صُدمت حين قرأت في النبذة التعريفية عنيّ على يومي الجملة التالية: أحد الأشخاص القلائل في العالم ممن لم يفكروا في الإنتحار يوماً..بفضل الكتابة!
والحقيقة أن الكتابة بحدّ ذاتها هي ما يدفعني للتفكير في الانتحار!
بصراحة، لاأعلم عواقب نشر هذا النوع من التدوينات على مستقبلي المهني، لكن حين أفكر في الأمر، أجد أنني أنشر في مدونتي الشخصية، والتي يُفترض بها أن تُعبّر عنيّ، أن تضمّ أصدقائي، والأهم من ذلك: أن تضمّ مذكراتي الشخصية في حال قررت ذات يوم الانتحار (من حقّ العالم أن يعرف السبب وراء ذاك القرار).
عن الانتصارات الصغيرة
واحدة من القيم التي أؤمن بها، هي أن النجاح لا يجلب السعادة، ولا المال أيضًا، لا أعلم إن كانت العلاقات تفعل ذلك فأنا لم أختبرها، لم يكن لديّ صديق، ولا أسعى لامتلاك واحد.
دعوني أركزّ على النجاح،
فزت في عدة مسابقات للكتابة، وحققت روايتي الأولى بعض المبيعات، يؤمن البعض بيّ ككاتب (كصاحب المنصة الذي طلب منيّ تقديم دورة في كتابة المحتوى) وكمترجم (كصاحب دار النشر الذي تعاقد معي على ترجمة كتاب في ريادة الأعمال) وكمدّون (كصاحب الرسالة التالية على كيورا)
لم يجلب ليّ أي من هذا مقدار ذرّة من السعادة.. أو البهجة حتى.
أشعر كما لو كان جزء منيّ قد توفي منذ زمنٍ أجهله.
أثناء كتابة هذه الكلمات أفكر في رأي بعض المدونين، لن أزجّ أسمائهم هنا، فلم أعد أهتم بالشهرة كما كنت في السابق.
وحتى إن قمت بالإشارة إليهم، فربما يهتم بعضهم ولا يهتم آخرون، لكن ماذا سيمثّل ليّ اهتمام الفئة الأولى؟ ماذا ستعني كلمات المواساة آنذاك؟ بالأحرى، هل أحتاج لمواساة حين يتعلق الأمر بعقبات عادية في حياة مُرفهة نوعًا ما؟
أفكر في الموت كثيرًا خلال الآونة الأخيرة، لا أقصد الانتحار كأحد الطرق إليه، بل الموت كمفهوم: لماذا نخشى منه؟ لماذا نهتمّ فيما إن كنا سنغادر هذه الحياة الآن أو بعد 10 سنوات؟ ما قيمة إنجازاتنا في حضرة الموت؟
لا أريد أن تتحول التدوينة إلى مجموعة مُختارة من الخواطر الشخصية، لذا سأوقف سيل الاسئلة هنا.
بالمناسبة، هل يتحدث الراغب بالانتحار عنه كثيرًا كما أفعل؟
وصلني منذ بضعة ساعات ردّ سيء من خوادم الجيميل بخصوص الرواية التي صدّعت راس الجميع بها.
هذا يعني أنني خرجت من المنافسة تلقائيًا، فأنا لم أخرق شرط عدد الكلمات فحسب، بل وأرسلت المشاركة بعد إنتهاء المهلة المحددة. هذا ما يدفعني للتساؤل: هل أفنيت شهرًا من عُمري لأجل لا شيء؟!
لا يمكنني وصف سوء الظروف التي مررت بها خلال الشهر الماضي، يكفي القول أنني تفرغت لها، وكدت أخسر عملي الثابت مع منصة زِد كمدير للمحتوى، ولم أذكر بعد الضغط النفسي الذي عشته والذي انعكس على جميع أفراد أسرتي (بمن فيهم أطفالي).
على أي حال، لجأت للخطة (ب): نشر الرواية على منصة رقيم.
ولأكون صادقًا، لم أشعر من داخلي بأن ذلك سيُعوضني عن خسارة الفرصة الثانية للنشر الورقي (الفرصة الأولى كانت قبل نحو 9 أشهر، مع مسابقة رقيم الكبرى للرواية).
