من أنا؟
أصعب سؤال يمكن أن يجيبه الشخص عن نفسه، ولكن وبعد مجموعة من التجارب -التي لا بأس بها- يمكنني أن أصف نفسي بأني متعطش حول الأسئلة التي لها علاقة بمناحي الحياة المختلفة، والتي تمس أي فرد فينا والبحث عن أجوبة لهذه الأسئلة عبر عدة مهارات أبرزها دون شك الكتابة.
لذا التعليم يأتي على عرش تكويني الشخصي لأنه مليئ بالأسئلة التي تؤدي بي لأخرى وهكذا وبهذا:
فأنا عبدالعزيز آل رفده نشأت في مدينة أبها وابن لوالدين رائعين في القطاع التعليمي واللذان دفعاني دفعا نحو التميز في جميع مراحل التعليمية وصولا لتخرجي من كلية الصيدلة بجامعة الملك خالد.
استقراري الحالي في مدينة الرياض وموظفا في مدينة الملك سعود الطبية وطالبا بجامعة الملك سعود في مرحلة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية في دفعتها الثانية.
روتيني اليومي في الكتابة؟
لدي مشروعين كتابين أعتني بهما كثيرا وأسعى لأن يكونا كاملين دون أن تشوبهما شائبة "هذه النية التي لا تتحقق معي"
لذا يمكنني الحديث حول نشرة ومدونة "خواطر مفكرة" فهي تصدر مرة واحدة شهريًا إن لم يكن هناك أي نوع من أنواع الإنشغال الذي ينسيني موعد نشرها.
تبدأ بسؤال فضولي حول شئ بعينه يمسني للغاية، وبعدها أفني عديد الساعات في المقاطع المرئية والمسموعة والمقروءة.
ثم تأتي المرحلة الثانية في استهلال الموضوع بدوافع كتابتي وهي التي تأخذ قالب القصة ولم أكن لأهتدي نحو هذا الأسلوب الإستهلالي لولا إعجابي بالعديد من كتب السيرة الذاتية؛ لأني أظن بأن جميع ما أكتبه ليس سوى تخليد للحظات عايشتها وأرغب في مشاركتها للآخرين.
بعد ذلك أقوم بإدخال كل ما استهلكته حول الموضوع من (المقاطع المرئية والمسموعة والمقروءة) بشكل أكثر اتساقا وسلاسة مع الموضوع ومقدمته.
يلي ذلك مشاركة ما قد قرأته خلال الشهر أو الذي شاهدته أو أي شئ يستحق بالفعل المشاركة مع المتابعين.
وأخيرا وضع كل ما تم ذكره في خطة مرسومة بغية ايصال فكرة للقارئ بأن ما قرأه في النشرة البريدية ليس سوى عمل محكم التخطيط وليس خبط عشواء وهو ما أدعيه في "المثالية" التي أرجو تجاوزها حقيقة
أما عن مشروعي الآخر فقد أوشكت أن أنهي سنة كاملة فيه وهو فكرة نقل كل ما أدرسه في مرحلة الماجستر التنفيذي في التشريعات الدوائية على هيئة نشرة بريدية تصدر أسبوعيا صباح كل يوم اثنين.
حيث أقضي الساعات الأولى من النهار في كتابة ما مجموعه ٩٠ دقيقة متفرقة لمدة ٦ أيام في الأسبوع
والمحصلة -بعد انهاء الفصل الدراسي الأول- كتابا كاملا يقع في ٥١١ صفحة كان وقعه كبيرا في موقع لينكدين وتويتر. وبهذا كانت الفكرة القائمة على التسويق الشخصي ناجحة تماما حيث وصلت سمعة النشرة للعديد من المهتمين والمسؤولين بشكل لم أكن لأتخيله مطلقا، وأنا بصدد إنهاء الجزء الثاني من الكتاب كذلك وقد سردت في نشرة سابقة ومطولة طريقتي في النشر بصفة مستمر ومخطط لها عبر أحد أعداد نشرة خواطر مفكرة والتي عنوانها "ما الخطوات السبعة والفعالة التي أتبعها للنشر في منصة لنكدين LinkedIn بشكل استراتيجي؟"
كيف أروج للمحتوى؟
هناك أسلوب اعتدت على القيام به وهو نشر كواليس النشرة للحاسوب المحمول، والأوراق المبعثرة، والرسومات المختلفة في الليلة السابقة للنشر.
يلي ذلك نشر جميع الروابط في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مع الإشارة لأسماء الأشخاص الذين أضافوا للمحتوى.
