هل ستكون صانع محتوى 🔢 أم مُبتكر قيمة 🌀؟

أنت قادم من منشوري في لينكدإن. صحيح؟ ?

لست كذلك؟ ? ولا ترغب بقراءته حتى؟? .. لا عليك، فسألخصه لك هاهنا?:

العمل الحرّ -رغم روعته- لكنه لن يكون مستدامًا خلال السنوات القليلة المقبلة. لمَ؟ لأنه قائم على الأدوات (المستقل يستخدم أداة لتنفيذ مشاريع الآخرين) والأدوات في تطور مستمر. هذا ما يحتمّ علينا التخلي عن مفهوم (صناعة المحتوى) وتبنيّ مفهوم (صناعة/ابتكار القيمة).

وقد توقفت -في المنشور المذكور- عند التعريف النظري.

وأنا هنا لأشارك الجانب العملي..

كيف تتبنى ابتكار القيمة في حياتك المهنية؟

1) اختر شغفًا


مبدأيًا، لن تنفعك الاستعانة بمصادر خارجية لإيجاد شغفك! فليس بمقدور أحد إخبارك بما أنت مهووس به. الأمر الوحيد الذي قد ينفعك: تبنيّ عقلية المستكشف. وإذا كنت لا تعرف.. فحاول. ما لم تحاول، فلن تعرف أبدًا.

باختصار: جرب كل شيء.

يمكنني منحك نقطة انطلاق:

  • تفقد سجل متصفحك (Browser history).
  • ركزّ في مقاطع الفيديو التي شاهدتها آخر مرة على (يوتيوب)؛ هل ثمّة قاسم مشترك بينها؟
  • تصفّح قائمة المواد التعليمية التي شعرت بفضول طبيعي لتعلّمها (يُستثنى من ذلك فيديوهات “حيل إبداعية في 5 دقائق” وما شابه!)
  • تأمل جوانب حياتك: ما المجال الذي سعيت -ونجحت- في تحسينه حتى الآن؟

ماذا لو حوّلت هذه الأشياء إلى (عمل تجاري)ـ بحيث تتمكن من تقاضي المال لقاء فعل.. ما تفعله أصلًا؟!

ألان ويلسون واتس ‏- فيلسوف بريطاني

“يتقاضى العقلانيون رواتبهم مقابل فعل ما يستمتعون به”.

2) أشبع الموضوع بحثًا من مختلف زواياه

إحدى أكبر المشاكل التي يواجهها المبدعون هي انغماسهم بأيديولوجية تحرمهم التفرّد! فما إن يحصلوا على نفحة من “الحقيقة” حتى يؤسسوا علامتهم التجارية بالكامل (وهويتهم) حولها. مؤمنين أن طريقهم هو السبيل الوحيد.

لنضرب هنا مثالًا بمجال الصحة واللياقة البدنية: ينخرط معظم الناس في نظام غذائي معين ونموذج تدريبي محدد (معتمدين على نصائح من قبيل: ركزّ على البروتينات ومارس رفع الأثقال)، لكن -في الحقيقة- أهداف الفرد هي ما يحدد (قيمة) نصيحة معينة.

فإذا كنت تبحث عن إفادة الناس فعلًا، فعليك توجيههم لرؤية واقعك بما يتماشى مع أهدافهم.

بمعنى، عليك أن تتعرض -بعقل متفتح- لجميع وجهات النظر حول المسألة قبل أن تبدأ في تشكيل رسالتك الفريدة:

  • تابع أشخاصًا لا تتفق معهم.
  • اشترِ كتابًا مِبياعًا “Best selling” عن الأساسيات.
  • اشترِ كُتبًا تقدم رؤى مناقضة لما تؤمن به (أنظمة غذائية مختلفة – ديانات مختلفة – تقنيات عقلية مختلفة)
  • استهلك محتوى طويل أكثر من المحتوى القصير (فالأخير مصمم لإثارة رد فعل عاطفي منك أكثر منه لتثقيفك!).

تأكد من استحالة ألا ترى الصورة كاملة. باختصار، اغمر نفسك بشغفك:

  • تعلّم عنه كل يوم.
  • الغِ متابعة أي شخص لا يتحدث عنه.
  • ابذل جهدًا واعيًا لتعريض نفسك لأكبر قدر ممكن من المعلومات حوله

هذا سوف يمنحك القدرة الخلّاقة التي لطالما حلمت بها.

3) سجّل الأفكار والاكتشافات

أثناء بحثك عن شغفك الذي يحوّلك لخبيرٍ في المجال، يغدو عدم تدوين المعلومات المثيرة للاهتمام.. مستحيلًا!

إليك ما يجدر أن تبحث عنه:

  • أفكار أو حكايات أو تجارب يمكنك استخدامها في المحتوى الذي تنشره أو المنتجات التي تنشئها (وبذا، يصبح بوسعك لفت الانتباه وضمان عدم نفاد أفكارك للكتابة)
  • “قطع المحتوى الذهبية” التي تثير حماسك (لتتمكن -بدورك- من إثارة حماسة الآخرين)
  • طرق جديدة للتفكير في الموضوعات لم تفكر بها من قبل (فيغدو بمقدورك تغيير منظور الآخرين للموضوع)

يشكّل تطبيقك الخطوات الثلاث آنفة الذكر (بدايةً ناجحة) لتفكيك “كُتل” اهتماماتك إلى “أجزائها”. فإليك ما ستفعله بعد ذلك.

لما سيكون تبسيط الموضوعات المعقدة أعظم مهارات القرن القادم؟

أغلب الناس سيتوقفون هنا؛ حيث يجمعون المعلومات القيّمة وينغلقون على أنفسهم (بعيدًا عن التعلم الحقيقي).

عليك تطبيق ما تعلمته: لا تتعلم الكتابة عن طريق القراءة عنها (بل عبر الانضمام إلى رديف). لا تتعلم كيفية التوازن على الدراجة من خلال الانتساب لدورة تدريبية نظرية عن ركوب الدراجة.

في الوقت نفسه، وحين نتحدث عن خلق القيمة أو خلق المعرفة، فلا يمكنك تطبيق ما تتعلمه بالمعنى الحرفي؛ يجب أن تتأمل وتتفكر ومِن ثمّة تكتب لتكوين رسالة متماسكة ذات قيمة.

الخطوة التالية جوهرية للغاية:

اطرح إبداعاتك وانشر كتاباتك على الملأ، فتتمكن من تلقي آراء مباشرة على عملك. وعليك قبلها -بالطبع- أن تجتذب الجمهور.

كيف تجتذب جمهورًا؟

أفضل الطرائق -من وجهة نظري- هي شبكات التواصل الاجتماعي.

الآن، تحدثت سابقًا عن كيفية اختيارك المنصة المناسبة، وبعض الخطوات العملية لمن أراد تنمية نشرته البريدية، ويمكنني التحدث عن بناء الجمهور طوال اليوم (حرفيًا). رغم ذلك هناك سؤال سيحول حول عقلك حتى يفقدك صوابك:

“هل يمكن لأيٍ كان تكوين جمهور؟”

لمَ لا نُجري حُسبة بسيطة؟

بالطبع، لا يشكّل جميع هؤلاء جمهورك! لن يكون الجميع مهتم بما تريد قوله (وكل مَن يحاول إقناعك بعكس ذلك، فهو يُمارس عليك حيلة من عالم التسويق الشبكي البغيض!). ولذا يستسلم معظمنا.

من أدعوه جمهورك هم 1000 مُعجب حقيقي بعملك.

هل ترى اجتذاب 1000 شخص مهمة صعبة؟ يعتقد صديقي يونس أنه يكفيك 100 معجب حقيقي، على العموم -وأقتبس من تدوينته-::

والاختيار ليس حصريًا بين 100 أو 1000 معجب حقيقي، ….. بدلًا من ذلك، يوفر مفهوم المئة معجب إطارًا للتفكير في مستقبل اِقتصاد الشغف: حيث بإمكان صانع المحتوى تقسيم جمهوره إلى فئاتٍ وتقديم خدماتٍ ومنتجاتٍ بتسعيراتٍ مختلفة.