لكن عمّا أبحث من خلال هذه الفرصة أصلًا؟ أقصد.. لنفترض أنني فُزت، وتمّ نشر الرواية وتوزيعها، بل ونالت شُهرة عالمية (أمرٌ مستبعد بالطبع، لكنها مجرد فرضية)، هل سأصل إلى ما وصلت إليه جيه. كيه. رولينج، الكاتبة الإنجليزية فائقة الشهرة، ومخترعة عالم هاري بوتر، والتي أقدمتْ على نشر رواية باسم مستعار!
أشك في ذلك! فلم يعد الإحساس بتلك اللذة البكر يعنيني. ومَن يعلم؟ ربما يتغير موقفي إن أصبحت مكانها في يومٍ من الأيام.
رحلة البحث عن راحة البال
حذفت تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي من جهازي منذ بضعة أيام تقريبًا، تحديدًا بعد قرائتي تدوينة هادي الأحمد، لم يكن الفيسبوك يشغلني، فأنا منذ سنة تقريبًا لا أُتابع سوى الصفحات المتعلقة بالمسابقات الأدبية – صفحة كيورا العربية – صفحات العمل الحرّ وأخرى متعلقة بكتابة السيناريو والقصة القصيرة… فقط.
لكن منذ حذفته، وأنا مجنون بفكرة أن تصلني رسالة ما، شخص يُخبرني أنني مرئي، لا أعلم الكيفية: هل سيُرضيني مثلًا أن أتلقى رسالة يقول صاحبها أنني مصدر إلهام بالنسبة له؟ أم تُراها رسالة دعم من أحدهم على موقع KO-FI يقول صاحبها أنها يؤمن بموهبتي ويريد منيّ أن أتفرغ للكتابة؟
هذه أول مرة أضع تساؤلاتي تلك على طاولة النقاش، وعلى مرأى من الجميع. وهذا يُريحني بعض الشيء.
للتاريخ: كُتبت فقرات هذه التدوينة بشكلٍ عشوائي، أشبه بإكمال أُحجية Puzzle (جملة كل مرة).
أتصفح الفهرست عشرات المرات كل يوم، باحثًا عن تدوينة يُشار فيها إليّ (رغم أن نظام ووردبريس سيفعل ذلك من تلقاء نفسه أصلًا!). المشكلة أنني أعلم تمامًا باستحالة ذلك، كوني لا أقدّم شيئًا مفيدًا. خطر لي هذا الخاطر بعد قراءة تدوينة الروابط الأخيرة للعرّاب عبدالله المهيري. وتحديدًا تعقيبه:
كيف حل الحب محل الدين؟ مدخل إلى فهم كيف تغيرت معادلة «الإله هو الحب» إلى «الحب هو الإله»، كل موضوع في هذه المدونة يستحق القراءة.
شاهدت ?️
بعد الضجة التي أثارتها إعادة عرض مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، قررت مشاهدته. وكعادة عقلي الذي لا يهدئ، نغصّ عليّ الأخير المشاهدة بتذكيري بمهامي، خاصةً أنني اخترت ساعات الفجر الأولى (والمنزل هادئ) وقتًا مثاليًا للمشاهدة. لذا كان من السهل أن أشعر طيلة الوقت أنني أضيّع مستقبلي أسرتي لتحقيق متعة شخصية.
في النهاية، لم أُشاهد سوى 4 حلقات.
انتبهت خوارزمية اليوتيوب إلى هذا الاهتمام، فأقترح عليّ الموقع اللقاء الأخير مع الفنان نور الشريف، والذي عبّر فيه عن سعادته بالمشاركة في فيلمه الأخير (بتوقيت القاهرة)، قال أن فكرة الفيلم جذبته. أليس هذا مشوقًا؟
هو كذلك حتى تشاهد الفيلم بنفسك: قصة تقليدية وأداء عادي من جميع الممثلين، آمنت أنني قادر على كتابة ما هو أفضل من ذلك بكثير. هذا بالطبع بعد أن أنهي إنجاز القائمة غير المنتهية من المقالات التي حصلت عليها عبر تطبيق Refind (الكتابة مرة أخرى!)
لقد تحوّلت الكتابة في الفترة الأخيرة إلى قاتل متسلسل يسعى خلفي، عشرات المشاريع والأفكار التي يمتلئ بها Trello (كما تحدّث فرزت تمامًا!)، أهرب منها عبر النوم.
بتّ أنام كثيرًا، أشكّ -بل أتمنى- أنني مُصاب بمرض يدفعني للنوم لأكثر من 14 ساعة يوميًا، المهم ألّا يكون كسلًا.
تريلو، مقبرة الأفكار الحيّة!
تعليقك المختصر مُثير للفضول فعلًا، هل أنت على ما يُرام؟ 😧