يلازمني منذ أيام شعور أن كل ما أفعله بلا قيمة. ربما أكون نشرت تدوينة أو اثنتين، وعدد نشرة بريدية، لكن.. ماذا بعد؟ أردت الاستسلام وأنا بكامل قواي العقلية. ثم تفقدت صندوق بريدي الوارد، فعثرت على رسالة بعنوان:
Creepy، صحيح؟ وجدت نفسي مدفوعًا لقراءتها حتى آخر كلمة.
لذا، إن كنت تمرّ بمثل ما أمرّ به الآن، فربما عليك قراءة تدوينة اليوم.
اليوم سنتحدث عن الاستسلام
أعلم أن هذا يبدو مبتذلاً حقًا والجميع يقوله. لكن ما أعنيه -من وجهة نظر عملية- هو عدم الاستسلام عندما تصادفك أشياء لعينة. لا أطلب منك ألا تستسلم على الإطلاق، وإنما فقط عندما يتعلق الأمر بالأمور الصغيرة التي ستجعلك تحصل على أشياء أكبر.
على سبيل المثال، إذا كان هناك عثرة في طريقهم لأداء مهمة ما، فإن معظم الناس سيتخلون عن المهمة.. لكن ليس عن الحياة بأسرها. لكن ليس عليك أن تتخلى حتى عن الأشياء الصغيرة.
لنتحدث بشكلٍ عملي. عندما نذكر عدم الاستسلام عندما تسوء الأمور، فإن أصحاب الشركات أو رواد الأعمال منكم يعرفون جيدًا كمّ الأشياء التي تحدث وكيف سيكون من السهل الاستسلام.
سأشارك معكم سريعًا بعض المواقف التي صادفتني، وكيف تعاملت معها وماذا فعلت حيالها.
مَن يعرفونني منكم يعلمون أنني عملت كاتبًا مستقلًا طيلة حياتي. وهو عمل بخطوات ثابتة: تحصل على العميل، ثم تنفّذ مشروعه لتحصل على المال مقابل ذلك.. وهكذا دواليك.
لذا، وصلت إلى مرحلة في حياتي لم أعد راضيًا عمّا أفعله، وكنت بحاجة لفعل شيء مختلف.
لذلك، عوضًا عن تقديم الخدمة لعملائي، قررت تعليمهم وإطلاعهم على كيفية فعلها بأنفسهم. مدفوعًا بأسبابٍ عديدة:
- أولاً، يتيح لي ذلك قدرة أكبر للتوسع دون إرهاقي.
- ثانيًا، سيصبح بمقدوري مساعدة عدد أكبر بكثير من الأشخاص (لأنني سأتمكن من التعليم على مستوى هائل بدلاً من التدريس على المستوى الفردي/الشخصي).
كان هذا ما أرغب في فعله، لذلك بذلت قصارى جهدي من أجله: ألّفت كتابًا جمعت فيه خلاصة تجربتي. وبدلاً من صيد الأسماك للناس، أردت تعليمهم كيفية صيدها بأنفسهم.
علاوة على ذلك: نشرت الكتاب، ثم عقدت ندوة عبر الإنترنت “webinar” حوله، لقد أنشأت قمع مبيعات خصيصًا له (الأمر الذي لو تأملته لوجدته ضربًا من الجنون). كان هذا مختلفًا حقًا عما اعتدت عليه: إذ كنت معتادًا على استقبال طلبات العملاء أو البحث عنهم (أي فقط عملت مع أشخاصٍ محددين). أما الآن فأنا أٌقيم ندوة عبر الانترنت، وأبني مسارًا، وأمتلك كتابًا وكل تلك الأشياء التي كانت جديدة بالنسبة لي.
مع إطلاقي ورشتي الأولى. كان لدي 40 شخصًا ينتظرونني وكنت متحمسًا حقًا.
ثم فشلت!
حماستي بلغت عنان السماء، في حين أن مبيعاتي كانت.. صفرًا!
كنت محطمًا جدًا، ورغبت في التخلي عن فكرة الورشات عبر الإنترنت. “بحق السماء، هذه الورشات عبر الإنترنت لا تُجدي نفعًا!“
لذلك، أخذت استراحة يومين وأديت عملًا مختلفًا؛ علّني استعيد ثقتي بذكائي. ثم عُدت للفكرة قائلًا: حسنًا، لأجرب ذلك ثانيةً. حضر ورشتي الثانية ضعف العدد (80 شخصًا). وكذلك تضاعف حماسي حقًا.
تأملت الإحصائيات لأُصدم للمرة الثانية؛ لا مبيعات. قلت لنفسي ، دانغ ، توقعت بما أن لديّ ضعف العدد هنا فلا بد من تحقيق بعض المبيعات. لكن 80×0 = 0. هذا مُقرف حقًا (لن أقاوم شعوري السيئ).
وعند هذه النقطة، حدّثت نفسي: لن أفعل هذا بعد الآن. هذا هو مضيعة للوقت. لو كنت قد أمضيت وقت العمل على الندوات في خدمتي السابقة، لجنيت عشرات الآلاف.
لماذا قررت الخروج من منطقة راحتي أصلًا؟!
لذلك، أخذت إجازة لمدة أسبوعين لأُجري بعض الأبحاث..
