المشروع الأبدي: ما هو؟ وهل يمكن أن يغيّر حياتك فعلًا؟ [3]

مشروعك الأبدي

تحدثت في الجزء السابق عن أولى خطوات بدء مشروعك الأبدي: اختيار الموضوع/المجال/الحِرفة. ويأتي بعدها مباشرةً..

الممارسة

أهم مبدأ تتذكره عند عملك على مشروعك الأبدي هو أنه لا يتعلق بإنجاز الأشياء. بل بالمضي قدمًا بطريقة (1) ممتعة بالنسبة لك ، و (2) تساعدك على التطور.

لذا تخلّص من جميع القواعد التقليدية حول تحقيق أقصى استفادة من وقتك، ونصائح كيف تُنهي مشروعك، وغيرها. كل ما تحتاجه هو حلقة بسيطة جدًا: ابحث عن شيء مثير للاهتمام في مشروعك ثم اعمل عليه حتى يفقد متعته. وهكذا.

انتبه! أنا أمنحك سر حياة غنية ومرضية. 🙂

ثمّة طريقتان عمليتان اكتشفتهما لإبقاء قائمة الموضوعات الشيقة ممتلئة.

الأولى والأكثر بساطةً: الاحتفاظ بقائمة مهام

وهي -في الحقيقة- اقرب لكونها قائمة “أفكار مثيرة للاهتمام”. الفكرة هي تدوين أي فكرة مرتبطة بالمشروع: قد تكون ثغرات برمجية، أو مفاهيم حول كيفية تحسين المشروع، أو ربما مشروعات جانبية، وما إلى ذلك.

لكن بخلاف قوائم المهام التقليدية، يجب ألا تضع تواريخ عليها، أو ترتبها وفق الأولوية، أو تحاول “إنجازها فحسب”. عندما تحتاج إلى إلهام أو مهمة للعمل عليها، يمكنك تصفح القائمة ومعرفة ما يلفت انتباهك. اترك أيضًا المهام المكتملة في القائمة. هذا مفيد لمعرفة ما أنجزته (والذي يمكن أن يكون محفزًا!).

لا شكّ أن الزوار الذين قرأوا مدونتي لفترة ما صادفوا -بين الحين والآخر- تدوينات أتحدث فيها عن مشكلة أو فكرة قلت أنها كانت “في قائمة المهام”. إذا كنت تفعل ذلك بشكل صحيح، فلا بدّ أن تكون قائمتك تنمو أسرع مما يمكنك إنجازه!

مصدر جيد آخر للأفكار: القراءة عن عمل مشابه والمشاركة في مجتمع للمتحمسين حول الفكرة

بالنسبة إلى Dragons Abound، أتابع عددًا من مُنشئي الخرائط (مثل Azgaar) وفناني الفن التوليدي “الفن المُولّد حاسوبيًا” (مثل Mewo2sketches).
بالنسبة لمشروعي الأبدي حول التنبؤ بنتائج مباريات كرة السلة الجامعية، بنيت -في النهاية- مجتمعًا من الأشخاص الآخرين الذين يعملون على نفس المشكلة، وتبادلنا الملاحظات والأفكار عبر البريد الإلكتروني. ما إن تجد مجتمعًا، ستكتشف أنه قد يكون مصدرًا جيدًا لاستلهام قوائم المهام في ذات الوقت الذي يُوجهك بعيدًا عن المجالات غير المنتجة (أي تلك التي تحرمك من فرص النمو).

حتى لو أمتلكت أفكارًا جيدة، فربما كنت -كالعديد من الأشخاص- تكافح لإيجاد الحافز للعمل على مشروع ما. وبفضل الله، وجدت عددًا من الطرق لحل مشكلة قلة التحفيز، التي قد تُجدي نفعًا معك أيضًا.

في السنوات الأخيرة، كُتب الكثير عن سيكولوجية ألعاب الفيديو. وبغض النظر عن رأيك بألعاب الفيديو، يمكنك الاستعانة ببعض الحيل النفسية التي تجعل ألعاب الفيديو “إدمانية” لجعل مشروعك الأبدي كذلك. إحداها هي مفهوم (حلقة “الفعل ? مكافأة فورية”).

العلاقة الوثيقة بين الفعل والمكافأة هي آلية قوية. هناك صنف كامل من الألعاب التي تعتمد -اعتمادًا كاملًا- على تلك الصلة بين أبسط إجراء ممكن (نقرة) ومكافأة صغيرة، ويمكنها أن تكون إدمانية تمامًا!

REALM GRINDER

يتميز موضوع المشروع الأبدي الجيد بهذا النوع من “الحلقات”. بحيث يُتيح لك قياس التقدم الذي أحرزته ضمن نطاق زمني قصير نسبيًا. خير مثال على ذلك هو تعلم البهلوانيات. تبدأ أحيانًا برمية واحدة. ثم تحصل على اثنين على التوالي. وبمزيد من الممارسة، تتمكن من فعل ثلاثة على التوالي.. وهلم جرًا.

قارن هذا بشيء مثل الرسم، حيث تكون حلقة “الفعل ? المكافأة” أطول والتقدم أبطأ بكثير. ربما هذا ما يفسّر إتقان المزيد من الناس البهلوانيات بدلاً من الرسم!

تحتوي مشاريع البرمجة -بشكل عام- على حلقة ملاحظات مضمنة: اجرِ تغييرًا في التعليمات البرمجية واختبر الكود لتلمس الفرق.

في الجزء القادم، سنستكمل الحديث حول الدوافع/الحوافز، نتحدث عن الجانب الأكثر أهمية في نظام “الفعل ? المكافأة”

لذا، إن كنت مهتمًا، فاحرص على الاشتراك في قائمتي البريدية ?

المشروع الأبدي: ما هو؟ وهل يمكن أن يغيّر حياتك فعلًا؟ [3]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى