وصلني مؤخرًا تعليق من الصديق العزيز معتصم باكراع، جعلني أضرب أخماسًا بأسداس
نقش أمّ كتابة؟ نقش أمّ كتابة؟
لأن الكتابة والتصميم وجهان لعملة واحدة

وصلني مؤخرًا تعليق من الصديق العزيز معتصم باكراع، جعلني أضرب أخماسًا بأسداس:

لم يُجانب أستاذنا الصواب، إذ نرى جميعنا تفوّق صنّاع المحتوى المرئي "الساحق" في الكسب المادي. أذكر أنني شاهدت مقابلة مع أحدهم، وقد ذكر فيها تحقيقه 15,000$ شهريًا. هل يمكنك تخيّل الرقم حتى! 🤦🏽‍♂️

 

لذا، رأيتها قضية خاسرة. 👨🏽‍⚖️

 

وقررت إعلان عجزي عن إثبات الرأي المعاكس. إلى أن مررت بقصة هذه الفتاة:

(هانتر هاريس - Hunter Harris)، فتاة مغرمة بعوالم الأفلام ودراما المشاهير 🤳، وذلك ما أوصلها للكتابة في مواقع كبرى على غرار Vulture و New York Magazine لفترة طويلة، قبل أن تُطلق نشرتها البريدية: “Hung Up” والتي تضم + 85 ألف مشترك، ما بين نجوم السينما والدعاية والكتاب، ومحبيّ الثقافة الشعبية بشكل عام.

 

وقبل أن نتحدث عن مصادر دخلها، ما رأيك لو تحدثنا عن "مصدر" تلك المصادر: الجمهور؟ 💃🕺

 

أعلم أنك متشوق للنقطة الأولى؛ تودّ اختبار شعور الصدمة بما تحققه هذه الشابة، ثم التحسرّ على وضعك 🙇🏽 {تمامًا كما فعلت أنا، ولذلك قصة سأرويها ضمن العدد}.

 

إنما، لنكن صريحين. 🗣

ما يميّز صنّاع المحتوى المرئي عنّا (كتّاب المحتوى) هو قدرتهم على بناء جمهور شغوف بما يقدمونه. وما المرئيات إلا أدوات فحسب.

لذا، فضلًا تحملني، ورافقني في هذه الرحلة .. حتى آخرها. 🛣

إثارة مشاعر حميمية حول المحتوى

 لا تكتفي (هانتر) بالكتابة وإرسال المحتوى إلى قائمتها البريدية. بل تحاول تحويل قرّاءها إلى أعضاء مخلصين في مجتمعها. 

فبعد عام من إطلاق نشرتها، أجرت هانتر استطلاعًا لجمهورها حول كيفية تحسين النشرة. وقالت أن ثاني أكبر مطالب الجمهور كان "زيادة مساحة النقاشات والبناء المجتمعي".

 وقد أبقت ذلك في ذهنها.

 

عربيًا، وبحسب تجربتي الشخصية، نحن نبحث عن ذات الشيء.. وذاك مُبشّر 🌠

ربما كان العائق أننا نجهل "الكيفية". سأكون ممتنًا لو شاركتني رأيك في ردّ / رسالة خاصة.


أما الآن، فلنرى أسلوب (هانتر):


قبل إصدار صَبستاك ميزة (النقاشات Discussion) للجمهور، كانت صديقتنا هانتر تنشئ منشورات مناقشة للداعمين (مرة كل شهر)، بحيث يتفاعل الجميع في التعليقات. ثم تتواجد "صاحبة الحفلة" طيلة ساعة كاملة للتفاعل بدورها.

وبالطبع، حين أطلقت صَبستاك الميزة المذكورة، كانت (هانتر) من أوائل المستخدِمات؛ وجدت فيها طريقة أسهل بكثير لإجراء هذه المناقشات المجتمعية، وأكثر  "حضورية / Real-time"

 

تحصل بعض المناقشات على +2000 رد من مجتمعها:

 

شجّعها هذا "الزخم" على تبنيّ عادة جديدة: مع كل عرض جوائز كبير، أو عرض أول لموسم مسلسل، أو خاتمة لمسلسل ما، ستجد (هانتر) وقد أطلقت سلسلة محادثات جديدة. لتستخدمها -أيضًا- في إقناع متابعيها على تويتر بالاشتراك في (المجتمع المدفوع):

كم تبلغ رسوم الاشتراك في مجتمعها المدفوع؟

صبرًا .. سأخبرك في حينها ..

