واحدة من مُتع الحياة بالنسبة ليّ، هي اكتشاف روابط بين تدوينات الزملاء والزميلات، خاصةً إن جاءت في أوقاتٍ متقاربة. تعود رفيقة القمر “نوار طه” لساحة التدوين بعد انقطاع دام شهورًا، جاء انقطاعها عن التدوين لتتصل مع ذاتها، فتعيد اكتشافها وتُصلح عيوبها وتستكشف خباياها ومجاهيلها. وقبل أيام نشرت هالورينا تدوينتها رسالة إلى / كل من أثقل قلبه هم:
ظاهريًا، لا يوجد رابط بين التدوينتين، صحيح؟ لكنني وجدته، وهذا ما يفسّر وجود المصباح المضيء فوق رأسي!
تبدأ رحلة اكتشاف الذات، برأيي الشخصي المتواضع للغاية، من السماح لأنفسنا بالشعور.
لم أقصد هذا بالطبع!?
اسمح لنفسك بالشعور
كم مرة تعرضت لموقف مؤلم، وما إن بدأت “تتألم” حتى ظهر في رأسك صوت يقول: (أنت قوي.. فلا تُشمّت خصومك بك.. هيّا.. تجاوز ألمك فورًا!)؟ حينها، ستكتم هذا الشعور داخلك، وتعتبره شعورًا دخيلًا.
لكن هل هذه حقيقة؟ بالطبع لا..
يتجلى الأمر في الضدّ أيضًا، حين تضحك من أعماق قلبك.. تُخرِس الضحكة فجأة.. ثم تقول: (الله يرزقنا خير هالضحك) وكأن الضحك بليّة!
اكتشاف الذات يبدأ هنا
بأن تتقبّل حقيقتك كإنسان يشعر، فتبكي حين تتألم (حتى لو كنت في شارع عام)، وتضحك حين تتذكر طرفة (حتى لو كنت في عزاء).
حسنًا! تبدو العبارة الأخيرة متطرفة بعض الشيء، أعلم أنك تفعلها من تلقاء نفسك -خاصةً إن كنت بصحبة أصدقاءك- لكن هذا لا يعني أن أشجّعك على الأمر.
على العموم، الفكرة وصلت. أليس كذلك؟
ذو صلة
شاهدت البارحة فيديو للفنّان بوب روس (Bob Ross) -رحمه الله- وهو يعلّم الرسم.
الرجل لا يتوقف عن الكلام! وتجده يُكرر -بين الفينة والأخرى- عبارة لمست قلبي:
Let’s have some fun – لنحظى ببعض المرح
الفيديو بلا موسيقى خلفية، فقط صوت “بوب”. ولصوته تأثير منوّم.
استمتعت.. غمرني الاستمتاع إن شئنا الدقة.. قبل أن يظهر ذاك الصوت: طارق، كيف تستمتع بوقتك وهناك عشرات المهام المتراكمة تنتظرك؟
في السابق، كنت لأوقف مقطع الفيديو مع إحساسٍ بالذنب، فأنهض لاستكمال تلك المهام المتراكمة. غير أنني تجاهلت الصوت -ومصدره- وأكملت المقطع “القصير”
وبالحديث عن (مصدر الصوت). هل تعلم -عزيزي القارئ- أنه ليس أنت؟
غالبًا ما تكون الأصوات داخلنا انعكاسًا لصوت أحد المُربيّن: كالأب – الأم – الخالة – العم وغيرهم.
نحن نُحب ذواتنا، ويستحيل أن تصدر عنّا -بحق أنفسنا- عباراتٍ سلبية أو تقريعية.. إطلاقًا. وجب التنويه والتنبيه والتحذير أيضًا.
ليس وهمًا.. هو خيال
أتحفتنا المدونة اللطيفة مها البشر بما أسمتها رحلات وهمية استجمامية.
سابقًا، كنت أتعامل مع (محاولة رسم لوحة خيالية) كهذه بنوعٍ من الاستخفاف. ربما كانت (مها) قادرة على زيارة إحدى هذه الأمكنة. لكن أنا؟ محدثكم لا يملك ثمن تذكرة رحلة داخلية.
لحظة! ألم نتفق على ألّا نشكو يا طارق؟
بلى!?
المهم، انغمست في تلك الصور، وتخيلت نفسي جالسًا على ذاك الكُرسي، أتناول الطعام في الطبق الذي أُغرمت به
هذه ليست رحلاتٍ وهمية، حتى وإن لم نتمكن يومًا من خوض غمارها. من حقنا أن “نتخيل” ونحلم، مَن يعلم؟ ربما تأتي ترتيبات الله لحياتنا متوافقة مع أحلامنا.?
نهاركم سعيد أعزائي