء، بعضها مثير للضحك بشكل هسيتري، والتي شوّهت اللعبة. كأشجارٍ صغيرة تغطي أرضيات المباني، ودبابات تتساقط من السماء وشخصيات بوضعية الوقوف، لسبب غير مفهوم، أثناء ركوبهم دراجات نارية!
تعكس مقاطع الفيديو تلك لعبة غير صالحة للعب تقريبًا: مليئة بالأخطاء، مأهولة بشخصيات تعمل بذكاء اصطناعي يكاد لا يعمل، وغير متوافقة إلى حد كبير مع منصات الألعاب القديمة التي تهدف إلى دعمها.
والنتيجة: غضب عارم يجتاح نفوس عاشقي الشركة.
طالب العديد من اللاعبين باسترداد الأموال من الموزعين خلال الأسبوع الماضي مما تسبب في إرباك ممثلي خدمة عملاء شركة (سوني) بل وقاموا بإغلاق أحد مواقع الشركة لفترة وجيزة. رداً على ذلك، قالت (سوني) و(مايكروسوفت) إنهما ستردان المبالغ بالكامل لأي شخص اشترى Cyberpunk 2077 من خلال متاجرهما على الإنترنت؛ حتى أن سوني سحبت اللعبة من متجرها.
يُعد طرح Cyberpunk أحد أبرز الكوارث وضوحًا في تاريخ ألعاب الفيديو، فقد تسببت بمشاكل عظمى في خضم موسم تسوق العطلات بواسطة استوديو يُعتبر محبوبًا -على نطاق واسع- في الصناعة. إنه يُظهر المخاطر التي يمكن أن تواجهها استوديوهات الألعاب عند بناء ما يسمى بألعاب Triple-A (هي ألعاب تعمل عليها فرق ضخمة لسنوات قبل إصدارها، ويتبع ذلك عادةً حملة تسويقية كبيرة تحتوي على إعلانات تظهر في كل مكان، بالإضافة إلى طلب مسبق بالملايين حتى يتمكن الأشخاص من الحصول على اللعبة بمجرد صدورها، ثم تُوزع هذه الألعاب من قبل ناشر كبير معروف، مثل Nintendo أو Sony أو Activision أو Electronic Arts).
وجهة نظر من وارسو
تأسس استوديو (CD Projekt Red) في وارسو -عاصمة بولندا- في التسعينيات. أسسه صديقين من المدرسة الثانوية، (Marcin Iwiński) و (Michał Kiciński)، خلال فترة التحول والنمو في صناعة الألعاب. [كانت الأقراص الليزرية “CD” ابتكارًا جديدًا في ذلك الوقت] بدأ الاثنان في جلب الألعاب من الولايات المتحدة، وإعادة تغليفها ونشرها في بولندا.
وصف الموظفون الأوائل الذين تحدثوا إلى The New York Times قادة الشركة بأنهم مسوقون بارعون ورواة قصص وأصحاب رؤى فنية. وأسرّوا لـ NY: إن حماسهم لألعابهم غالبًا ما كان يتجاوز براعتهم الهندسية والتقنية.
كانت طموحات الشركة فلكية في وقت مبكر (وكذلك بعض إخفاقاتها). في البدايات المبكرة، قدمت CD Projekt Red قدمّت عرضًا لتحويل The Witcher، سلسلة كتب شهيرة للكاتب البولندي أندريه سابكوسكي، إلى لعبة فيديو.
لكن أول جزء من اللعبة، التي صدرت في عام 2007، كانت مليئة بالثغرات ومتخمة بميزات لا يمكنها دعمها!. قال الموظفون السابقون الذين عملوا في اللعبة إن شاشات التحميل كانت تستغرق 3-5 دقائق.
قال الموظفون أنه أثناء تطوير اللعبة، كان الموقف السائد هو بناء المزيد من الأشياء بأنفسهم بدلاً من ترخيص ما يسمى ب “البرمجيات الوسيطة/Middleware” -أو البرامج الداعمة- من شركات أخرى ذات خبرة أكبر في بعض الأحيان. نتيجة لذلك، ابتكر المطورون إصدارات أسوأ من الميزات التي أتقنتها شركات أخرى.