أما الآن، فلنتحدث عن موضوع أكثر إثارة.. 

 

ممارسة علاقة حميمية مع المحتوى  🔞

لم أجد توصيفًا أفضل لعلاقة (هانتر) مع نتاجها الكتابي! 🎃

لا تصدقني؟ تأمل الآتي إذًا: 

يشارك معظم الكتّاب المستقلين مقالاتهم على شبكات التواصل أو ضمن معارض أعمالهم (إن سُمح لهم طبعًا)، ثم ينتقلون إلى المقالة/التدوينة التالية. صحيح؟

حسنًا، إضافةً لنشرتها البريدية، لا زالت (هانتر) تكتب لصالح المجلات والمواقع الكبرى [بما في ذلك وول ستريت جورنال، وجي كيو، ومجلة نيويورك]. وأخمّن أنها تتلقى راتب أعلى لكل مقال مقارنة بالكتاب الآخرين.

 

إليك ما تفعله مع كل قطعة محتوى:

في بعض الأحيان تُجري مقابلة مع أحد المشاهير، وفي أحيان أخرى تكتب عن فعالية معينة. وكما يحدث معنا جميعًا، لا تحقق كل كتاباتها الأثر المطلوب [لاحظ أننا نتحدث عن مواقع مليونية!].

 

لكنها لا تستسلم. فإذا كانت المقالة جيدة بما يكفي، ستشاركها ضمن نشرتها البريدية.. أو بعبارة أدقّ: ستشارك رابطًا للمقالة على تويتر، وتضع التغريدة ضمن العدد:

سيحمّس تأكيدها على "طرافة الردود" البعض للضغط على التغريدة وقراءتها، ما يعني احتمالية متابعتهم حسابها هناك.

 

كان من الممكن أن تكتفي بمشاركة الرابط وتمضي في يومها، لكنها علمت أن (مجتمعها) سيحب تلك المقابلة؛ فمنحته إياها.

 

العبقرية هنا أنها تلقت المال لقاء المقالة، ثم حولّتها إلى محتوى تكسب -من خلاله- ولاء جمهور نشرتها البريدية.

 

أتعلم؟ ربما كان ذاك جزء من الإجابة المنشودة عن كيفية البناء المجتمعي: إن وجود جمهور خاص نشارك المحتوى معه، سيؤدي -بالضرورة- إلى تقاربه معنا. 

ربما تقول: أليس هذا ما نفعله أصلًا، نكتب في أحد منصات الكتابة الجماعية -مثلًا- ثم نشارك ما كتبناه ضمن مدوناتنا/نشراتنا البريدية؟

 

بالطبع، ولكن لنتأمل ثانيةً ما فعلته (هانتر). كتبت مقالًا واستلمت مستحقاتها عنه، فبالتالي، لن تعود عليها مشاركة المقال بأي منفعة مباشرة. في حين نشارك مقالاتنا طمعًا في الأرباح ""الخيالية 😒"" لقاء كل 1000 مشاهدة!

الجزء الآخر من أحجية البناء المجتمعي 🧩

هل تتذكر الاستطلاع الذي أجرته مع جمهورها؟ 

ذكرت لك أن ثاني مطالب الجمهور كان "زيادة مساحة النقاشات والبناء المجتمعي"، فهل تعرف المطلب #1؟

 

تقليل عدد الروابط!

 

دعني أفاجئك بقولي: لقد رفضت المطلب تمامًا؛ لعلمها أن محتواها سيغدو "أقل تفاعلية" دون روابط.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم روابطها لأعمال العلامات التجارية وكتّاب المحتوى الآخرين.

 

ونتيجة رغبتها في المشاركة وحرصها على توطيد العلاقات مع زملائها الكتاب، ذُكرت نشرتها البريدية ضمن مواقع كبرى مثل (Slate - Business Insider - Elle - The New York Times وغيرها).

