مضى يومان على ذكرى مرور 20 عامًا على أول تدوينة نشرها عرّاب المدونين عبد الله المهيري. أما سبب تأخري، فعملي بجدّ على التدوينة الأخيرة.
قرأت جميع ما نُشر حول المناسبة، وشعرت أن مِن واجبي المشاركة (تمامًا كنشر تلك التدوينة الأخيرة).
إذًا، من أين أبدأ؟ ..
- لا زال الويب العربي فقيرًا جدًا.
- تؤلمني رؤية المدونات المهجورة، ولا تقنعني حجّة (لا أمتلك وقتًا للتدوين).
أتعرف ما الأسوء؟ كنت أتحدث مع صديقي، قبل أسبوعين تقريبًا، عن ندرة العلامات التجارية -بشخوصها الواقفة خلف الكواليس- التي تستخدم التجارب الشخصية والحكايات في إطار مشاريعها. ويا لها من خسارة لعالم التدوين العربي!
صرّحت أمامه حينها:
يجهل جمهور التدوين العربي ما يريده! ?? ??♂️
حاشا أن يكون ذاك انتقاصًا منه، على العكس، لطالما آمنت أن الجمهور شديد الذكاء؛ وإلا لم اُضطرت شبكات التواصل الاجتماعي -مثلًا- للتلاعب بخوارزمياته بحيث تُجبره على سلوكٍ معين. إنما ذاك موضوع آخر.
إنما -ولنكن صريحين- فخصوصية التدوين أن يبدأ المحتوى بك.. لا من جمهورك:
- وجهات نظرك وآرائك.
- مكاسبك وخسائرك.
- خبراتك الشخصية.
- ملاحظاتك.
- أبحاثك.
شكّلت هذه الأشياء، على مدار سنوات، نظرتك للعالم ومستوى خبرتك.
الآن، هل تفهم مدى أهمية ذلك لجمهورك، و[كارثية] عدم مشاركة تلك الأفكار بذريعة (نشر المحتوى الذي يريده الجمهور)؟
لكن الجمهور يجذبه الإتقان.. الخبرة.. والأهم من ذلك كله؛ العلامات التجارية (التقليدية والشخصية) التي تعتزّ بخبرتها في مجالات اهتمامها.
ونحن نمنحه ما لا يريده! ?? ??♂️
اليوم، تكيّفنا على قمع أفكارنا وآرائنا وخبراتنا بما يتعلق بالمحتوى الذي ننشره. ولا أخفيك سرّا؛ تؤسفني رؤية حمّى السعي خلف السيو! وأعلم أنك مللت تحاملي عليه، ولكن هلّا منحتني فرصة أخيرة؟
ألا تريد أن تظهر تدويناتك في محركات البحث؟ حسنًا.. لست مضطرًا لإتباع قواعد التهيئة آنفة الذكر.
إليك دليلي..
يكفي نحيبًا ?.. لنتحرك.. ??♀️ ??
سأشارك معك (تحديًا) أطلب ممن يعانون من قفلة الكاتب أو يفتقرون لشيء فريد ينشرونه.
أتحدّاك أن تأخذ (أحد منشوراتي على لينكدإن أو سرد تويتر كتبته قبل فترة.. إلخ) وتحوّله لتدوينة، بشرط أن تنشره اليوم. وتشاركه بطريقة تثير زخمًا حوله [يمكنك مشاركته مع جمهوري في التعليقات إن أحببت]
? الهدف: أن ترى بنفسك ما يحدث عندما تشكّل محتوى مبني على آخر [هل تذكر حديثنا حول العودة إلى سِمة (بناء المجتمع)؟]
خالف تُعرف؟ مقولة حكيمة! ??
لم يكن إطلاق شركة -أو حتى نشر محتوى- أسهل من أي وقت مضى! لذا، انسى أمر الفوز في منافسة تقليدية. ولتكن نظرتك الفريدة للعالم ميزتك التنافسية بدءًا من اليوم؛ فهي إحدى الأشياء -القليلة- التي ستساعدك في صنع “الفرق“.. بمفهومه غير المألوف.
ليس ثمّة أسهل من (اندماجك في السوق)؛ تأمل الصفحة الأولى من نتائج البحث لأي كلمة/جملة مفتاحية تخطر على بالك.
بمقدورنا جميعًا الوصول إلى نفس البيانات بفضل ذات الأدوات، وإذا كنا نستخلص ذات الاستنتاجات من نفس البيانات، فكيف سنختلف عن بعضنا؟ (هل تبدو لك العبارات السابقة مألوفة؟). يمكنني الإجابة بكلمة واحدة: الشجاعة ?.
شجاعة الاعتماد على ما يجعلنا مختلفين: تجاربنا وخبراتنا الشخصية.
هناك أشياء قد تتردد في مشاركتها مع الآخرين، تلك الآراء “الشاذّة” التي طورتَها بمرور الوقت من خلال مراقبة سوق المحتوى ?♂️ ولكن أتعلم؟ هناك يكمن السحر: في الإختلاف.
أليس هذا -بالضبط- ما حاولت الإشارة إليه في آخر منشوراتي على Ko-Fi؟
[ستسعدني متابعتك حسابي هناك، إذ أعتزم خصّه بنوع منشورات معينة؛ ربما أكثر حميمية?]
أفكار لتأملات قبل النوم ??
? إذا كنت تكره محتواك (=مُجبرًا عليه)، فلمَ تتوقع أن يحب أي شخص قراءته/مشاهدته/الاستماع إليه؟!
? لا تخسر العلامات التجارية لأنها لا تستحوذ على الكلمات المفتاحية، وإنما لأنها -أي الشركات- مَنسيّة.
? يحتاج جمهورك لما يذكّره بك، إذ لم يعد (العثور عليك) كافيًا. وكل هذا يبدأ من كلمة واحدة [أنت?].