الإجابة ببساطة هي: لا يمكن أن تكون موسوعة رقيم بديلًا عن ويكيبيديا.. ليس في الوقت الراهن على الأقل.
لكن لمِا لا نجعل المقارنة عادلة أكثر، ونتحدث عن نقطة البداية لكلٍ منهما؟
ودعونا نبدأ مع موسوعة رقيم.
لمحة عن موسوعة رقيم
أُعلن عنها بتاريخ 11-11-2019، وذلك ضمن إطار مسابقة موسوعة رقيم، والهدف منها: توفير معلومات موثّقة في شتى الميادين، كخطوة أولى في طريق توفير المواد التعليمية باللغة العربية.
وقد نُشر (حتى لحظة كتابة هذه السطور) قرابة الـ 18 مقال.
العدد قليل، صحيح؟ حسنًا، إليك التالي:
بحسب موسوعة ويكيبيديا ذاتها، انطلقت النسخة العربية في يوليو/ تموز 2003، وبالاستعانة بأرشيف الانترنيت، وجدت أن عدد المقالات العربية المنشورة بعد حوالي 7 أشهر من إطلاق النسخة العربية (وتحديدًا يوم 16-2-2004) هو 30 مقالة!
لكن هناك فرق شاسع بين حال الانترنيت حينها، وحاله اليوم!
صحيح، بحسب نسخة أرشيفية من موقع Internet World Stats كان عدد مستخدمي الانترنيت في الوطن العربي قد بلغ في 31 مايو 2011 نحو 65,4 مليون مستخدم، وبلغت نسبة نمو استخدام الانترنيت عربيًا بين عامي 2000-2011 نحو 2,501.2%
هذا يعني -بحسب حساباتي شبه الدقيقة- أن عددهم لم يكن يتعدى الـ 190 ألف مستخدم في بداية العقد الماضي. وفي أحسن الأحوال لم يتعدى المليون وقت إطلاق الموسوعة.
طبعًا الأمر مختلف الآن، حيث تشير التقديرات إلى أنه وصل -خلال2019- لحوالي 226,595,470 مستخدم!
التحديات التي تواجه الموسوعة
اختلاف وضع الانترنيت بين عاميّ إطلاق ويكيبيديا وموسوعة رقيم يتجاوز الكمّ إلى الكيّف.
ففي عصر شبكات التواصل الاجتماعي (أو بعبارة أخرى: المعلومة السهلة)، لم يعد هناك من يهتمّ بالموسوعات.
فمن تُراه سيهتمّ بموسوعة جديدة؟
اقرأ أيضًا: هل العرب لا يقرأون حقًا؟
موسوعة رقيم: معلومات دقيقة بشكل عصري!
لم يُغفل القائمون على موقع رقيم عن هذه الحقيقة، ولهذا السبب أطلقوا مسابقتهم الخاصة بالموسوعة. والتي جاءت على عكس باقي مسابقات المنصات غير محصورة بفترة زمنية معينة (دون أن ننسى الجوائز المُحفزة: 10$ لكل مقال مقبول!)
وعلى عكس مقالات ويكيبيديا “الجافة”، تضمنت مقالات موسوعة رقيم عددًا من الصور والفيديوهات التي أكسبت المحتوى جاذبية يستحقها المحتوى العربي.
الموسوعة ترفض ويكيبيديا!
بالتاكيد، ليس غيرةً منها! بل لكونها (موسوعة متضخمة) تشمل الغثّ والسمين. وهذا عائد -من وجهة نظري- لاعتمادها التطوع نموذجًا للإضافة إليه. حتى وصل الحال ببعض إلى طلب نشر سيرة ذاتية لشخصية شهيرة عليها!
وإن دخل المال من الباب.. خرجت المصداقية من النافذة!
خلاصة القول
لا شيء يُضاهي البدايات السليمة! وهذا ما لمسته من خلال انطلاقة موسوعة رقيم، وخاصةً أنها أسسّت لنفسها قبل انطلاقتها حتى، وذلك من خلال إطلاق أكاديمية رقيم لدورات مجانية في صناعة المحتوى العربي الموثوق والقادر على المنافسة أمام ملايين قطع المحتوى الأكثر شهرة.
أستغرب ما يفعله منشور، لا يمكن اعتبار كل صفحات ويكيبيديا موثوقة لكن أن تلغي كل الموسوعة؟ هذه مشكلة، لأن هناك صفحات كثيرة موثقة ولها مصادرها وهذه يمكن الثقة بها.
أتفق معك تمامًا!
(ما لا يُدرك كُله.. لا يُترك جُلّه)، ربما يبدو ذلك تناقضًا مع قولي:
فلا زال لدينا (السمين) لنستفيد منه
أسعدتني مشاركتك كثيرًا أستاذي الفاضل