 

متأكد أن الرسالة وصلت 😉

 

وبهذا، نصل إلى الجزئية المنتظرة.. 🤤

هيّا نجني مالًا كثيرًا 💲💲💲

مبدأيًا، يمكنك قراءة عدد واحد أسبوعيًا مجانًا، أما لو أردت قراءة كل ما تنشره (هانتر) والحصول على ميزات أعضاء مجتمعها، فأمامك 3 خيارات:

💸 دفع 5 $ شهريًا 

💸 50 $ سنويًا

💸 الانضمام كعضو مؤسس، والمساهمة بمبلغ + 150 $ لإظهار دعمك.

 

كما ترى، رسوم الاشتراك تقليدية، لكن أسلوب تسويقها للاشتراكات.. مبتكر فعلًا.

يحصل أصحاب الاشتراك المجاني على عدد -ملخص لفعاليات الأسبوع الفنية- كل يوم جمعة. لكن هانتر، وبحركة خبيثة/ذكية، تكشف عناوين عريضة لما حصل عليه أصحاب الاشتراكات المدفوعة.

بالضبط! تلعب هانتر على وتر (الفومو FOMO) هنا لحث الأشخاص على الترقية!

 

لا أشكّ أن تكرار هذه الدعوة -كل يوم جمعة- فعّال للغاية، خاصةً عندما عندما يكون الناس في وظائفهم، ينتظرون عطلة نهاية الأسبوع ويبحثون عن شيء ينغمسون فيه.

 

إنه مثل قولك "أوه مرحبًا، هل تشعر بالملل؟ اذهب واقرأ هذا"

 

وهنا، يُرقيّ جمهورها اشتراكاتهم في سبيل المحتوى الحصري، لكنهم "يبقون على اشتراكاتهم" من أجل المجتمع، وتقدم هانتر كليهما في آنٍ معًا.

 

عودًا على ذي بدء 🔂

لا أملك أرقامًا دقيقة عن أرباح (هانتر هاريس)، إنما يمكنني التخمين على الأقل:

 

سأفترض أن جميع أعضاء مجتمعها يدفعون على أساس سنوي، وإذا قدّرنا عددهم -حسب مرات الإعجاب ضمن المناقشات المجتمعية- بـ 4000 شخص. 

هذا يعني أنها تجني 4000 × 50 ÷ 12 = 16.600$ شهريًا (كما أخبرتك، هذا مجرد تخمين).

 

دون أن ننسى عروض التسويق بالعمولة التي نجدها في بعض الأعداد، وربما شراكة مع علامة تجارية هنا أو هناك.

 

خلاصة القول: يمكن للمحتوى المكتوب أن يتفوق على المرئي، لكن بشرط .

 

قبل أن أُطلعك عليه، هل تمانع لو شاركتك قصة؟

"لمّع الشوك 🍴" 

أمضيت معظم سهرات الأسبوع الماضي على مسلسل The Bear الشهير

في إحدى الحلقات، يرسل بطل العمل (كارمي Carmy) ابن عمه (ريتشي Richie) للعمل في مطعم فاخر لمدة أسبوع. يتميز ريتشي بشخصية ومزاج صعب، ولا يفهم لمَ يضيّع كارمي وقته في الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، في حين بإمكانها الاكتفاء بصنع البرجر وكسب بعض المال.

 

في المقابل، يرغب (كارمي) في تغيير مفهوم ريتشي عن المطاعم، وتعليمه أهمية الخدمة. لذا، حين يدخل ريتشي المطعم في الـ 6 صباحًا، يخبره زملائه أن وظيفته هي تلميع الشوك طوال اليوم.. الشوك فقط! 

 

بالطبع، يتملكه الغضب؛ لماذا أضيع وقتي في تلميع الشوك؟! 

يتكرر ذات الأمر في اليوم التالي .. والذي يليه. ويتحول غضبه إلى إحباط؛ ما المغزى من كل هذا؟!

هنا، يسأل أحد زملائه عن سبب مبالغتهم في الاهتمام بالتفاصيل. فيُجيبه:

انقر لمشاهدة المقطع 🎞

كل يوم هنا بمثابة سوبر بول "Super Bowl = مباراة نهائي لتحديد الفائز بلقب بطولة الرابطة الوطنية لكرة القدم NFL".

