لكل منّا ذاك “المفكر” الذي يتابعه للحصول على نصائح حول الحياة، وتصادف أن يكون مُلهمي تيم فيريس Tim Ferriss.
يلهمني فيريس، ولأسباب تتجاوز قدرته المذهلة على تقاضي 43,000$ لكل إعلان في بودكاسته من رعاته (يا له من أسطورة!). يجعلني منهجه في الحياة أرغب في تبني جميع فلسفاته دون أدنى شك؛ أهمها:
قد أُعيد الصياغة قليلاً، فأقول: يمكن لأي شخص من النوع (أ) قضى إجازة مؤخرًا إخبارك أن الأيام القليلة الأولى -في الواقع- مُربكة أكثر من كونها دافعة للاسترخاء؛ ذلك ببساطة لأن الاستقرار ضمن روتين جديد يستغرق وقتًا.
يُعتبر الروتين “مِرساتنا” في الواقع، حيث يمكننا من الحضور بشكل كامل في حياتنا اليومية؛ كونه يوفر الهيكل والدعائم التي بمقدورنا البناء حولها.
أعتقد أن القيمة الحقيقية للروتين أيًّا كان نوعه- أنه يُلغي التخمين من عملية صنع القرار لدينا. وإليك مثالًا (سخيفًا بعض الشيء):
لنفترض أنيّ أستخدم ماكينة لإزالة شعر الوجه، لنرى طريقتين لدمج ذلك ضمن روتيني للعناية الشخصية:
أضعها على مقربةٍ مني، بحيث اتسائل -كل بضعة أيام- عما إذا كان الوقت قد حان.
هل يمكنني رؤية الشعر على وجهي؟ لا أدري، لا أعرف. نوعًا ما?.
هل يجب أن أفعل ذلك اليوم؟ لا أدري، لا أعرف. ممكن?.
متى كانت آخر مرة استخدمتها؟ ومُجددًا: هل حان الوقت؟ آه، أعتقد أنه نما مرة أخرى. ولكن هل نمت الشُعيرات بما يكفي لإزالتها؟ لا أشعر بذلك حقًا. يا إلهي، أبدو بحالة مُزرية اليوم. ربما تساعدني هذه الآلة. أو ربما يزيد الأمر سوءًا. لا أدري، لا أعرف! (سيعمل هذا الهراء المستمر ضمن حلقة مفرغة ⏪ هذا هو عقلك بدون روتين)
الطريقة #2: أُحدد موعدًا لاستخدام ماكينة إزالة الشعر -بشكل روتيني- كل يوم أحد بإيقاع محدد مسبقًا. ولا أفكّر في الأمر لبقية أيام الأسبوع.
لاحظ مقدار إنحسار الإجهاد الناتج عن اتخاذ القرار في الخيار الثاني؟
في حين أن هذا المثال مثير للسخرية، إلا أنه نموذج مصغر يشرح كيف أن جميع القرارات الصغيرة التي نواجهها في حياتنا اليومية يمكن أن تستهلك الوقت والطاقة والتفكير من يومنا شئنا أم أبينا. وعلى نطاق واسع، فالإجهاد يتراكم.
هل أعتقد أنك بحاجة إلى الالتزام بمخطط الأعمال الروتينية -مستخدمًا مايكروسوفت إكسل- لمواكبة نمو شعرك الذي لا هوادة فيه؟ بالطبع لا، سيكون هذا جنونًا، وأنا بالتأكيد لا أفعل ذلك.
ولكن بالنسبة للأمور الكبيرة في حياتك -الأشياء المهمة حقًا- فإن تركها للصدفة غير منطقي.
هل القلق بشأن وضعك المالي مهم؟
حسنًا، إذا لم يكن الأمر واضحًا، فطبّق ذات حلقة إزالة شعر الوجه “السخيفة” على شيء فظيع ومتلاحق كرفاهيتك المالية.
“هل يجب علي وضع الميزانية اليوم؟ لا أدري، لا أعرف. متى كانت آخر مرة حدّدتها؟ لا أستطيع التذكر”.
“ربما ينبغي علي تحويل بعض المال إلى حساب التوفير، لكن هل لدي ما يكفي؟ لا أدري، لا أعرف.”
تلك بالضبط الفوضى غير المنظمة التي تولد القلق بشأن وضعك المالي.
بالطبع ستشعر بالقلق وعدم التقيّد بشأن أموالك – لا يوجد أي هيكل على الإطلاق يضمن شعورك بخلاف ذلك!
في كثير من النواحي، الروتين مجرد طريقة تضفي طابعًا رسميًا على عملية صنع القرار حتى لا تضطر إلى اتخاذ القرارات بعد الآن. انشرهاكيف يمكنك تخفيف القلق بشأن وضعك المالي؟
يُخفف روتين المال من إجهاد القرار (Decision Fatigue) والحلقة المستمرة لسؤال “ماذا يجب أن أفعل؟”
وعلى الرغم من أنني لست من أنصار مقولة، “ضع حياتك المالية على وضع الطيار الآلي!” مثل راميت سيثي، أعتقد أن هناك شيئًا يمكن قوله عن وجود نظام.
إنه مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية (لكن ماليًا)؛ من المحتمل أنك لن تستشعر السمنة والكسل إذا كنت تقضي 30 دقيقة في التمرين كل صباح، أليس كذلك؟ إذًا، من غير المرجح أن تشعر بأنك منجذب شعوريًا بسبب قلة انتباهك لشيء ما إذا كان لديك روتين.
روتين الإنفاق يعمل بنفس الطريقة.
روتيني بسيط إلى حد ما، ويتألف من مهام يومية وأسبوعية وشهرية. نتيجة لذلك، أفكر في أموالي بطريقة محددة مسبقًا (وفي وقت محدد مسبقًا)؛ بهذه الطريقة، لست مُضطرةً للتفكير في الأمر على الإطلاق.
إنه مثل وضع شاشة صغيرة لطيفة وأنيقة للتحكم في مخاوفك المالية:
? ستلقي كل نهاية أسبوع -ولمدة 20 دقيقة- نظرة خاطفة على حسابك الجاري وكشوف بطاقتك الائتمانية وتحدد ما إذا كان بإمكانك نقل المزيد من الأموال إلى حساباتك الاستثمارية.
? وفي أول يوم من كل شهر، ستسجل إجمالي إنفاقك واستثمارك للشهر السابق وتتحقق من تقدمك.
نوافذ أنيقة -ومحددة مسبقًا بنتائج محددة- تحدث في فاصل زمني منتظم، لذلك لا يمكنك أبدًا أن تتساءل بقلق عما إذا كنت على الطريق الصحيح أم لا.
في النهاية ، يكمن السرّ في السيطرة. من خلال الالتزام بالروتين، فإنك “تُحكِم” التحكّم?. والتحكم في أي موقف هو أفضل ترياق للقلق [خاصة عندما يتعلق الأمر بالمال].
هناك أشياء كثيرة في الحياة لا نملك أي سيطرة عليها، ومن المفهوم لماذا قد نشعر بالقلق حيالها. لكن لا ينبغي أن يكون المال أحدها.
المصدر: Money with Katie