لم أدوّن أمس، نظرًا لانشغالي بزيارة عائلية. والتي للأسف، لم أكن مسرورًا بها البتّة.
فبعد أن تناولنا الإفطار، وذهبنا لصلاة التروايح وعُدنا، توزع أفراد الأسرة على الأرائك متقابلين، وكاد الجو أن يكون مثاليًا لجلسة عائلية مما يحلم بها المرء، لولا أن الجميع انشغل بهاتفه!
لم أكن يومًا ضد التكنولوجيا، ولا شبكات التواصل الاجتماعي، لكنني ضدّ ما حدث بالأمس؛ فما الغاية من اجتماعنا -يا قوم- إن كنّا سنجلس صامتين هكذا؟
لماذا أتكبد مشقة ركوب المواصلات على ندرتها، في يومٍ حار يُشبه أيام آب اللهّاب، وأُحرم لذّة الاختلاء بنفسي في منزلي، لأجلس كالصنم هكذا؟
في الواقع، كلما نشر (المهيري) تدوينة يتحدث فيها عن الهواتف المحمولة القديمة -حيث لا Wi-fi ولا غيرها- شعرت بالحنين لتلك الأيام.
أحيانًا، ألوم نفسي لأنني لا أختلق الأحاديث مع مَن حولي، لكن ماذا أفعل إن كنت شخصًا مستمعًا بطبعي؟ وماذا سيغيّر حديثي من هذا العالم إن كنت أفكر –بين الفينة والأخرى– في مغادرة هذا العالم للأبد؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت من يفرض على الآخرين وضع هواتفهم بعيداً ورأيت من يضع الهواتف فوق بعضها البعض في مطعم وأول من يلمس هاتفه سيتحمل تكلفة الطعام، معك حق فيما تقول، لم يتكبد المرء العناء إن كان الكل سينشغل بالهاتف؟ أحياناً لا أجد حيلة إلا أن أنشغل معهم بما في هواتفهم وأسألهم عما يفعلونه مع كراهيتي لفعل ذلك، لكن على الأقل أجد من أتحدث له.
أسأل الله أن يبارك في وقتك أخي الكريم 😄
وعليكم سلام الله ورحماته الأبدية،
تبدو حيلة الانشغال معهم وبهواتفهم طريفة بعض الشيء، ربما أجرّبها
بارك الله في وقتك يا صديقي