 

المقصود: لكثرة مرتادي المكان. 

إذًا، يرى المدير أن مطعمه ليس مجرد مكان يقدم الطعام. بل مكان يركزّون فيه -بالكامل- على التفاصيل الصغيرة؛ ليتمكن ضيوفهم من الاستمتاع بتجربة ثريّة.

 

بالطبع، يستغرق الموظفون في تفاصيل أخرى أعمق، لكنهم على دراية أن مجرد وجود "ذرّة" على الشوكة قد يُفسد التجربة. 

 

لذا، يُلمّعون الشوك.

هل ألمّح لـ "الجودة أهم من الكمية"؟

لا، أفترض أننا تجاوزنا هذه المرحلة أصلًاـ وأصبحت إحدى البديهيات.

أريد أن نؤسس لفكِر "مُبتكر القيمة"، الشخص الذي يكتب ما يتجنّب كتّاب المحتوى التقليديون الخوض فيه؛ لأنه "لا يتوائم مع محركات البحث" أو "لا يحقق أرباحًا" أو "مُعقّد". أتمنى رؤية كتّاب محتوى نرجسيين 🦁 وفي ذات الوقت قريبين من جمهورهم.

 

فهل ما أطلبه كثير؟

انعكاس 📼

كما اتفقنا في العدد قبل السابق، سنتحدث سويّة عن أفلام متمحورة حول الكتابة. وكَم كانت سعادتي غامرة برؤية فِلم عربي سوري يتحدث عن معاناة الكتّاب:

نقف هنا على الضفة المقابلة: كاتب يعاني من ضائقة مالية لا حلّ لها، عديم الثقة بنفسه، وعاجز عن ترك أثر في أقرب الناس إليه (ابنه)، ومع ذلك -للسخرية- مؤمن بقدرته على إشعال ثورة ضد الفساد والرشوة والنظام العالمي الجديد.

 

فِلم سيريالي بامتياز، يحتاج لأكثر من مشاهدة. متوفر على يوتيوب

انتظرونا ✌️

الآن؟

أكل الحسد قلبي! أعلم أنك لن تراه بين سطور تدوينة [الشاب الذي توسّله جمهوره أن يُطلق نشرته البريدية!] لكنني -شخصيًا- أحسست به؛ كيف لشخص جهِل معنى (الكتابة الإعلانية) أن يقدّم استشارة لساعتين بقيمة 1000$، في حين "أحترق" لجنيّ رُبع هذا المبلغ؟

ثم وقعت على جزء مخفي من قصته، رواه بنفسه.

 

بعدها بأيام، قرأت تدوينة يونس [التواصل النصيّ هو الأكسجين في ثقافة شركة ووردبريس دوت كوم]، وتحمست لفكرة (عمل غزة كرامة) وراسلته عارضًا استضافة المبادرة على نطاق فرعي Sub-domain، ورحّب كثيرًا بالفكرة.
وهكذا سهرت محاولًا إيجاد أفضل أسلوب لتطبيق الفكرة، وتوصلت أخيرًا إلى استخدام "سكريبت" مدرسة افتراضية، مع اعتبار المستقلين "مدربين"!
أُدرك أنها تبدو (لولبية)، لكنني لا أملك مالًا للاستعانة بمبرمج.

بكل الأحوال، أمضيت اليوم التالي في محاولة تصميم شعار + بنر، وهذا ما توصلت إليه (عقب 5 ساعات تصميم):: 

 

عرضته على يونس، سائلًا عمّا ينقص التصميم، فأجابني: CTA! وعقّب بالقول: ما رأيك لو نسلّم جانب التصميم لـ"فلانة"، في حين تعمل أنت على جانبٍ آخر؟
أظن أن التصميم لم يُعجبه هههههه 

 

وهكذا، بردت همتي. لا بسبب ملاحظته، لكنني -حقيقةً- أعاني في إيجاد دافع للاستمرار في الحياة. وذلك رغم كل الرسائل الإيجابية التي تصلني، ورغم تفكيري العميق في أثر غيابي "المدمر"؛ والذي بشّرت به في إجابة على (كورا)

 

وبالحديث عن كورا، زِدت نشاطي عليه بعدما وجدت فيه وطنًا لهواجسي وخواطري، التي أُلبسها ثوب (الإجابات العميقة)، ليتهم فقط -ولا أجد غضاضة في قولي هذا- يُطلقون ميزة التربّح.