ومع ذلك، حصدت سلسلة Witcher للاستوديو قاعدة جماهيرية واسعة في وقت مبكر. وفازت اللعبة بجوائز لغناها بالتفاصيل وأسلوبها الثري في سرد القصة. ورغم أنها كسابقاتها من الألعاب، كانت مليئة بالثغرات منذ البداية، محبطة بذلك اللاعبين. لكن معظم أنصار الشركة قبلوا ما رأوه على أنه نوع من ثقافة الاختبار والإصدار (Test-and-Release) التي تنتهجها ألعاب CD Projekt Red: الرغبة في طرح مشاريع قبل خلوها من المشاكل.
فريق خداع.. تسويق Cyberpunk 2077!
ثم ظهرت Cyberpunk 2077. صُرّح عنها لأول مرة عام 2012 واُستلهمت فكرتها من لعبة تبادل أدوارأخرى، والتي أُنشئت في عام 1988، وكان العنوان أول محاولة CD Projekt Red لإنشاء عالم جديد ومستقبلي.
كان من المقرر أن تدور أحداثها في Night City، وهي مدينة ديستوبيا ضخمة حيث يُدمج البشر والآلات معًا ويُعاد تجميعهم كمرتزقة، ويعمد (البشر الآليون) أولئك لتنفيذ أعمال تخريبية ضد الشركات الشريرة. أراد الاستوديو للشركة أن تكون مزيجًا من بعض أنجح أعمال الخيال العلمي: Strange Days مضافةً إليه Blade Runner مع “رشّة” من The Matrix.
لتحقيق ذاك التوافق، استخدم استديو CD Projekt Red وجهًا مشهورًا في اللعبة: كيانو ريفز. في مؤتمر تطوير في عام 2019، صعد الممثل على خشبة المسرح وسط سحابة من الدخان بعد أن كشف مقطع فيديو عن شخصيته.
قال السيد ريفز في الحدث:
داخل الاستديو، كانت تدور قصة مختلفة تمامًا. كان المطورون مهتمين بإطراد ببعض الوعود الكبيرة التي قدمتها الإدارة في جولة التسويق الترويجية. قال الموظفون السابقون أنه، وبعيدًا عن تطوير اللعبة، لم يكن العالم القابل للتخصيص وبخيارات استكشاف غير محدودة -والذي يحرص الاستوديو على بيعه للاعبين- قريبًا من الظهور.
بحلول عام 2019، بدأ اللغو في الانتشار ضمن دوائر تطوير الألعاب البولندية بأن استوديو CD Projekt Red تخلف عن وعوده فيما يخصّ Cyberpunk 2077، حتى مع تحديد تاريخ الإصدار في أبريل التالي. رأى البعض مغادرة كبار المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك أعضاء مجلس الإدارة الرئيسيين، كعلامات تحذير رئيسية.
على Glassdoor، وهي منصة تمّكن الموظفين من تقييم أصحاب العمل السابقين، قال موظفو CD Projekt Red حاليون وسابقون أن الكواليس تعجّ بالفوضى: تنتشر الشائعات على خوادم ديسكورد، والمواعيد النهائية المضللة التي حددها المديرون، والخلافات بين كبار موظفي الشركة داخل الشركة، وعدم الكفاءة وسوء التخطيط يؤدي إلى “انسحاق – Crunch” بلا داعٍ، وهو مصطلح يطلق على الموظفين المرهقين لإنتاج الألعاب في ظل موعد نهائي حرج. تخلى فريق الهندسة -منذ فترة طويلة- عن الشركة نتيجة ضغط العمل.
كتب أحد الموظفين السابقين على الموقع:
“يتعامل المالكون مع شركتهم كآلة لكسب المال، ولا ينظرون إلى الموظفين كأشخاص، وإنما كبيانات يتضمنها تقرير!”.
تباطؤ، تأخير، تأجيل
في كانون الثاني (يناير) الماضي، غردت CD Projekt Red بأن إصدار اللعبة سيتأخر حتى 17 سبتمبر، بحجّة “لا يزال هناك عمل يتعين القيام به”. بعد ذلك، وفي مارس (آذار)، تسببت الجائحة في إرسال CD Projekt Red موظفيها إلى منازلهم.
