عنوان تقليدي؟ حسنًا!
لا يخفى على أحد مقدار الغضب الذي يتفجر قبل الإفطار، فأصوات المتشاجرين في المواصلات العامة والأسواق بات علامة فارقة في بلاد المسلمين.
وعن نفسي، كنت من هؤلاء: يُثير غضبي موقف سخيف، فأحاول ابتلاع الكلمة الجارحة، إن تمكنت من ذلك.. فبها ونعمت. وإلا، تلفظت بما لا يجوز ذكره. لكن في رمضان 2021، كان الموقف مختلفًا.
صلاة التراويح يرحمكم الله
بعد أن أفتقدنا صلاة التراويح خلال عام الجائحة، عاد الشوق لقلوبنا أضعافًا في رمضان الحالي.
وفي أول يوم من رمضان -وتلك قصة نسيت أن أرويها- تأملت جموع المصلين المتباعدين (احترازًا)، وتلمست سجّاد المسجد الدافئ (لا أعلم السرّ!) بقدمين حافيتين. أدركت أن نعمة بسيطة كهذه، كُنا محرومين منها، تزن الدنيا ومتاعها كُله. هذا بعد الإفطار، فماذا عمّا قبله؟
نعود هنا للحديث عن معنى الصوم الذي نعرفه جميعًا، الامتناع عن شهوات الجسد حتى أجلٍ مسمى.
الآن، لنتصور أن كلمة “غير” سبقت “مسمى”! وقبل أن تقول:
ذاك مستحيل!!
تذكر جميع ما مررنا به من حظر وتباعد إجتماعي ومآسي خلال العام الماضي، ألم يكن ضربًا من المستحيل في أذهاننا أيضًا؟ ومع ذلك حدث بالفعل!
والآن، ما ((الكارثة)) التي قد تصيب أحدنا -والتي تستحق الغضب فعلًا- في حال حُرم من الأكل والشرب لأجلٍ غير مسمى؟
باعتقادي، لا وجود لها.
فلِما الغضب إذًا؟