نعود لموضوعنا، وجدت نفسي أمام مقبلٍ على الانتحار، فحادثتها أمامه بصوتٍ عالٍ. بحقّ، الحائل الوحيد بيني وإنهاء حياتي: الجهل بما بعد الموت.. 

غير مهم ..

على حين غرّة، وجدتني غارقًا في قصة مراهِقة تُدعى ليان. ويعلم المقربون منيّ شدة تعاطفي مع المراهقين؛ أعتبر نفسي واحدًا منهم ربما. ولا أخفيك "ضحكت" حين قرأت ردّها .. الخجول على إجابتي

استهوتني المسألة، فبدأت رحلة بحث عن مشكلات ظننت بيّ القدرة على حلّها، وهكذا وصلت إلى سؤال لامسني بشدة.. شديدة.

 

وبعدها، عُدت للإجابة على الاسئلة المتعلقة بمجال كتابة المحتوى:

كيف تصبح كاتب محتوى مميز؟

❔ ما هي أفضل طرق التسويق بالعمولة "Affiliate Marketing"؟

❔ ما زلت طالبة في الجامعة وليس لدي خبرة في العمل، هل يمكن أن أستفيد من تطبيق LinkedIn؟

 

هل ذكرت -للتو- لينكدإن؟!

 

إذًا، يجدر بيّ الاعتراف بإطلاق نشرتي البريدية هناك!
راودتني فكرتها منذ زمن، لكنني خشيت التشتت، حتى علمت عن دعم خوارزمية لينكدإن الشديد للنشرات البريدية. وهكذا، خضت التجربة .. وبانتظار النتائج سويّة.

 

وهل تصدق أنني قضيت ساعة كاملة في منشور؟! 

 

والسبب بسيط: بدأت أفقد الأمل في جدوى ما أكتبه. واسمح ليّ بالتعمق هنا.

ظاهريًا، تُبلي منشوراتي بلاءًا حسنًا وتلقى صدى طيبًا لدى القراء. إنما -مجددًا- أنا لا أستمتع. لم أعد أستمتع بالكتابة ولا بالتصميم..

كل شيء بطيء يا صديقي! النمو بطيء والإيرادات بطيئة، وتكاد أنفاسي تنقطع. حتى هذه النشرة، أكتب أعدادها على مدار الشهر، وبأمزجة مختلفة "غالبًا سيئة"، فقط لإنني أحاول شغل نفسي.

 

وتبقى الكتابة منفذي الوحيد..

رنين 🌫

حالة العالم غريبة، يجتاحه ثِقل مجهول المصدر أحيانًا، معلومه أحيانًا، ولكن تبقى القاعدة العامة: لا أحد سعيد بالحياة التي يعيشها، ولا رغبة له بعيشها أصلًا.

وتبدو محاولاتنا للتحرر من هذا غريبة. ولأبدأ بنفسي.

أنهيت الشهر مع تدوينة [31 / 7 :: يوم تقليدي [ تقييمي: ⭐⭐]]، والتي ظلّت في مسوداتي لنحو 3 أشهر.. على أمل أن يتحسّن مزاجي.. ثم "ضاق صدري" فنشرتها. ولم أتوقع للحظة أن تدفع إحداهن، وأقصد العظيمة سالي، لقراءتها .. 4 مرات

 

تعبّر صديقتنا نوال القصير عن ندمها لإضاعة سنواتٍ في محاولة إرضاء الآخرين على حساب نفسها إضافةً لأخطاء أخرى، وتدعو كل ذلك :: قمة النضج.

وعلى الطرف الآخر، يبدأ جلال اللافي رحلته لعالم الناضجين/الكبار. فيعيش صراعاتٍ داخلية، متخذًا الخيال مهربًا (أمرٌ طبيعي).. وتساءل جلال ما إن كان بمقدوره 

خلاصة القول: أُحب المذكرات الشخصية، وأتمنى لو يستمر صديقنا في سلسلته (خواطر فتى).

وأيضًا، أحب قراءة المزيد من تدوينات ياسمين الباحثة عن الخفة. على غرار هذه.

