نستكمل في هذه التدوينة ما بدأناه من مقابلة مجلة The entrepreneur مع صاحب شركة “Asana” ريادي الأعمال (جاستن روزنشتاين / Justin Rosenstein).
ما هي أولى أفكارك التجارية؟
عندما كنت مراهقًا، قمت ببناء منتدى اسميته (The Road Less Traveled – الطريق الأقل سفرًا)، كان أشبه بمجموعة لمناقشة الفلسفة.
ما هي أول وظيفة تعلمت منها شيئًا مهمًا؟
كان أول عمل ليّ بعد الكلية في شركة غوغل، وهي شركة رائعة، لكن حين تكون معتادًا على البرمجة وحدك، ثم تعمل ضمن فريق .. فستشعر بالإحباط وخيبة الأمل.
حين تعمل في شركة كبيرة، ينتهي بك الأمر بقضاء نسبة أقل من وقتك في إبداع وصنع الأشياء، بينما يضيع معظم الوقت في الحديث عنها .. دون إنجاز الكثير.
في البداية، وحين كنت أقضي جُلّ وقتي في تنسيق الاجتماعات، ظننت أنني أعمل بشكل خاطئ، لكن مع الوقت تبيّن ليّ أن ذاك هو “العمل” وهو “ما يفعله الناس كل يوم”، وهذا ما أدى لظهور “Asana” كحل لمشاكلنا ولتسهيل تعاون فرق العمل معًا.
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها؟
استخدم “نحن” بدلًا من “أنا”.
عندما بدأت العمل، وجدت أنه من المغري الحديث عن “منتجي”،”خطتي”. وهو ما كان مُحبطًا للفريق. كما أنه مصطلح غير دقيق!
التبديل من صيغة (أنا) إلى (نحن) هو أكثر أمانةً وإلهامًا.
لم يكن هذا مجرد تغيير في لغة الخطاب، بل بداية لتغيير كامل في سلوكي وتركيز أكبر على العمل الجماعي.
وما هي أسوء نصيحة تلقيتها؟
عندما كنت طالبًا جامعيًا، وكان هناك مسار تعليمي خاص بعلوم الكمبيوتر ومن المفترض بنا دراسته، وبما أنني كبرت وأنا أمبرمج، فقد كنت أعرف بعض المعلومات لكن كان هناك قصور في كثير من الأمور الأساسية. لذا فقد بدأت في تلقيّ دروس مخصصة لطلبة الدكتوراه، وفي يوم من الأيام أخذني البروفيسور جانبًا وقال: ربما تكون قد أبليت حسنًا في هذه الدروس، لكنك في النهاية ستندم؟
لقد أخذت كلامه على محمل الجدّ. إلى أن أدركت في نهاية المطاف أن العيش وفق قوانين الآخرين يقيّد حياتنا. وفكرت في الناس الذين أحبهم: لقد صنعوا طريقهم الخاص.
ما هي نصيحتك لزيادة الإنتاجية؟
ما يحضرني الآن هو: التغلب على التسويف.
لا أنكر أنني أسوّف أحيانًا، والحل الذي وجدته يتمثل في تحديد مصدر الانزعاج (الذي يقودنا للتسويف) ومواجهته. السبب الذي يدفعني لتأجيل مهمة ما، هو وجود أمر غير مريح، لكن حين أسلّط الضوء عليه، سأكتشف قدرتي على التعامل معه.
هل هناك تطبيق/أداة تستخدمها لإنجاز الأمور والإبقاء على المسار الصحيح لحياتك؟
نصيحتي لكل شخص أن يكون لديه مكان واحد يحتفظ فيه بكل تفصيل لكل مشروع في حياته. الهدوء الذي يأتي من عدم الاضطرار للاحتفاظ بـ”قائمة التشغيل؟” في ذهنك لكل تلك الأمور التي عليك إنجازها وأن كل شيء في مكان واحد منظم هو أمر بالغ الأهمية.
ماذا يعني لك التوازن بين العمل والحياة؟
يعتقد أغلبنا أن التوازن بين الحياة والعمل يعني الحصول على أقصى إنتاجية في العمل وتحقيق أقصى متعة في الحياة. وهذا الأمر مستحيل!
بالنسبة لي، يتمثل التوازن بين الحياة والعمل في الوصول إلى النقطة الرائعة التي تستطيع فيها رفع إنتاجيتك مع رفع قدرتك على عيش حياتك.
كيف تتجنب الإرهاق؟
عن طريق استمداد الإلهام من المهمة ذاتها.
هناك الكثير من الأمور التي ينتظرها العالم منك لكنها غير ممتعة. إذا كنت تؤمن بالغاية مما تقوم به، فحتى في الأوقات التي تشعر فيها بأن الأمور لا تسير بسلاسة، حين تضع تلك الغاية نصب عينيك ستتمكن من إنجازها.
ماذا هي استراتيجيتك للحصول على الإلهام حين يُعاندك الإبداع؟
الذهاب في نزهة، والتأمل.
قد تشعر بأن التأمل هو نوع من أنواع المماطلة، لكنني أعرف الآن أنه ليس كذلك.
الاستراتيجية الأخرى هي بمناقشة الفكرة مع صديق، حين تشعر بأن عقلك لا يُسعفك بفكرة جديدة، سيكون من المفيد أن تبحث عن شخص شغوف بما أنت شغوف به وتتبادل الأفكار معه.
ما الذي تتعلمه الآن؟
الصبر ورباطة الجأش.
عندما تعمل على أمر يُشعرك بالشغف، فمن الطبيعي أن تشعر بالتوتر. لكن وكما هو معلوم، فإن الوقت والجهد الذي تقضيهما في القلق والتوتر يمكن قضاءهما في التفكير بحلّ للمشاكل.
والآن، جاء دورك أخي القارئ:
شاركنا الدروس التي استفدتها من هذه المقابلة. ننتظرك في التعليقات ^_^
جاستن روزنشتاين: هذا مفهومي عن التوازن بين الحياة والعمل