في اليوم التالي للنشر/ يكون الإخبار في صدور العدد لمن لم يقرأه من قبل ودعوته لذلك عبر عنوان خاطف، ثم تأتي استراتيجيات أخرى في إعادة استهلاك المحتوى على شكل تصاميم مختلفة باستخدام برنامج كانڤا، أو برنامج X في سلسلة منشورات متتابعة.
وهكذا أستمر بمختلف الطرق المتاحة للإبداع والخروج عن المألوف لذا يمكنني أن أقول بأني اتبع أسلوب (الخطاف بإثارة فضول القارئ، ثم ترتيب التغريدة في نقاط متعددة وقصيرة، وأخيرا الإنهاء والدعوة لإتخاذ إجراء)
كيف تحافظ على حماستك أثناء المشاريع المتعبة؟
أظن بأني تجزئة المهمة الكبرى لخطوات صغيرة ومرضية مثل (كتابة ٣٠٠ كلمة كل ٤٥ دقيقة) ثم اتباعها بخمسة وأربعين لاحقة من العمل المستمر وهكذا حتى تشكل الصورة النهائية.
هو أمر محفز مثلا أن يكون لي هدف يومي في كتابة ٩٠ دقيقة متقطعة ويتخللها ممارسة الرياضة والنوم الجيد ثم المواصلة على نفس النهج حتى إكتمال القطعة الإبداعية.
أكاد أجزم بأن الرياضة وتجزئة المهام عاملين مهمين للغاية من أجل عمل فني متقن يرضيك ككاتب ويرضي القارئ الكريم
إنجازي الأعظم؟
قطعا هو تجزيتي لوقت طويل جدا يقدر بأكثر من 10 آلاف دقيقة و 511 صفحة من أجل صناعة كتاب يتعلق بما أدرسه بالفعل في مرحلة الماجستير التنفيذي للتشريعات الدوائية.
هذا العمل استغرق مني أربعة أشهر متواصلة من النشر المستمر في النشرة البريدية الأسبوعية والتي ستبلغ عددها الثاني والخمسين قريبا هو أعظم إنجازاتي التي سوف أفتخر فيها لأثرها أولا، ولتوقيتها ولمشروع بنيت عليه آمال وتوقعات وقد فاقته بمراحل كبرى
مشروع فشلت فيه؟
هناك الكثير من قصص الفشل حتما. ولولا هذه القصص لما كنا لننمو ونواصل ونحن نملك جلدا أكثر سمكا والتي بدورها تمنع مشاعر الخجل والحياء وتمككنا من السير واثقي الخطى.
يمكن أن أقول بأن جميع المشاريع التي فشلت فيها هي بسبب سوء اختيار شركاء العمل فليس كل صديق لك أو زميل عمل يعني أنكم ستتمكنون من صنع مشروع عظيم مطلقا هذا غير صحيح.
قد يكون يكون البون شاسعا في سماتكم الشخصية وهذا لن يتضح إلا بالعمل الحقيقي وتطبيق الأفكار واقعا ملموسا لذا أكبر قرارات الفشل هو البدء مع موجة (عربات الأطعمة والأشربة Food trucks) حيث أنفقنا فيه ١٢٠ ألف ريال ونحن ٦ أشخاص مختلفين وذهب المشروع أدراج الرياح لقلة خبرتنا وعدم تؤام سماتنا الشخصية مع أحدنا الآخر
التحديات التي واجهتها في مشروعي الآخير؟
بالتأكيد هو كتاب التشريعات الدوائية وأخص بالذكر (الوقت) وهو وعدي للقارئ الكريم في أن أضع بين يديه ملخصا للمحاضرات التي أدرسها أسبوعيا صباح كل يوم اثنين هذا هو أكبر التحديات.
حيث أن عدد الكلمات لقطعة المحتوى الواحد تترواح ما بين 6000 - 8000 وربما أكثر في بعض المرات.
لذا، نعم الوقت هو أكبر عامل محفز ومؤثر نفسيا في عملية النشر
الكتاب الذي أقراه الآن؟
حقيقة بأني مقصر هذه الأيام في جانب القراءة والتي تتوافق مع أوقات الدراسة ولكن اختلس بعض الوقت خصوصا قبل النوم في قراءة 7-10 صفحات من كتاب (25 وسيلة للفوز مع الناس | جون سي ماكسويل) وهو كتاب يركز كثيرا على جوانب الذكاء العاطفي وأهميتها في خلق التأثير على الآخرين والأهم الفوز معهم في ما نبتغيه كلنا سواء كعائلة أو منظومة عمل أو دين وهكذا |