 

تمرّ السنون على "عتيق"، أو بالأحرى سنة و8 أشهر، ليستكمل قصة مؤلمة إيلام غرس سكينٍ صدئة في قلبٍ مُتعَب. تُلامسني قصص الاعتداء الجنسي وما شابهها، قتلٌ للروح -هي- دونًا عن الجسد

 

تعاطفت مع حكاية "ماما هنادي"، تألمت لألمها حين تحاول الإمساك بالأفكار، فتفلت منها إثر سيل أسئلة صغيرها. عانيت من هذه المسألة لسنوات، ولم أجد حلًا سوى انتظار نوم الجميع (وبالتالي التحول لبومة ليلية) قبل أن أبدأ الكتابة. وسهّل عليّ عملي المستقل ذلك كثيرًا، لكنه حرمني من لذّة الصباحات، ومع اقتراب موسم المدارس وعودتي لمهنة "المكتبجي" أشعر بقلق رهيب. 

حاولت كثيرًا تفنيد سبب هذا القلق. والأرجح أنني متعلق بـ(القلق) كتعلّق البعض بالحُزن على حد توصيف صديقنا مازن.

 

استكمالًا لتوثيقها تفاصيل عملها، تخبرنا ولاء عن يوم في حياة اثنا عشر مهاجر غير شرعي في إسبانيا. وإن كان يومٌ كهذا "صيفي هادئ بلا مشاكل" على حد تعبيرها، فما بالك بالأيام الأسوأ؟!

 

قرب نهاية الشهر، تساءلت عن جدوى التجميعة السابقة. وإذ بيّ -دون أن أدري- أحلّ واجب (ثمود):

ولأن الفرصة نادرًا ما تأتي مرتين، قررت مراسلته آملًا أن يُشارك (حليّ) مع جمهور نشرته. إن شاركها، فَبِها ونِعْمَتْ. وإلا.. أثق أن البعض يفعل ذلك.

بالمناسبة، أخبرني رأيك بصراحة (على موقع صراحة 😋): هل تستحق النشرة المشاركة؟ 

 

💜 لم يكن جميع المدونين حزنى. نجد لُبابة وقد أنهت كتاب "لغات الحُب الخمس" ولخّصته لنا في تدوينة تضجّ باللطف والحُب.

موهوب تحت الـ 🔭

تشرفت هذا الشهر باستضافة المبدع عبدالعزيز آل رفده

من أنا؟

أصعب سؤال يمكن أن يجيبه الشخص عن نفسه، ولكن وبعد مجموعة من التجارب -التي لا بأس بها- يمكنني أن أصف نفسي بأني متعطش حول الأسئلة التي لها علاقة بمناحي الحياة المختلفة، والتي تمس أي فرد فينا والبحث عن أجوبة لهذه الأسئلة عبر عدة مهارات أبرزها دون شك الكتابة.

لذا التعليم يأتي على عرش تكويني الشخصي لأنه مليئ بالأسئلة التي تؤدي بي لأخرى وهكذا وبهذا:

فأنا عبدالعزيز آل رفده نشأت في مدينة أبها وابن لوالدين رائعين في القطاع التعليمي واللذان دفعاني دفعا نحو التميز في جميع مراحل التعليمية وصولا لتخرجي من كلية الصيدلة بجامعة الملك خالد.

استقراري الحالي في مدينة الرياض وموظفا في مدينة الملك سعود الطبية وطالبا بجامعة الملك سعود في مرحلة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية في دفعتها الثانية.

روتيني اليومي في الكتابة؟

لدي مشروعين كتابين أعتني بهما كثيرا وأسعى لأن يكونا كاملين دون أن تشوبهما شائبة "هذه النية التي لا تتحقق معي"

لذا يمكنني الحديث حول نشرة ومدونة "خواطر مفكرة" فهي تصدر مرة واحدة شهريًا إن لم يكن هناك أي نوع من أنواع الإنشغال الذي ينسيني موعد نشرها.

تبدأ بسؤال فضولي حول شئ بعينه يمسني للغاية، وبعدها أفني عديد الساعات في المقاطع المرئية والمسموعة والمقروءة.

