انشغلت طيلة شهور في محاولات يائسة لتقديم عملٍ عظيم، ولكنني مُنهك.
|
ليس بسبب عملي (أحب ما أفعله)، إنما أستنزفني سباق تكوين جمهور عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
|
صحيحٌ أنني أعتزلت (تويتر / X).
|
|
|
|
|
لكن، بيني وبينك، أحسد بعض أكبر المبدعين وأنجحّهم، ممن أتقنوا "الخوارزمية"
|
تدهشني قدرتهم على التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها قناة لتسويق أعمالهم. كيف يُخططون لكل مشاركة، وربما يُجدولون جميع منشوراتهم تقريبًا؛ قد تجدها أيضًا في جدول بيانات في مكان ما - جنبًا إلى جنب مع بيانات المشاركة الدقيقة وأحيانًا عائد الاستثمار!
|
أعلم أنهم نجحوا لأنهم طبّقوا ما يقولونه.
|
خذ صديقي يونس بن عمارة مثلًا. إنه يشارك روح عمله مع العالم. ورأيت -بأمّ عيني- كيف يُدير رديف، وهذا يعكس تمامًا ما ينشره على شبكات التواصل الاجتماعي. لقد استطاع استغلال خبرته وتجربته بشكل مثالي لإضافة عشرات الأشخاص إلى قائمته البريدية كل أسبوع (وبرأيي، يرجع الفضل في ذلك إلى إطار عمل شبكات التواصل الاجتماعي الذي يستخدمه).
|
|
|
اتأمل ذلك وقد تراودني وساوس؛ العودة لأسلوب التدوين القصير (كما في النشرة السابقة).
|
سئمت من سباق الفئران هذا! 🐭
وبصراحة، أعرف -بالضبط- ما عليّ فعله لزيادة حجم جمهوري وعدد مشتركي نشرتي البريدية لو شئت التلاعب بخوارزميات شبكات التواصل:
|
- سأخصص وقتًا لتصميم صور المنشورات المثالية عبر كانفا.
- سأستعين بالخطّافات.
- سأكرّس طاقتي في اختلاق قصص أفضل.
- سألجأ للقوائم.
باختصار، سأبذل قصارى جهدي لإثارة جنون الخوارزمية بوضع منشوراتي أمام أكبر عدد ممكن من روّاد شبكات التواصل!
|
|
|
يكفي أن أبني مشروعًا مربحًا يساعد كتّاب المحتوى على ابتكار قيمة لحيواتهم.
|
ثمّة عشرات العظماء -أشخاص أقدّرهم، ويديرون مشاريع رقمية ناجحة حقًا- ممن يعملون بصمت.
|
هل تصدق أن عدد متابعيّ بريدجيت هاريس، الرئيس التنفيذي لشركة YouCanBookMe لا يتعدى 3500 متابع على لينكدإن؟
|
|
|
وشركتها من بين أفضل 100 شركة برمجيات على مستوى العالم، بأرباح سنوية تتعدى 5,000,000$ من الواضح أنها حققت ذاك النجاح دون أن تُصبح (خبيرة برامج الجدولة)!
|
|
لستَ مُضطرًا لتكون صاحب الصوت الأعلى لتُصبح ناجحًا
على الرغم من إعجابي بأولئك الذين يُبلون بلاءً حسنًا على مواقع التواصل ويجذبون متابعين متحمسين، إلا أنني أُقرّ -أخيرًا- أن هذا الطريق لا يُناسبني.
|
وإذا كنتَ تعاني من نفس المشكلة؛ تشعر بأنه يتوجب عليك بناء سُمعة رقمية. فأريدك أن تعلم أن هناك طرائق أخرى لبناء مشروع تجاري يمنحك الحرية المالية التي تريدها.
|
كانت معاناتي الكبرى خلال العام الماضي: التفكير المستمر في أنني متأخر عن الركب.
|
لكنني أنهيت عام 2023 بجني أرباح تبلغ حوالي 9000$. مبلغ قليل في نظري، لكنه أغناني عن سؤال الناس، وأتاح ليّ قضاء وقت نوعيّ مع زوجتي وأطفالي، ومصدره فعل ما أحب حقًا.
|
إذا كنت ترغب في بناء علامة تجارية شخصية مذهلة والحصول على ملايين المتابعين، فهذا رائع. افعلها.
|
لكن لا تظننّ أنها الطريقة الوحيدة لنجاح صنّاع المحتوى؛ بصراحة، ربما أثبت الواقع خلاف ذلك. 😉
|
|
|
|
انعكاس 📼
|
لكن مع الوقت، اكتشفت أنني سئمت "التمثيل" ليس إلا؛ على أرض الواقع قبل القابع خلف الشاشات.
|
وهكذا، اهتديت إلى (الأفلام التسجيلية).
|
|
|
|
استمر تسجيل فِلم [يوم بلا غد The Insomnia of A Serial Dreamer] 15 عامًا. هل يمكنك تخيّل ذلك؟! سمعت -أكثر من مرة- أن ذاك ديدن الأفلام التسجيلية، لكنني اليوم انتبهت إلى عظمة ذلك: أن يؤمن الشخص بمشروعٍ حدّ منحه 15 عامًا من عمره.
|
أو ربما من .. أرقه!
ذاك ما دفع المخرج لتصوير العمل؛ بضعة لقطات مجمّعة لحواراتٍ أجراها مع أشخاص سحقتهم هموم الحياة (ومع ذلك، نهضوا؛ لأنهم لم يجدوا أمامهم خيارًا آخر).
|
أظن أن الأفلام التسجيلية لا "تُراجَع". إنما يعيشها المرء فحسب. وأخصّ بالذكر كُتّاب المحتوى والروائيين، ممن يبحثون عن قصص حقيقية تصلح لتكون "قادحة أفكار".
|
هل أنصح بمشاهدته؟ لا.. إذ لا يُعالج قضية مصيرية، وإنما فقط مسألة شديدة الخصوصية.
|
|
|
|
~نقش~
|
|
مما نشره الأصدقاء::
|
|
|
|