ورغم وعود الشركة أن العمل عن بعد لن يؤثر على موعد الإصدار، أعلن المدراء التنفيذيون -في النهاية- عن مزيد من التأجيل، وتحديدًا إلى 19 نوفمبر متذرعين بـ”إصلاح الكثير من الثغرات”. وقبل الموعد المنتظر بشهر، أُجّل موعد إصدار اللعبة إلى 10 ديسمبر، أملًا في استغلال ذروة موسم التسوق في العطلات.
داخل CD Projekt Red، حيث كان المدراء التنفيذيون وموظفو الاتصالات يستعدون لإصدار واسع النطاق، كانت المشاكل واضحة! في حين كانت اللعبة تعمل بشكلٍ ممتاز على أجهزة الكمبيوتر الشخصي، كان أدائها كارثيًا على منصات ألعاب الجيل التالي مثل PlayStation 5 وأجهزة Xbox الجديدة. والأسوأ من ذلك، كانت بالكاد تعمل على المنصات القديمة مثل PlayStation 4 و Xbox One.
عادةً ما يرسل مطورو الألعاب نسخًا أولى من ألعابهم الجديدة إلى المراجعين (قبل موعد إطلاقها بوقتٍ كافٍ). لكن CD Projekt Red أبقت Cyberpunk 2077 طي الكتمان لأطول فترة ممكنة. شاركت الشركة فقط إصدارات مبدأية لنسخة الكمبيوتر الشخصي مع مجلات الألعاب والمؤسسات الإخبارية، مع إبرازهم أفضل إصدار ممكن للمراجعين الذين سينشرون تقييماتهم عبر الإنترنت، ومتى؟ قبل أيام قليلة من إصدار اللعبة!
لأشهر، حاول المراجعون، بمن فيهم الموجودين في صحيفة نيويورك تايمز، الحصول على نسخ مراجعة لمنصات االألعاب الجديدة. وقالت (ستيفاني باير-Stephanie Bayer)، المتحدثة باسم CD Projekt Red، في مراسلات إلكترونية سابقة أن الشركة “ستؤجل إرسالها حتى قرب إطلاقها” حتى يتمكنوا من “فعلها بأمان”. الأمر الذي لم يحدث قط.
ذكرت المراجعات المبكرة بعض المشكلات المتعلقة بالثغرات، لكن كانت الانطباعات -إلى حد كبير- إيجابية. استمرت الإثارة في التصاعد حتى صدرت اللعبة يوم الخميس 10 ديسمبر.
كان عشاق الشركة المتحمسون سعداء للعب اللعبة أخيرًا لأول مرة. عبّرت (أشلي شوات-Ashley Shoate)، منسقة أغاني في مدينة نورثفيل – ميشيغان، عن دهشتها من التفاصيل على جهاز PlayStation 5، وأعجبتها القدرة على تخصيص شخصيتها (الذي يصل لشكل الأسنان حتى!).
ثم ظهرت الثغرات
قالت “آشلي”
كان من المستحيل على شخصيتي إتمام المهام الأساسية مثل الجري والمراوغة والتقاط الأسلحة. وقيادة السيارة صعبة للغاية لدرجة أنها شعرت كما لو أنها تقودها “في حالة سكر”.
وفي إحدى المهام، اضطرت السيدة شوات للتسلل وقتل عدو بسيف كاتانا. وعلّقت على تلك المهمة قائلةً:
حُشرت -برفقة سلاح أبيض- في معركة بالأسلحة النارية، لذلك وجب عليّ أن أنتبه لأدق التفاصيل، لا أستطيع القيام بذلك حتى.. تكاد تكون Cyberpunk غير صالحة للعب.
اعتزمت “آشلي” تأجيل اللعب في الوقت الراهن.
قال (بيلي مارت-Billy Marte)، مدير الحسابات في شركة برمجيات في أوستن – تكساس، أنه اشترى مدفوعًا بالتوقعات المرتفعة والإعلانات التجارية مع السيد ريفز.
