إن كنت تعمل كـ مستقل، فهذا يعني أنك تعمل فيما تحبه، أليس هذا أبسط تعريف للعمل المستقل(freelance)؟
وهذا الأمر رائع بلا شك، مع ذلك… ما زلت بحاجة للبحث عن “هواية“.
ورغم ما في مقولة “اختر وظيفة تحبها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك” من جمال، إلا أننا نعلم أن عمل تقوم به من أجل المال، سرعان ما يفقد سحره.
لا يخفى على أحدنا مقدار روعة الشهر الأول من العمل الحرّ: العمل من أي مكان تحب، وقتما تشاء، والمكتب البسيط النظيف، الوجبات السريعة التي تتخلل العمل، ويمكنك الاستراحة دون الحاجة للانتظار إلى نهاية يوم العمل.
ولن أنسى ما لوصف (مصمم/مبرمج/كاتب … مستقل) من جاذبية حين تستخدمه في إجابتك عن سؤال: ماذا تعمل؟
لكن..
وبغض النظر عن إن كنت تعمل لصالح شخص آخر أو لصالحك الشخصي، في مكتب يفتقد لجهاز تكييف، أو في غرفة نومك ذات الهواء العليل. فالتوتر موجود: حين تتأخر عن تنفيذ مشروعك المستقل. يتحول ما “تحب” أن تفعله إلى ما “يجب عليك” أن تفعله.
بل أنت تسعى لإرهاق نفسك بنفسك!
فحين تمارس عملًا تحبه، يصبح التوقف عنه ضربًا من العذاب! اضف إلى ذلك أن رفضك للمشاريع المستقلة شبه مستحيل: أولًا/ لأن سوق العمل المستقل غير مستقر، فتارةً تعمل في 3 مشاريع في آنٍ معًا، وتكوّن ثروة صغيرة، وتارةً تُضطر لتأمل شقوق الجدار (بما أن ليس لديك ما تفعله!).
هذا يحدث لنا جميعًا، أليس كذلك؟
لذا، فحتى إن كنت تعمل في برمجة التطبيقات لـ 10000 ساعة/كل يوم (لقد تمّ زيادة عدد ساعات اليوم، ألم تكن تعلم ذلك؟!) ثم جاءك أحدهم بفكرة (أروع تطبيق لهذا العام)، فلن ترفض العمل عليه، أليس كذلك؟
لكن العمل لساعات طويلة قد يتسبب لك بالعديد من المشاكل، قد تفقد شريك حياتك، أصدقائك، وتفتقد الصالة الرياضية، وقراءة الكتب، وأخيرًا: التمدد بكسل تحت أشعة الشمس اللطيفة.. باختصار: ستفقد روعة كل ما اعتدت القيام به في سبيل الترفيه عن نفسك.
إدراجك لنشاط تستمتع به (كهواية لا كعمل) ضمن جدولك اليوم سيساعدك في تجنب كل تلك المشاكل. وأهمها: عدم شعورك بالإرهاق بسبب العمل لساعات طوال.
ابحث عن أمرين تحبهما، اعمل في أحدهما ورفّه عن نفسك بالآخر، وستحصل على حياة متوازنة.
متعة العمل لحسابك الشخصي
قد نستخدم العبارة السابقة لوصف عملنا -كمستقلين- لكننا في قرارة أنفسنا نعرف بأنها عبارة خاطئة!
ربما كنّا نحدد ساعات العمل اليومية، أو نعمل انطلاقًا من المكان الذي نحبه، ولكن في النهاية هناك مواعيد لتسليم العمل، ورسائل لعملاء يتوقعون ردًا فوريًا، ولا يهمهم إن كنّا انتهينا للتو من مشروع سابق. لذا دعنا نصحح العبارة السابقة متعة العمل لحسابك الشخصي لحساب مدراء مؤقتين 🙂
للهواية سحرها الخاص
هذا ما يجعل للهواية سحرًا مختلفًا: حين تبقى نتائجها خاصة لك:
- لن تهتم إن كانت النتيجة سيئة
- لن تقلق من عدم رضا عميلك رغم أن النتائج مذهلة
- هي مساحة للاستمتاع دون ضغوط
إضافة إلى المتعة التي تمنحها الهواية، فهي مساحة لاستكشاف قدراتك، على عكس مهارتك الأساسية (كمستقل) التي لا بدّ أن تكون في غاية الاتقان.
نصيحتي الأخيرة لك (ورغم أنها تقليدية إلا أنها تبقى مهمة لك كمستقل ):
ليكن في حياتك مساحة للمرح، وسيبقى استمتاعك بعملك الحرّ في أوجه دومًا.
شكرا جزيلا
ده فعلا اللي حصل … فجأة اكتشفت ان بقالي شهرين ما شفتش خطيبتي
وسيبنا بعض
دي مشكلة فعلًا! لما الشغل بينسينا الناس اللي منحبهم.
الحمد لله على كل حال.