نستكمل في هذه التدوينة الجزء الثاني -والأخير- من مقابلة قناة الـCNN مع الصحفي والكاتب الأمريكي (وارن بيرغر-Warren Berger) صاحب كتاب Glimmer: How Design Can Transform Your Life and Maybe Even the World
CNN: تبدو عملية (تصور البيانات) التي شرحتها منذ قليل كطريقة جديدة لرؤية العالم!
الأمر يتعلق بمنح المعنى للأمور حولنا، كثيرة هي الأحداث التي نمرّ بها، ويرافقها طِن من المعلومات التي يتوجب علينا إدراكها. ومهمة أدمغتنا -بحسب قول من يدرسون طريقة العقل في استيعاب المعلومات- تتلخص في معرفة ما هو مهم، وما الذي يجب علينا التركيز عليه. وهو ما يضعنا أمام مشكلة: حين يتشتت انتباهنا ي كل مكان، ولا نعرف أين نبحث أو أين علينا أن نقف لنركز.
ما يفعله المصممون هو محاولة جعلك تركز على المكان الذي من المفترض أن تركز عليه. وبالطبع هناك من يفعل ذلك بطريقة سيئة.
نقل المعلومة بالكلمات هي واحدة من الطرق التي نستقبل فيها معلوماتنا، لكننا نستوعب بصريًا بشكل مختلف وأقوى بكثير.
إن تمكنت من عرض مشكلة على أشخاص معينين، فهذا يمنحها جدية أكبر من مجرد إخبارهم بها. ربما لا ندرك مكمن الفرق، لكنه الواقع.
CNN: لماذا هذا الكتاب؟ ولما Bruce Mau؟
شعرت فقط أن هناك ثورة قادمة ستجتاح عالم التصميم، وأن معظم الناس لا يعلمون بأمرها. فالآن أصبح التصميم -من وجهة نظر “بروس” غيره قادرًا على حل بعض المشاكل من حولنا. لقد غدا التصميم بمثابة طريقة تفكير جديدة.
طريقة تفكير يمكن تطبيقها على جميع أنواع المشاكل التي لا نعتقد أن لها علاقة بالتصميم: المشاكل الاجتماعية وصعوبات الحياة على سبيل المثال. الهدف الرئيسي للكتاب هو تصوير طريقة التفكير الجديدة في التصميم على أنها أكثر بكثير من الجماليات.
CNN: وأكثر نفعية منه؟
دعني أؤكد مجددًا: هناك نوعان من التصميم، وأنا لا أنكر أحدهما على حساب الآخر، كل ما أريد قوله هو أن الأشخاص عادةً يفكرون في النوع التقليدي.
والسبب الحقيقي لاعتناقي مذهب “بروس” هو أنه كان السبّاق في إظهار (التصميم كحل للمشاكل) عندما أطلق معرضه (Massive Change).
ففي هذا المعرض، كان يشدد على فكرة أن التصميم لا يقتصر على الجمال، بل يتعداه ليكون حلًا للمشاكل. ونحن لدينا الكثير من المشاكل، والطريقة التي سنتعامل بها مع تلك المشاكل هي عن طريق تصميم الحلول.
وبالفعل، استعرض لنا بروس في معرضه المذكور أمثلة لمحاولات البعض استخدام التصميم في حل المشكلات.
هل يمكن للتصميم أن يغيّر العالم؟ (2/2)