ثم تأتي المرحلة الثانية في استهلال الموضوع بدوافع كتابتي وهي التي تأخذ قالب القصة ولم أكن لأهتدي نحو هذا الأسلوب الإستهلالي لولا إعجابي بالعديد من كتب السيرة الذاتية؛ لأني أظن بأن جميع ما أكتبه ليس سوى تخليد للحظات عايشتها وأرغب في مشاركتها للآخرين.

بعد ذلك أقوم بإدخال كل ما استهلكته حول الموضوع من (المقاطع المرئية والمسموعة والمقروءة) بشكل أكثر اتساقا وسلاسة مع الموضوع ومقدمته.

يلي ذلك مشاركة ما قد قرأته خلال الشهر أو الذي شاهدته أو أي شئ يستحق بالفعل المشاركة مع المتابعين.

وأخيرا وضع كل ما تم ذكره في خطة مرسومة بغية ايصال فكرة للقارئ بأن ما قرأه في النشرة البريدية ليس سوى عمل محكم التخطيط وليس خبط عشواء وهو ما أدعيه في "المثالية" التي أرجو تجاوزها حقيقة

 

أما عن مشروعي الآخر فقد أوشكت أن أنهي سنة كاملة فيه وهو فكرة نقل كل ما أدرسه في مرحلة الماجستر التنفيذي في التشريعات الدوائية على هيئة نشرة بريدية تصدر أسبوعيا صباح كل يوم اثنين.

حيث أقضي الساعات الأولى من النهار في كتابة ما مجموعه ٩٠ دقيقة متفرقة لمدة ٦ أيام في الأسبوع

والمحصلة -بعد انهاء الفصل الدراسي الأول- كتابا كاملا يقع في ٥١١ صفحة كان وقعه كبيرا في موقع لينكدين وتويتر. وبهذا كانت الفكرة القائمة على التسويق الشخصي ناجحة تماما حيث وصلت سمعة النشرة للعديد من المهتمين والمسؤولين بشكل لم أكن لأتخيله مطلقا، وأنا بصدد إنهاء الجزء الثاني من الكتاب كذلك وقد سردت في نشرة سابقة ومطولة طريقتي في النشر بصفة مستمر ومخطط لها عبر أحد أعداد نشرة خواطر مفكرة والتي عنوانها "ما الخطوات السبعة والفعالة التي أتبعها للنشر في منصة لنكدين LinkedIn بشكل استراتيجي؟"

كيف أروج للمحتوى؟

هناك أسلوب اعتدت على القيام به وهو نشر كواليس النشرة للحاسوب المحمول، والأوراق المبعثرة، والرسومات المختلفة في الليلة السابقة للنشر.

يلي ذلك نشر جميع الروابط في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مع الإشارة لأسماء الأشخاص الذين أضافوا للمحتوى.

في اليوم التالي للنشر/ يكون الإخبار في صدور العدد لمن لم يقرأه من قبل ودعوته لذلك عبر عنوان خاطف، ثم تأتي استراتيجيات أخرى في إعادة استهلاك المحتوى على شكل تصاميم مختلفة باستخدام برنامج كانڤا، أو برنامج X في سلسلة منشورات متتابعة.

وهكذا أستمر بمختلف الطرق المتاحة للإبداع والخروج عن المألوف لذا يمكنني أن أقول بأني اتبع أسلوب (الخطاف بإثارة فضول القارئ، ثم ترتيب التغريدة في نقاط متعددة وقصيرة، وأخيرا الإنهاء والدعوة لإتخاذ إجراء)

كيف تحافظ على حماستك أثناء المشاريع المتعبة؟

أظن بأني تجزئة المهمة الكبرى لخطوات صغيرة ومرضية مثل (كتابة ٣٠٠ كلمة كل ٤٥ دقيقة) ثم اتباعها بخمسة وأربعين لاحقة من العمل المستمر وهكذا حتى تشكل الصورة النهائية.

هو أمر محفز مثلا أن يكون لي هدف يومي في كتابة ٩٠ دقيقة متقطعة ويتخللها ممارسة الرياضة والنوم الجيد ثم المواصلة على نفس النهج حتى إكتمال القطعة الإبداعية.