والآن، لنُرح أنفسنا من القراءة، ونشاهد الفيديو التالي، حيث يستعرض الكاتب الأخطاء التي ارتكبها أثناء تسويق كتابه المذكور أعلاه:
أردت حقًا الاستسلام والتخلي عن فكرة الندوات عبر الإنترنت. أعتقد أن الجميع سيشعر بذات اليأس بعد تخصيص كل هذا الوقت والطاقة -ليس مرة واحدة فقط، ولكن مرتين- في أمرٍ لا ينجح.. كيف قد يكون ذلك ممكنًا حتى؟!
يمر أسبوعان
فأقول: حسنًا، سأجرب هذا مرة أخرى. من المؤسف أن أتخلى عن الأمر بعدما بذلت كل ذاك الجهد! ولورشتي (الثالثة)، استعنت بخدمات شركة تسويق بالعمولة، وقد جلبت ليّ الكثير من الزيارات. وربما لم يحضر 100 ضعف عدد الأشخاص الذين حضروا في الورشتين السابقتين، وإنما 6 أضعاف فحسب (480 شخص تقريبًا). وهنا حدثت نفسي: رائع.. يبدو أن المبيعات ستتضاعف 6 مرات.
لكن لحظة! 6×0 لا يزال صفرًا. ومع ذلك، لم أتراجع مٌقنعًا نفسي: لا يهم. سأقدّم الندوة وستكون رائعة.
وبالطبع لم أتفائل كثيرًا (على غرار المرتين السابقتين بالضبط)، فقلت: عسى إن سارت الأمور على ما يُرام، أن أحقق “مبيعة واحدة”.
هل هذه مبيعة واحدة أمّ… ؟!
أتذكر جمودي أمام لوحة الإحصائيات. لقد اعتقدت -وأنا لا أمزح هنا- أن هناك عطلًا ما، إذ حققت -خلال الدقائق العشر الأولى من الندوة- … 100،000$.
نعم، خلال الدقائق العشر الأولى. “مستحيل!”، فكرت، “لو أردت الحصول على هذا القدر من المال كمستقل، لأحتجت إلى شهور من العمل الشاق! ماذا يجري بحق الله؟ لا بدّ أن ثمّة عطلٌ ما”
سأضطر إلى العمل لأشهر للحصول على هذا القدر كمقدم خدمة. فكرت ، ما يجري بحق الجحيم ، شيء ما مكسور بالتأكيد.
هل كل ما قاله لي هؤلاء الناس صحيح الآن؟
أنا في حيرة من أمري ، قبل أن أظن أنهم كذابون وأشخاص فظيعون. والآن أفكر أنهم كانوا قديسين. ماذا يحدث؟ انا مرتبك للغاية.
أرسلت “تسجيل الندوة” إلى جميع الجمهور الذي جلبته شركة التسويق بالعمولة. وبعد أسبوع، حققت مبيعات بقيمة 200,000$. كان ذلك جنونيًا جدًا؛ إذ أنه يماثل ما جنيته خلال العام السابق ككاتب مستقل (علمًا بأنني كنت مجتهدًا جدًا آنذاك)!
إليك الرسالة التي أودّ إيصالها
أردت -حقًا وصدقًا- التخلي عن فكرة الوِرش عبر الإنترنت لأنها لم تُجدي نفعًا في البداية وكان “فشلها” يُثير غضبي جدًا. بذلت كل مواردي لإنجاحها، وأعتقدت أنها ستؤتي ثمارها، لكن ذلك لم يحدث!
يُشبه ذلك التنقيب عن الذهب. تجد البقعة التي يشير مقياس الذهب لوجود الذهب فيها. لذلك، تحفر وتحفر وتحفر. فلا تجد شيئًا. فترغب في الاستسلام.
ثم تعود في اليوم التالي وتحفر قليلاً لأنك متأكد من وجود (الذهب)، تحفر طوال اليوم، وتُستنزف قواك حتى يحلّ الليل وتقول لنفسك: “لا وجود للذهب.لماذا أتكبد عناء الأمر حتى؟”
ثم تأخذ إجازة لمدة أسبوع وتقول لنفسك “سأحأول مُجددًا، وإذا لم أجد ذهبًا، فسأنسى الأمر. أما إذا كان هناك ذهب، فسأُدرك أنه توجب علي العمل بجد ثلاث مرات للعثور عليه”. ثم تحفر وتستمر في الحفر. إلى أن ترى -وأخيرًا- أن هناك ذهبًا أكثر مما كنت تتخيله.
وبالمناسبة، هل مررت بموقف صعب وأردت الاستسلام فحسب؟ لا شكّ في ذلك.
لهذا السبب، أجزم أن قصتي التالية ستنال إعجابك.
لم أكن لأصل لهذه التدوينة الرائعة لولا نشرة Morning Brew
قرأت المقال بالكامل ولكن لم أفهم كيف ل 480 شخصاً أن يجعلوك تربح مائة ألف دولار في العشر دقائق الأولى ؟
ما هو أسم كتابك أنت حتى لم تحاول الترويج له في المقال وهذا أغرب شيء صادفته في حياتي ، حيث أن المقال نفسه يدور حولك وحول خبراتك ووضعها في كتاب ومحاولة نشره وبيعه ، فكيف لا تروج له بذكر أسمه حتى.
فما أسم الكتاب وما سعره لتكسب من خلاله مائة ألف دولار من 480 شخصاً فقط.