وهل تعتقد أن السوق مشبع؟ إليك نصيحة من صديقنا (جاستن ويلش Justin Welsh)::

طبّقها لمدة 3-6 أشهر، وبعدها عُد لنناقش النتائج ?

شِفرات + شبكات = الانترنت

إذا تمّعنا في ماهيّة شبكة الانترنت، فسنجدها تنقسم إلى شبكات/ وسائط تنشر بها القيمة، وتلك الواسائط مستندة إلى مواقع مؤلفة من ملايين الشِفرات/الأكواد. صحيح؟

يمكنك عبر شركة الشخص الواحد “One-person business” الاستثمار في برمجية لاكوديّة “No-code software” وتركيز جلّ مجهوداتك على نشر القيمة ضمن الوسائط.

لنختبر ذلك عمليًا.

كيف تقدّم معرفتك المُكتسبة بطريقة قيمة؟

#1 اختر منصة

شخصيًا، أفضّل أن تبدأ مع تويتر. لماذا؟

  • تستطيع النشر فيه بقدر ما تريد (لاختبار أفكارك قبل نشرها على منصات أخرى).
  • يعتمد على الكتابة؛ لذا فهو يناسب الانطوائيين والانبساطيين، رجالًا كانوا أم نساءً.
  • يسهّل عليك العثور على أشخاص بسرعة.
  • عن تجربة، ستكتسب الكثير من المتابعين بفضل زر (إعادة التغريد ?).

كيف تنميّ حسابك على تويتر؟
للسؤال إجابات عدّة::

ابدأ في استخدام فيديوهات تويتر

14 طريقة علمية ومجربة لزيادة متابعين تويتر – دولفينوس

رواية قصة باستخدام سلاسل التغريدات

نصائح احترافية: جذب المزيد من المتابِعين على تويتر | مساعدة تويتر

استخدم منافسيك لتحصل على متابعين أكثر

كيف ازيد متابعيني في تويتر في ٦ خطوات – Status brew

أما عن استراتيجيتي، فهي كالآتي:

  • انشر 1-3 تغريدات يوميًا.
  • إذا كان لديك < 1000 متابع، فركز على التواصل مع الآخرين في الردود والرسائل.
  • ضع غايتك في الحياة أو أهم 3 اهتمامات تتحدث عنها في قسم “لمحة Bio”
  • اكتب سرديات (Threads) مبنية على قصتك وتجربتك الشخصية.
  • ابدأ بمحتوى تعليمي للمبتدئين (حبذا لو تضمّن خطوات عملية)
  • لا تحاول أن تبدو ذكيًا أو حكيمًا قبل أن تبني علامتك التجارية الشخصية!

#2 تعلّم جذب الانتباه

الاهتمام: عملة القرن الحادي والعشرين.

هل أريدك أن تستخدم أساليب دنيئة للانضمام إلى حفلة السوشال ميديا؟ على الإطلاق!
أريدك أن تخوض حربًا:

  • الجوهر ⚔️ المظهر.
  • هرمونات السعادة الأبدية (السيروتونين والأوكسيتوسين) ⚔️ المؤقتة (الدوبامين)

بعبارة أخرى، أن تجذب الانتباه ثم تقدم القيمة المُستحِقة ذاك الاهتمام.

[إن كنت تخشى اضطرارك لاستخدام محتوى متصيّد للنقرات “Clickbait”، فسنناقش المسألة في الخطوة #4]

مبادئ “مُثبتة علميًا” لجذب الانتباه

لتعلم فن جذب الانتباه، ابدأ بالانغماس في العناوين الرئيسية، والتغريدات الأولى للسرديات الناجحة، وغيرها من منشورات شبكات التواصل بشكل عام. ابدأ البحث بدلاً من الاستهلاك. حلل أسباب نجاح منشورات الآخرين عوض الاكتفاء بالتمرير من خلالها بلا وعي.

