يؤكد الروائي الشهير إرنست همنغواي Ernest Hemingway -في العديد من قصصه عن الصيد- أن أولئك الذين استمتعوا بقتل الحيوانات كانوا على الأرجح قادرين على قتل البشر لو أُتيحت لهم الفرصة.
هذا ما حاول المخرج (كارلوس ساورا Carlos Saura) تأكيده في فيلمه The Hunt (أو La Caza بالإسبانية).
قصة فيلم The Hunt باختصار
ثلاثة ممن حاربوا مع الفاشيين خلال الحرب الأهلية الإسبانية. يجتمعون -بعد أن أصبحوا في خريف العمر- لاصطياد الأرانب (في نفس الريف الصخري الذي حاصروا فيه الموالين للثورة).
إن كنت تكره الأفلام بطيئة الوتيرة، فأنصحك بعدم مشاهدة الفيلم! إذ يتعمّد المخرج نقل طقوس وملل الصيد بأفظع طريقة؛ حيث اللقطات المقربة “Close-ups” لاختبار مزاليج البنادق، وحشوها بالأعيرة النارية المختلفة!
على الطرف الآخر، حرص ” ساورا ” على إبراز البَاحُورَاء التي عاناها أولئك المحاربين، حيث التعرّق، ونفاد الصبر، والعنف اللفظي. فسرعان ما تذكرت بطل رواية الغريب لألبير كامو (ميرسلوت)، الذي قتل متذرعًا بأن “سكين” الضحية عكست أشعة الشمس الحارقة!
وبالفعل، بعد بطء البدايات، تلاحقت مشاهد مطاردة الأرانب وقتلها.
ورغم أن الفيلم يبدأ مع (إخلاء المسؤولية) التالي..
لكن الوحشية التي قُتلت بها الأرانب تقشعر لها الأبدان حقًا. وفجأة يظهر المشهد الذي سيبقى في ذاكرتي.. ربما للأبد:
مع شمس في كبد السماء، يستفز بعض الصيادون بعضهم. لتبدأ المشاعر التي تجنّبوها مطولًا -الخوف من الشيخوخة، والاعتراف بالفشل، والغيرة من نجاحات الآخرين- في الظهور على السطح.
وإن كان صيد الأرانب مبررًا، لكن الأمور تنفلت ليُقدم أحدهم على قتل حيوان (ابن عرس) ويُبرر لنفسه:
في المشهد الصادم الأخير يقتلون بعضهم بدم بارد (كإشارة إلى مذبحة الحرب الأهلية التي لا طائل من ورائها).
إن حس السرعة الذي يتمتع به المخرج كارلوس ساورا هو المسؤول -إلى حدٍ كبير- عن زيادة التوتر في الفيلم الذي يتظاهر، حتى النهاية تقريبًا، بأنه مجرد توثيق ليومٍ اعتيادي.
استمتعت بمراجعتي للفيلم؟ إليك مراجعة أخرى إذًا: Cheap Thrills 2013 – ما لا يقتلك … يجعلك أسوء!