أثناء اللعب على جهاز الكمبيوتر الشخصي، أحب القصة والمهام، لكنه غالبًا ما أُحبط بسبب الثغرات التي جعلت شخصيته تقف أثناء ركوب دراجة نارية، أو أجبرته على العودة للعبة محفوظة سابقًا. قال إن بعض أصدقائه قرروا إعادة Cyberpunk واستعادة أموالهم.
‘انت تحصل على ما تدفع ثمنه’
بمجرد وصول اللعبة تقريبًا، بدأ اللاعبون في نشر لقطات شاشة لأبرز مواطن الثغرات على شبكات التواصل الاجتماعي. ثمّة على Reddit، أقسام فرعية “subreddits” كاملة للثغرات المتكررة -غير المفهومة- والتي لاحظها المستخدمون أثناء عبورهم أعمق في Night City.
أحد المشاكل المتكررة: دخول الشخصيات وضعية الصلب “T-Pose” -الوقوف مع رفع أذرعهم إلى أي من الجانبين- والتجرّد من ملابسهم فجأة.
ومن بين الثغرات الغامضة الأخرى: سقوط الشخصيات -التي يبدو أنها من العدم- عبر المباني إضافةً لانفجار السيارات دون سبب. وأخيرًا، الشخصيات غير القابلة للعب “NPC” التي تتصرف بشكل غير طبيعي لدرجة أنها يمكن أن تدمر تجربة اللعب.
نشر أحد مستخدمي Reddit مقطع فيديو له وهو يلقي بقنبلة يدوية في منتصف طريق سريع أثناء ساعة الذروة، فقط لرؤية ردّ فعل تلك الشخصيات. ووجدها -جميعها- تفتح أبواب سيارتها وتنزل منها لتنحني في وقت واحد، كما لو أنها فرقة رقص محترفة. (حرر شخص آخر الفيديو سريعًا لتقليد المشهد الافتتاحي من فيلم “La La Land”، حيث يترك السائقون سياراتهم للرقص في منتصف الطريق السريع!)
الحال المأساوي للعبة Cyberpunk 2077
ومع ذلك، فإن معظم اللاعبين غير سعداء بالمرّة. وعدت شركة سوني يوم الخميس الماضي بإعادة الأموال للاعبين الذين أرادوا إعادة اللعبة وسحبت Cyberpunk من واجهة المتجر الرقمي للشركة. قال متحدث باسم PlayStation أنه ليس للشركة أي شيء تضيفه بخلاف قرارها. على عكس مايكروسوفتالتي قالت أنها ستردّ المبالغ لأصحابها، لكنها لم تزيل اللعبة من متجرها على الإنترنت.
قال استوديو تطوير اللعبة، يوم الجمعة 19 ديسمبر، أنه سيعيد المال لللاعبين المحبطين “من جيوبنا إذا لزم الأمر”. وانخفض سهم الشركة بنسبة 41% منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
في الختام
يبدو المستقبل القريب قاتمًا بالنسبة لصانعي Cyberpunk 207 (ربما أكثر قتامة من المستقبل الذي بنوه في Night City). طلبات استرداد الأموال تتدفق بالآلاف. يحوم المحامون والمستثمرون في وارسو حول الموقف، ويفكرون في رفع دعوى جماعية ضد الشركة بسبب ما وصفه أحد المحامين بأنه “تحريف جنائي محتمل من أجل الحصول على مزايا مالية”. يقسم العديد من اللاعبين على عدم لعب Cyberpunk بالكامل حتى تصلح الشركة جميع الثغرات والمشاكل.
وستحدد الأسابيع المقبلة ما إذا كان بإمكان CD Projekt Red أن يفي بوعده الذي قطعه في عام 2017، عندما تساءل اللاعبون عما إذا كانت اللعبة ستصدر يومًا ما. غردت الشركة قائلة: “لا تقلق” ، مؤكدة للجماهير أن Cyberpunk 2077 ستكون لعبة “ضخمة” و “تحركها قصة مذهلة”.