أكاد أجزم بأن الرياضة وتجزئة المهام عاملين مهمين للغاية من أجل عمل فني متقن يرضيك ككاتب ويرضي القارئ الكريم

إنجازي الأعظم؟

قطعا هو تجزيتي لوقت طويل جدا يقدر بأكثر من 10 آلاف دقيقة و 511 صفحة من أجل صناعة كتاب يتعلق بما أدرسه بالفعل في مرحلة الماجستير التنفيذي للتشريعات الدوائية.

هذا العمل استغرق مني أربعة أشهر متواصلة من النشر المستمر في النشرة البريدية الأسبوعية والتي ستبلغ عددها الثاني والخمسين قريبا هو أعظم إنجازاتي التي سوف أفتخر فيها لأثرها أولا، ولتوقيتها ولمشروع بنيت عليه آمال وتوقعات وقد فاقته بمراحل كبرى

مشروع فشلت فيه؟

هناك الكثير من قصص الفشل حتما. ولولا هذه القصص لما كنا لننمو ونواصل ونحن نملك جلدا أكثر سمكا والتي بدورها تمنع مشاعر الخجل والحياء وتمككنا من السير واثقي الخطى.

يمكن أن أقول بأن جميع المشاريع التي فشلت فيها هي بسبب سوء اختيار شركاء العمل فليس كل صديق لك أو زميل عمل يعني أنكم ستتمكنون من صنع مشروع عظيم مطلقا هذا غير صحيح.

قد يكون يكون البون شاسعا في سماتكم الشخصية وهذا لن يتضح إلا بالعمل الحقيقي وتطبيق الأفكار واقعا ملموسا لذا أكبر قرارات الفشل هو البدء مع موجة (عربات الأطعمة والأشربة Food trucks) حيث أنفقنا فيه ١٢٠ ألف ريال ونحن ٦ أشخاص مختلفين وذهب المشروع أدراج الرياح لقلة خبرتنا وعدم تؤام سماتنا الشخصية مع أحدنا الآخر

التحديات التي واجهتها في مشروعي الآخير؟

بالتأكيد هو كتاب التشريعات الدوائية وأخص بالذكر (الوقت) وهو وعدي للقارئ الكريم في أن أضع بين يديه ملخصا للمحاضرات التي أدرسها أسبوعيا صباح كل يوم اثنين هذا هو أكبر التحديات.

حيث أن عدد الكلمات لقطعة المحتوى الواحد تترواح ما بين 6000 - 8000 وربما أكثر في بعض المرات.

لذا، نعم الوقت هو أكبر عامل محفز ومؤثر نفسيا في عملية النشر

الكتاب الذي أقراه الآن؟

حقيقة بأني مقصر هذه الأيام في جانب القراءة والتي تتوافق مع أوقات الدراسة ولكن اختلس بعض الوقت خصوصا قبل النوم في قراءة 7-10 صفحات من كتاب (25 وسيلة للفوز مع الناس | جون سي ماكسويل) وهو كتاب يركز كثيرا على جوانب الذكاء العاطفي وأهميتها في خلق التأثير على الآخرين والأهم الفوز معهم في ما نبتغيه كلنا سواء كعائلة أو منظومة عمل أو دين وهكذا

كان عددًا طويلًا..😪

فإن وصلت إلى هنا، فشكرًا لصبرك على ثرثرتي. 😅 ولا أخفيك سرًّا، أنا -على غرار أحمد مشرف- من دُعاة الانغماس في النصوص والمشاهدات الطويلة، التي تترك أثرًا لا يُزال لمدة.

والآن، هل ليّ بطلب؟

هل تُمانع إخباري رأيك بالعدد؟ أيّ الفقرات أحببتها أقل/أكثر؟

تحياتي الصادقة 

إن وصلك العدد بطريقة غير شرعية؛ "فَرْوَدَة Forward" مثلًا.. فأرجو منك إخباري –عبر الردّ على هذه الرسالة- بمن ارتكب هذه الجريمة ⚔️ ، هذا أولًا..

 

أما ثانيًا، فيمكنك تقديم طلب اشتراك رسمي عبر الرابط التالي.

twitter 
الموصللي
أريكتي المفضلة
جميع حقوق الإبداع محفوظة في سجلّات التاريخ

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Nam vitae sodales nulla, nec blandit velit.