حاولت قدر المستطاع أن أختار عنوانًا آخر، فإجابتي لن تكون غير كاملة فحسب، بل لن تتجاوز بضعة سطور غير وافية. وما اختياري لما بين القوسين إلا محاولة للابتعاد عن شُبهة الكليك بيت (click-bait).
يشغلني سؤال منذ زمن: إن كنت أحاول التسويق لصناعة المحتوى كمصدر دخل ثابت وقوي، فلماذا تُفلت منيّ بضعة تدوينات أتحدث فيها عن سوء الأوضاع المالية؟
لم يكن هذا السؤال مؤلمًا إلى أن عُرض عليّ تقديم دورة في صناعة المحتوى والربح من الكتابة، لأنني -منذ زمن- أرغب في هذا، وأظنكم تذكرون تدوينة ☢️ماذا سيحدث بعد 2020؟☢️ والتي تراجعت عن تقديم الكتاب الموعد عبرها بعد فترة وجيزة. لكن حين يُطرح خيار أن أقدّم دورة -ربما يشاهدها المئات- وما يقتضيه ذلك من وضعي تحت دائرة الضوء، فهنا يغدو الكلام مختلفًا. باختصار، سأطعن -من خلال يومياتي البائسة- في مصداقية الدورة ككل. وهو ما يدفعني لتأجيل قرار البدء في العمل عليها. هذا عدا عن كون التفكير فيها يؤرقني (حرفيًا!).
كيّ لا أُطيل عليكم، كنت أفكر في هذه المسألة أثناء تحضيري لكوبٍ من الشاي*، فخطر في ذهني الانتقادات التي وجهها الآخرون لشخص النبي الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه)، ومن ضمنها:
لو كان نبيًا مُرسلًا من الله، لما تعرضّ لهزيمة في معركة أُحد وغيرها.
حادثة الإفك.
وغيرها من الأخبار التي تؤكد بشريّة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم. وما قاله هو عن نفسه: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا}.
فسألت نفسي: هل اساءت هذه الأخبار إلى نظرتنا لنبينا؟ هل منعتنا عن اتخاذه قدوة أو منع المستشرقين المنصفين من اعتباره رجلًا عظيمًا؟
أظن أنه لو علم كُتاب التاريخ الإسلامي أن ذلك سيكون مسيئًا، لما دوّنوه ونقلوه إلينا، أليس كذلك؟ وقبل ذلك، لما كنا نقرأ آيات عتاب رب العالمين لنبيّه الكريم في بعض المواقف.
خلصت بعد هذا الحوار مع نفسي إلى نتيجة مفادها:
إن كان هذا حال سيرة خير الخلق، فلماذا نهرب نحن -أسوء الخلق- من الاعتراف بأخطائنا وهفواتنا في يومياتنا مخافة ألّا يتعلم الآخرون منّا؟
الانتحار.. مرة أخرى
لا يُمكنني منع نفسي من الإعجاب بتدوينات هادي الأحمد، وهو من القلائل الذين يدفعونني لقراءة نتاجهم أكثر من مرة. وبما أنه أغرقني بلُطفه في آخر تدويناته لاستشهاده بتدوينتي الأخيرة، شعرت أنني مُلزم لتوضيح وجهة نظري نحو الانتحار. [هدف إضافي: أرغب بأن يُشاركني الطبيب فرزت رأيًا متخصصًا بناءً على كلمات عفوية، عوضًا عن جلسة قد لا أتمكن فيها من الحديث بأريحية]
لا يمكنني الجزم فيما إن كان خيار الانتحار بالنسبة ليّ هو هروب أم مواجهة مُبكرة للقدر! هروب ممَّن/من ماذا؟ كأي ابن بكر، أحظى بعلاقة مشوشة مع والدي، فأنا أتمنى لو يُزاح عن طريقي من جهة، لكنني لا أتوقف عن إظهار حبيّ له في أكثر من مناسبة.
1)) وضع اسمه على غلاف روايتي الأولى:
2)) إهداء روايتي الثانية إليه وحده:
وللتخلص من هذه الحيرة، وجدت في الانتحار نهاية ملائمة.
على صعيدٍ آخر، الإنسان يبحث عن المعنى (هذا ما يقوله فيكتور إيميل فرانكل)، أليس كذلك؟
لكن -وكما ذكرت عدّة مرات- لم أعد أجد معنى للحياة يستهويني، أحاول إقناع نفسي أن (الظهور) سيأتي لاحقًا، لكن هذا لا يُجدي نفعًا. ماذا عن (ترك آثر وبصمة في نفوس الأجيال القادمة)؟ وأيضًا هذا لم يعد يعنيني.
فما هو المعنى الذي سيمنح حياتي معنى؟ افتقادي للإجابة يدفعني للتفكير في الانتحار.
آه.. لحظة، ماذا عن (عيش الحياة بطولها وعرضها طالما لم تعد تعنيك)؟ سؤال جيد، إجابتي تتلخص في كلمتين: ما الفائدة؟ أي.. لنفترض أنني حققت جميع ما أحلم به: زُرت -بل عِشت في- اسبانيا، حصلت على دخلٍ سلبي يكفيني مدى الحياة، مارست الألعاب الإلكترونية بجميع أنواعها وبغضّ النظر عن المواصفات اللازمة لتشغيلها. حققت أعلى درجات المجد والشهرة التي قد يحلم بها أي شخص، فبِما سيعود عليّ ذلك؟ لا شيء!
[بالمناسبة، يُدرك كل من قرأ روايتي “سياحة إجبارية” أنّي طرحت وجهة نظري هذه وبالتفصيل]
الجانب الإيجابي
لن أُقدم على هذه الخطوة إلا بعد التأكد من أنني لست مُصابًا بالاكتئاب، وهذا يعني انتظار شهرين أو ثلاث ريثما أتمكن من زيارة طبيب نفسي في سوريا، لأن أجور الأطباء النفسيين هنا ينطبق عليها الطرفة القائلة: (لو كنت أملك أجر المعاينة والعلاج لديك سيدي الطبيب، لما أُصبت بالاكتئاب أصلًا!).
بالمناسبة، من الأمور اللطيفة التي لاحظتها في كيورا، ظهور الرسالة التالية أسفل الاسئلة التي تندرج تحت مفهوم (إيذاء النفس).
ونعم، اتصلت بالرقم الموجود أدناه، ولم يردّ احد!
===
* هنيئًا لك التزامك بالتقليل من المنبهات، وإن عنى ذلك أن اسم المدونة لم يعد ملائمًا!