تجربة ترجمة في مجال جديد، أما المصدر Cyberpunk2077 Video Game Disaster
===
- قبل أن تمضي، هل تذكر ما كتبت قبل عام؟ عن التنين و2020! (تدوينة ختام العام)
- تقييم موقع سعودي جيمر للعبة Cyberpunk 2077
أجد المشكلة تبدأ من الجمهور و لا تنتهي عند فريق التطوير. كل مرة يأتي لنا فريق يعد الجمهور بلعبة استثنائية لم يسبق أن وجدت لعبة تشبهها. حماس الجمهور و الضجة التي يحدثها (بغض النظر عن أسباب الحماس و الضجة) لا معنى له، لأن ما يحصل في عالم الألعاب مجرد إعادة تدوير لأفكار قديمة كانت موجودة من قبل، و ما يحصل هو استغلال التطور الحاصل في قدرات العتاد.
نتذكر قبل سنوات عندما أعلن عن لعبة No Man’s Sky و أنها ستكون لعبة فضاء لم يسبق لها. ألعاب الفضاء سواء كانت ألعاب استكشاف و/أو قتال و/أو محاكاة موجودة بشكلها الحالي منذ التسعينات، و هذا إضافة للألعاب التي تجعلك تعيش في عالم مستقبلي حيث المركبات الطائرة و قد جربت مختلف الألعاب من التسعينات (تجربتي كانت في 2004 لأن أول مرة استخدمت جهاز حاسوب كانت في 2003). بعد صدور اللعبة تفاجأ الجمهور بضعف اللعبة و قلة محتواها. لم تكن المشكلة من وعود قائد التطوير، بل من حماس الجمهور الزائد عن حده. تخيل أن أحد الجمهور اشترى نسخة مهربة من اللعبة بسعر ألف دولار، و لك أن تتخيل الجنون. الأمر الجيد أن الفريق استدرك الأمر و أصدر تحديثات للعبته و تحسنت مع مرور الوقت، و صارت اللعبة اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه في إصدارها الأول.
بالرجوع للعبة Cyberpunk 2077، الأمر مشابه كثيراً، جمهور متحمس للعبة لم يسبق لها مثيل بناء على وعود فريق التطوير. تتحدث بعض الأخبار عن مشكلات حصلت مع فريق التطوير و تغير في الأفكار و الخطط، و هذا ساهم في تفاقم المشكلة. يبدو كذلك تعجل الفريق في إصدار اللعبة مع قلة جاهزيتها، و برأيي لو تأخر الفريق حتى منتصف 2022 لكان أفضل بكثير. خلال هذه المدة، يمكن للجمهور المتحمس تجربة ألعاب كثيرة تصدر خلال هذه المدة. طبعاً بإمكان الفريق استدراك الأمر و تصحيح الأخطاء مثلما حصل مع أي لعبة أخرى، و طبعاً تأخير إصدار نسخ PlayStation 5 و XBOX Series X|S و برأيي الأفضل أن يكون في 2022. خلال هذا الوقت يصلحون علل النسخ الحالية قدر الإمكان و يتجنبوا أي علل بارزة في النسخ المستقبلية.
أهلًا بك صديقي محمد،
أتفق معك في كل ما ذهبت إليه، بالفعل.. لم تعد هناك أفكار جديدة للألعاب (بالمعنى الحرفي)، لكن لا أظن أن بمقدورنا تلخيص بـ: استغلال التطور الحاصل في قدرات العتاد. اللاعبون ليسوا حمقى إلى هذا الحد! هم يبحثون عن (تجربة لعب) مختلفة، وهذا ما وعدتهم به Cyberpunk 2077 ثم أخلفت بوعدها.
برايي يوجد افكار لكن الاعلام والمطور واللاعب يهمهم اكثر البهرجة الشكلية
من الافكار الممتازة:
– رينبو
– فور اونر
– مونت اند بليد
وبلاشك يوجد الكثير من ما لا اعرفه انا
لكن الاعلام لايسلط الضوء عليه
والمطور يرى ان اللاعب يكتفي بالمظاهر اكثر من القيم ديزاين او الجيمبلاي فلايجهد نفسه في ابتكار ادوات اكثر ويركز على المظاهر فقط