#3 اعتبر نفسك (قارئك المثالي)


أثناء بناء الشخص لجمهور أو قراء للقيمة التي يخلقها، فإن النصيحة الشائعة هي أن يتوجه لعميله المثالي. وتأسيسك شركة الشخص الواحد، تعني أنك (المجال) و(العميل المثالي) و(العلامة التجارية) و(المنتج) مجتمعين!

إذًاـ ماذا تكتب.. لنفسك؟

  • إذا كنت تمر بوقت عصيب، فأنصح نفسك واكتب نصيحتك في “دفتر يومياتك المُتاح للملأ = مدونتك”
  • قدم نصيحة لـ “ذاتك القديمة” حول التغلب على المشكلات التي واجهتها، ولكن بطريقة أسرع.
  • شجّع “ذاتك المستقبلية” لتحقيق الأهداف التي تحاول تحقيقها.

#4 امنح (العمق والوضوح) الأولوية الكاملة

يجعلك العمق (المرجعية في المجال).

إذا انتويت أن تكون صانعًا للقيمة، فعليك معرفة أن الاقتصار على كتابة محتوى قصير سيؤدي إلى تراجع مصداقيتك وسلطتك في المجال. بالتأكيد، قد تستفيد المتاجر الإلكترونية من المحتوى القصير، بما أنها تسعى لتحقيق أرباح سريعة.
ولكن إذا كنت تودّ تقديم قيمة في مجال لا تعتقد أنه مُربح بطبيعته (مثل الروحانية)، فلا يُعد العمق خيارًا هنا. بل أولوية والطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تحقيق الدخل بفعالية.

حسنًا. نحن الآن نقف أمام لغز، إذ نحتاج لأداة:

  • متمركزة حول مجال واحد؛ بحيث تُظهرنا كـخبراء / ذوي سُلطة “Authority” فيه.
  • يسهل إعادة تدوير محتواها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
  • تمدّ أبسط وأقدم وأوثّق جسور التواصل مع جمهورنا.

هل يمكنك تخمينها؟

تلميحة #1: أداة يحتاجها كل صانع محتوى ضمن عصر الويب 3.0

أحسنت! إنها النشرة البريدية!

واسمح ليّ -في ختام التدوينة- بإرشادك كيف تكتب عدد نشرة بريدية مذهل::

  • اختر موضوعًا عالي الأداء بناءً على تغريداتك أو أي محتوى آخر تعرف أنه سيحقق أداءً جيدًا (مثل المقطع المرئي المفضل لديك على يوتيوب).
  • استهّل العدد بتجربة شخصية أو قصة توضح المشكلة التي واجهتها فيما يتعلق بهذا الموضوع.
  • اسرد خطوات عمليّة للتغلب على تلك المشكلة.

هذا كل ما تحتاجه لتبدأ. في التدوينة القادمة، سنتعمق أكثر بمفهوم شركة الشخص الواحد (وكيف تُحقق أرباح منها).

حتى ذاك الوقت، كُن بخير..

نسب الفضل لصاحبه

رغم تعديلاتي الكثيرة عليه، لكن يبقى (جوهر) التدوينة منبثق عن ذهنية رائد الأعمال العبقري DAN KOE.
بالمناسبة، علمت من مصادري السريّة أن دان مُشترك في نشرة The Tilt. حمدًا لله، إذ وفّر عليّ مهمة دعوته للاشتراك ?

تدوينات لإثراء فكرك::

هل ستكون صانع محتوى 🔢 أم مُبتكر قيمة 🌀؟

2 فكرتين بشأن “هل ستكون صانع محتوى 🔢 أم مُبتكر قيمة 🌀؟

  1. منشور ثري للغاية واستفدت منه جدّاً.
    سمعت عن اسلوب كتابتك الرائع ولم أدرك الأمر حتى قرأت لك . كتاباتك فعلا تستحق الثناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى